التضخم يقارب 5 في المائة وتآكل مستمر للقدرة الشرائية

 قدرت مصادر مالية نسبة التضخم خلال السداسي الأول من السنة الحالية بحوالي 5 في المائة، متوقعة أن تكون على شاكلة المستوى المسجل العام الماضي، مع تفاوت بين مختلف المواد، حيث تبقى أعلى بالنسبة للمواد الاستهلاكية الغذائية، ما يساهم في تزايد تآكل القدرة الشرائية لدى الفئات الفقيرة وحتى المتوسطة. معدل الدخل الذي تحتاجه أسرة جزائرية يقدر بحوالي 55 ألف ديناروأوضحت المصادر نفسها أن نسب التضخم تبقى عالية نسبيا، ولكنها ليست بالقدر الذي يثير القلق في الوقت الراهن، ولكن التوجه العام يجعل من التضخم عاملا يعكس تآكلا مستمرا للقدرة الشرائية للمستهلك والمواطن، خاصة ذوي الدخل الضعيف والمتوسط، حيث إن متوسط الدخل الذي تحتاجه أسرة جزائرية متوسطة من أربعة إلى خمسة أفراد تتراوح حاليا ما بين 55 ألف و70 ألف دينار، وقد عرف هذا المعدل تطورا سريعا خلال العشريتين الماضيتين لتغير نمط الحياة ومستوى المعيشة ولكن أيضا نسب التضخم. واستنادا إلى تقارير وإحصاءات الديوان الوطني للإحصائيات، فإن نسبة التضخم ما بين جوان 2015 وماي 2016 قدرت بـ4.9 في المائة. ووفقا لإحصائيات وزارة المالية، فإن نسب التضخم خلال سنة 2015 قدرت بـ5.25 في المائة خلال الثلاثي الأول من 2015.ووفقا للأرقام المتوفرة، فإن نسبة التضخم ما بين ماي 2015 وماي 2016 بلغت 6.97 في المائة، كما بلغت 5,64 في المالئة ما بين ماي 2015 وماي 2016، ما يعكس تزايدا متواصلا لمؤشرات الأسعار ولكن أيضا تآكلا للقدرة الشرائية، لاسيما مع اعتماد السلطات تخفيضا مستمرا للدينار الجزائري الذي فقد 40 في المائة من قيمته الاسمية خلال الثلاث سنوات الماضية. ومما يدعم الإقرار بإنهاك جيب المواطن على العموم، تشير تقديرات إحصائيات الديوان مثلا إلى أن نسب التضخم ما بين 2001 و2016 بلغت 186.68 في المائة بالنسبة للحم الخروف و41.27 في المائة للبيض و36.96 في المائة للدجاج، بينما تجاوزت 600 في المائة بالنسبة للسردين و136 في المائة للبصل وما بين 200 و360 في المائة للفواكه وما بين 166 و227 في المائة للتمور وما بين 59,03 و86.99 في المائة للبطاطا. ولم يقتصر الأمر على المواد الغذائية، بل حتى الخدمات أيضا. فحسب أرقام وزارة المالية، بلغت نسبة التضخم سنة 2015 بالنسبة للألبسة والأحذية 8,68 في المائة، مقابل 6,14 في المائة بالنسبة لمواد التنظيف فضلا عن مواد أخرى، ناهيك عن الإيجار والنقل والترفيه.