38serv
تلقت الإدارة الأمريكية ضربة قاسية في سوريا، بعد إعلان جبهة النصرة، الفصيل المسلح الموالي لتنظيم القاعدة، أن عشرات المقاتلين التابعين لمجموعة مسلحة مدعومة من الدول الغربية، لاسيما الولايات المتحدة، تنشط تحت لواء “جيش التحرير” خطفوا مع قائدهم في شمال البلاد. تعد العملية الاستعراضية لتنظيم القاعدة في سوريا، أحد أكبر الانتكاسات الاستراتيجية التي منيت بها الولايات المتحدة، في وقت كانت الجهود مبذولة لتشكيل ما يعرف بـ “الجيش السوري الجديد” بعد إخفاقات سابقة في تشكيل نواة قوة عسكرية موازية، تضمن للولايات المتحدة طرحا بديلا عن الجيش النظامي السوري .وقد اعترف فصيل جيش التحرير الذي يدعمه الغرب في سوريا، أن “جبهة النصرة” المنبثقة عن تنظيم القاعدة والمصنفة أمريكيا تنظيما إرهابيا، خطفت قائده وعددا من مساعديه وعشرات من مقاتليه في غارات منسقة بشمال البلاد.وكان جيش التحرير تأسس في فيفري في إطار محاولة أمريكية بالخصوص، لتكوين وحدة بين ما تم تصنيفه معارضة معتدلة في الجيش السوري الحر، في وقت يهدد تقدم رئيسي لتنظيم داعش معقله الرئيسي بالقرب من الحدود التركية، حيث سجلت القوات التابعة للجيش السوري الحر إخفاقات بعد نجاحها في اختراق بعض دفاعات تنظيم داعش باتجاه البوكمال، في ريف دير الزور، شمالي سوريا.وقد تم تشكيل ما يعرف بـ “الجيش السوري الجديد” من قبل “جبهة الأصالة والتنمية”، التي يعتبر “الجيش السوري الحر” أحد مكوناتها، وعسكريين منشقين عن الجيش النظامي السوري في أكتوبر 2015. وساهمت الولايات المتحدة في تقديم الدعم والتأطير له، بهدف مواجهة تنظيم داعش، ولكن أيضا ضمان التموقع في الساحة السورية، خاصة بعد التدخل الروسي الذي قلب موازين المعادلة السورية .ويشكّل الإعلان عن أسر قائد الجيش السوري الجديد محمد الغابي، وعدد من مساعديه في كفرنبل بمحافظة إدلب، إخفاقا كبيرا، ما يكشف عن نقائص وثغرات كبيرة للتنظيم المسلح الذي أريد له أن يشكل قوة ضاربة للدول الغربية، مثلها مثل قوى أخرى، كجبهة ثوار سوريا وحركة حزم التي حلت بعد فشلها في أن تمثل عنصرا هاما في المعادلة السورية. والأمر نفسه ينطبق على ما يعرف بـ “الفرقة 13”، وهي إحدى الجماعات المسلحة التي تلقت مساعدات أمريكية، ولكنها عجزت عن تشكل البديل، فقد أسر عددا كبيرا من عناصرها بسهولة من قبل النصرة.تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة أطلقت برنامجا في ماي 2014، بمعية القيادة المركزية “السانتكوم” وبدعم تركي، برنامج تدريب وتكوين نواة جيش يصل تعداده 5400 فردا سنويا، على مدى ثلاث سنوات، وقامت بتخريج أول دفعة تعدادها 75 عنصرا، إلا أن هذه العناصر فور دخولها إلى التراب السوري، سلمت جزءا من أسلحتها لجبهة النصرة .واعترفت واشنطن بفشل برنامج التدريب والتسليح لما تعتبرها “معارضة معتدلة في سوريا”، بعد تخريج الدفعة الأولى من المقاتلين، بحسب ما أعلن قائد عمليات القيادة المركزية الأمريكية لويد أوستن.في معرض شهادته، أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ عن استراتيجية الإدارة الأمريكية في محاربة تنظيم داعش داخل سوريا في سبتمبر 2015، مؤكدا “إن أربعة أو خمسة مقاتلين سوريين فقط لازالوا يقاتلون في سوريا، من أصل 54 كان قد دربهم الجيش الأمريكي ضمن برنامج التدريب والتسليح”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات