38serv

+ -

تحولت، منذ منتصف شهر رمضان الكريم، قرية الخميس ببلدية بني سنوس بنواحي تلمسان إلى قبلة ومزار لكثير من محبي وعشاق المنتخب الجزائري لكرة القدم، حتى أصبحت هذه القرية التي نسيت بفعل الهموم والمشاكل على لسان كل جزائري هذه الأيام. ولعل السر في ذلك، هو قدوم ابنها البار نجم المنتخب الوطني ونادي ليستر سيتي الإنجليزي رياض محرز.عكس نجوم الكرة الذين فضلوا قضاء عطلتهم في العواصم العالمية والمدن الكبرى والجزر الخلابة بعيدا عن الضجيج من أجل أخذ الراحة بعد موسم شاق مع الأندية في مختلف البطولة، خرج رياض محرز عن القاعدة وأبى إلا أن يقضي عطلته رفقة مجموعة من أصدقائه في مسقط رأسه بقرية الخميس ذات المناظر الطبيعية الخلابة والأودية الجارية والفاكهة المتنوعة، أرض العلماء والصالحين من هذه الأمة.. فضل محرز الجلوس على الحصير التقليدي بدل أجود الزرابي وشرب قهوة طهيت على نار الحطب، لقد أراد أن يعيش عطلته على طريقة تقليدية بحتة في مسكن قديم بقرية الخميس وهذا عربون بساطة وتواضع هذا اللاعب الذي لم تلهه النجومية عن زيارة الأقربين من أهله وأصدقائه في هذه القرية التي أخرجها مرة أخرى من غياهب النسيان إلى نور الشهرة.“تواضع كبير من نجم عالمي كبير” وقد قامت “الخبر” بتقصي أخبار عطلته التي يقضيها هنا في بلدته الأصلية، رغم أنه رفض الحديث إلى مختلف وسائل الإعلام الجزائرية بعكس ما يفعله مع الصحافة الفرنسية والأجنبية وأراد عطلة بعيدة عن الأضواء، إلا أن ذلك لم يثن من عزيمتنا في نقل كل كبيرة وصغيرة عن هذا النجم المتواضع، حيث أجمع سكان القرية على أن هذا الفتى لا يخيل للبعض أنه نجم عالمي من شدة تواضعه، فقد قضى يومياته كباقي سكان قرية الخميس في هدوء تام، الصوم نهارا والخلود إلى النوم والإفطار كل مرة عند أهله سواء أعمامه وعماته وأداء صلاة الجماعة والتراويح بمسجد القرية، لكنه يبقى دائما مرتبطا بالمسكن الذي ولد فيه والده المتوفى، حيث قضى جل أوقاته فيه لعله يشم رائحة فقيده فيه، وهو الذي تركه صغيرا ولم يكن يعلم أن ابنه سيصبح نجما يتداول اسمه ألسنة سكان المعمورة.“أخذ صورا تذكارية مع كل من اقترب منه”وبمجرد انتشار خبر تواجد محبوب جماهير ليستر سيتي الإنجليزي حج إلى هذه القرية الهادئة الواقعة وسط جبال عالية وفود من كل مكان ومن مختلف مناطق الوطن على اختلاف أعمارهم وألوانهم وأصنافهم لأخذ صور مع النجم محرز تبقى للذكرى، فمنهم من تمكن من لقائه ومنهم من حرم من ملاقاته بسبب كثرتهم. وفي هذا السياق، قال عنه زوج عمته محمد بن سماعين الذي أفطر عنده ليلة من ليالي هذا الشهر الفضيل في حديثه لـ”الخبر” “رياض ورغم ما بلغه من شهرة عالمية، إلا أنه بقي وفيا لتقاليد عائلته المتأصلة، فهو متواضع ولا توجد ذرة من كبر في قلبه، فقد انهالت عليه الجموع في مدينة سبدو التي أفطر فيها ليلة ولم يضق بأحد ذرعا وأخذ الجميع معه صورا تذكارية”.محرز يكرم حفظة القرآن الكريمولم يكتف رياض محرز بذلك بل استجاب لأهل المسجد الكبير بالخميس لحضور حفل تكريم حفظة القرآن الكريم ليلة السابع والعشرين من الشهر الفضيل، وقدم مساعدات مادية لجمعيات خيرية قصدته من كل مكان. عمه عبد المؤمن قال لـ”الخبر”: “أبى رياض إلا أن يزور مسقط رأسه ويقضي أياما من شهر رمضان بين بيت جده والمسجد وزيارة أعمامه وعماته رغم انشغالاته الكثيرة في الخارج، ولقد أجرى مباراة في كرة القدم لكنها كانت مباراة عائلية خالصة بطلب منه، إلا أن الذي أتعبه هو كثرة الوافدين عليه من كل أنحاء الوطن في الصباح والمساء، فأبى أن يستقبل الجميع لأنه قال لي إنه لا يمكنني أن ألبي دعوات كل هذه الجموع بعد أن نال مني التعب”. وواصل عبد المؤمن يقول: “لقد كان يريد قضاء العيد عندنا على أن يتوجه بعد ذلك لأداء مناسك العمرة، لكن جاء الأمر من فريقه ليستر سيتي للحضور إلى هناك يوم 5 جويلية، ما جعله يسافر على الفور”.ولم تفوت السلطات المحلية لولاية تلمسان الفرصة لتخص النجم بحفل على شرفه بمقر الولاية مع تكريمه اعترافا بالمجهودات الكبيرة التي قدمها وشرف من خلالها بلده في مختلف المحافل الدولية، وأصبح أحسن سفير للجزائر في الخارج.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات