38serv
في حديثه لـ“الخبر” عن أرق الرضع، أوضح الدكتور سعيد الحلاق، رئيس قسم المواليد الجدد بمستشفى القبة، أن النوم عند الكائنات الحية ضرورة بيولوجية وحيوية يتعاقب الاحتياج إليها بتعاقب الليل والنهار، وفق تبدلات كونية، وهي الضوء والظلمة أو النور والعتمة، موضحا أن الأرق أو فقدان النوم متعب ومقلق عند الكبار، ويمتد كذلك إلى الصغار، مفسرا هذه الحالة النفسية كالتالي.هل يمكننا الحديث عن الأرق أو اضطراب النوم عند الرضع، وما السبب من ورائه؟ يجب أن نفهم بأن النعاس ويليه النوم، يتم وفق تبادلات كهربائية لنشاط المخ بمعدل ساعة ونصف الساعة إلى ساعتين بين النوم الخفيف والعميق، تتكرر عدة مرات حسب حاجة الجسم للراحة وحسب التعود.أما الأرق وقلة النوم، أو الاستيقاظ المتكرر للرضيع، خصوصا في الليل، فيمثل مشكلة بالنسبة للعائلة والرضيع على حد سواء، وقد يؤدي ذلك إلى سوء نمو عند الرضيع، ويجب أن يعرف القارئ أن أسباب الأرق متعددة وتتمثل في الجوع، المرض، الضجيج، الخوف والإضاءة المكثفة لغرفة الطفل أثناء النوم. لذلك يجب على الأم أن تتأكد من انعدام فرضية المشاكل المشار إليها، وتعمل على توفير رضعات مشبعة لرضيعها في النهار والليل لينام ليلا نوما عميقا ويتمتع بفترات غفوته النهارية. أما في حالة الشك بأن الأمر يتعلق بحالة مرضية، تتوجب مراجعة الطبيب ومعرفة أسباب العوارض الصحية، وخصوصا آلام البطن والمغص وانتفاخ الأمعاء، التي تشكّل الأسباب الرئيسة للأرق والقلق وبكاء الرضع خلال عامهم الأول، وخصوصا الستة الأشهر الأولى.أما الخوف، فيمكن تجنبه بهدهدة الطفل بحضن والدته، وهي الأقرب إليه بيولوجيا، أو والده، ليهدأ روعه ويخلد إلى النوم، مع إبعاده عن غرفة سهر العائلة وضوضاء التلفاز وتخفيض شدة الإضاءة في غرفة نومه.هل لأرق الرضيع علاقة مباشرة بالحالة النفسية لأمه، سواء أثناء الحمل أو في فترة الرضاعة؟ طبعا، وهنا أود أن أوضح بأنه وبعد تشكل الجنين، يصبح كائنا كاملا حيا يتأثر بكل ما يدور ويحصل للأم خلال فترة الحمل، فحالة المرأة الحامل أو المرضعة تؤثر مباشرة على الجنين أو الرضيع، لذا فإن راحتها النفسية وهدوءها مطلوبان حتى تتفرغ لرضيعها الذي انتظرته تسعة أشهر تامة لتكتمل سعادة الأسرة.ما النصائح التي ترونها مفيدة ونافعة لتمكين الصغار من التمتع بنوم مريح وصحي؟ ما يمكن أن أقدمه للأم في هذا المجال؛ هو بضع نصائح مفيدة حتى يخلد الطفل لنوم هادئ وطبيعي يجنبه الأرق، مع ضمان استفادة كبيرة من الغذاء الذي يقدم له، من خلال إعطائه رضعات مشبعة. وأفضل دليل للتأكد من كون تلك الرضعات مشبعة؛ هو المراقبة المنتظمة لنمو الطفل. أما في حالة المغص الشديد، فلابد من مراجعة الطبيب للتعرف على أسبابه، لأنه قد يسبب إزعاجا كبيرا للرضيع وللعائلة. كما يجب على المرضعة أن تنتبه لغذائها؛ لأن بعض الأغذية قد تكون من بين الأسباب، كالبقول الجافة وبعض الحمضيات وعصائرها. كما أنصح بضرورة علاج الحالات المرضية الواردة بكثرة عند الرضع، كانسداد الأنف بسبب الزكام وغيره، وكذا حالات التهاب الحنجرة والمجاري البولية.وأختم حديثي لأؤكد بأن ثنائية الطفل والأم هي ثنائية رائعة في الحياة، تتطلب أن نؤمّن لها الراحة التامة، وخصوصا النفسية، والغذاء المتزن، مع تجنب كثيرا مناقضات الحياة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات