38serv
بعد مرور 40 سنة كاملة، ما زال غطاس سليمان، صيدلي بمدينة البرواقية في المدية، يحتفظ بكرسي الرئيس الراحل هواري بومدين الذي أهداه له خلال إشرافه على عملية تدشين لإحدى القرى الفلاحية ببلدية الأخضرية ولاية البويرة. تعود حكاية كرسي الرئيس الراحل هواري بومدين إلى سنة 1976، حينما كان غطاس سليمان مديرا للصحة بولاية البويرة وقتها. يقول عمي سليمان “تقدمت إلى الراحل بن يوسف بومهدي والي ولاية البويرة آنذاك باقتراح إنجاز مشروع عيادة طبية تتوسط قرية فلاحية ومصنعا خاصا بالطلاء”، ويقول المتحدث إن فكرة المشروع تجسدت فعليا، خاصة أن العيادة تضمن التغطية الطبية لسكان القرية وحتى عمال المصنع. وخلال عملية التدشين التي أشرف عليها الرئيس هواري بومدين للقرية الفلاحية والعيادة، أعجب بهذه الأخيرة، وطلب الرئيس الحديث إلى مدير الصحة على أساس أنه المشرف على القطاع، فكان اللقاء على انفراد بالرئيس، يقول عمي سليمان، “حيث قدمت له كل المعطيات الخاصة بمشروع العيادة وكيف جاءت فكرة إنجازها، فشكرني وأثنى علي، وقال لي بالحرف الواحد إن الدولة تشجع وتحرص على مثل هذه الأفكار والمبادرات التي تثبت جدارة الإطارات الجزائرية”.يواصل عمي سليمان “بعد مأدبة الغداء التي كانت على شرف الرئيس الراحل والوفد المرافق له بمطعم المصنع، انتهزت فرصة توديع الرئيس هواري بومدين الذي كرر شكره لي بعد أن صافحني وبادرت بالقول “لي طلب عندك سيادة الرئيس”، فقال “تفضل”، فقلت له “أريد منك كرسيك سيدي الرئيس”. اندهش الرئيس لطبيعة الطلب واعتقد أن الأمر يتعلق بكرسي “الحكم”، فسارعت إلى توضيح الأمر “أريد منك أن تعطيني الكرسي الذي جلست عليه خلال مأدبة الغذاء حتى يبقى ذكرى عندي”. فابتسم الرئيس الراحل واستجاب لطلبه، وأمر والي البويرة بالحرص على تلبية طلب السيد غطاس ومنحه الكرسي والتذكير بعدم إدراج هذا الكرسي ضمن عملية جرد الممتلكات.. ومباشرة بعد أن غادر الرئيس الراحل والوفد المرافق له الولاية، تم حمل الكرسي إلى مكتب غطاس بمديرية الصحة، ولا يزال يحتفظ بهذا الكرسي من يومها، رغم أنه غادر المنصب بعد مرور 3 سنوات من تلك الحادثة، إذ تحصل على منحة في بلجيكا من طرف وزارة الصحة والتعليم العالي، مكنته بعد سنة من دبلوم اختصاصي في التسممات، ليتم تعيينه بعد ذلك في عهد وزير الصحة الراحل عبد الرزاق بوحارة كمدير ولائي لمخبر النظافة بالمدية، ليتفرغ بعدها لممارسة الصيدلة منذ 1980، خاصة أنه خريج معهد الصيدلة من جامعة الجزائر سنة 1972، بعد أن التحق به عقب حصوله على شهادة البكالوريا سنة 1966.وعن فكرة تعيينه كمدير للصحة من طرف الوزير بوجلاب، يقول إنها جاءت كمكافأة له على نجاحه في إدارة نيابة مدير للصحة بالمدية، ثم نجاحه في قيادة فرقة طبية إلى مدينة بوسعادة للحد من داء الكوليرا الذي ضرب المنطقة سنة 1973. وختم حديثه قائلا إن كرسي الرئيس يبقى ذكرى غالية بالنسبة له، خاصة أنه يذكره بالرئيس بومدين، وسيحافظ عليه.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات