38serv
مع عودة الأمن وتراجع الإرهاب، برزت بولاية بومرداس ظاهرة مرعبة تتمثل في انتشار بائعات الهوى ومواقع البيع غير الشرعي للخمور، يجمعها قاسم مشترك هو الرذيلة في مجتمع محافظ يطالب السلطات الوصية بالتدخل وتطهير الولاية.انتشرت بشكل رهيب في بومرداس ظاهرة بائعات الهوى خاصة بالبلديات الساحلية، ابتداء من بودواو البحري باتجاه قورصو، بومرداس، الكرمة، الصغيرات، بن يونس، زموري، لقاطة، ساحل بوبراك، رأس جنات، دلس، عفير، وغيرها، حيث أظهر تحقيقنا على مستوى الشريط الساحلي انتشارا رهيبا للعاهرات من مختلف الأعمار، ينشطن على مستوى الكورنيش والشواطئ، حيث توجد مساحات خاصة لتوقف ممارسي الرذيلة في سيارات سياحية وتجارية.هذه الظاهرة التي باتت تثير استياء الناس تكاد “تستوطن” عاصمة الولاية، فهناك مجموعات تنشط على مستوى طريق المحكمة وحي لالباتروس، ينتظرن زبائنهن من الذين يعبرون هذا الطريق، كما ينتشرن بحي 11 ديسمبر وحي عين عبد الله الجديد، وأكد لنا مواطنون من سكان الحي بأن شققا في عمارة مشبوهة تم بناؤها مؤخرا أصبحت مقصدا لعشرات الشباب، وأفاد مواطنون بأن إحدى الوكالات العقارية تقوم بتأجير شقق لفتيات يقمن باستقبال زبائنهن فبها. وحسب شهادات مواطنين، فإن نشاط الفتيات يبدأ من الصباح إلى الليل.والالفت أن عددا كبيرا من الصالونات والمقاهي في بومرداس أضحت تستقبل هذه الأنواع من الزبائن، وعندما تسأل أي واحدة منهن تجد لديها من المبررات والحجج ما يكاد يقنعك بشرعية ما تقوم به من أفعال. تقول إحداهن إن الفقر والحاجة والهروب من بطش الزوج من عنابة جعلها تتحول إلى هذا العالم مقابل مبالغ لا تغطي الإقامة الكاملة والعلاج، وأكدت بأن المهم أنه ليس لها أبناء. فتاة أخرى أكدت بأنها دخلت السجن بتهمة تعاطي المخدرات بسبب ضيق العيش، وبعد خروجها رفضها المجتمع وباتت تعيش على الهامش، ما جعلها تتحول إلى الرذيلة.ويتحدث الناس هنا عن مجموعة من الفتيات تقيم بالحي الترقوي المقابل لكورنيش بومرداس في الطابق الأول، يستقبلن زبائنهن ليلا، وأكد مواطنون بأن الحي أصبح حيا مشبوها، تنتشر به العاهرات والمنحرفون ومروجو المشروبات الكحولية والمخدرات والمهلوسات إلى ساعات متأخرة من الليل، في وقت هناك حانتان قرب الحي. وأفاد أحد السكان أن مداهمة للشرطة العام الماضي كللت بالقبض على 4 متهمات وشابين بتهمة الدعارة داخل شقة، ورغم ذلك ما زالت الوضعية على حالها، معربا عن تخوفه من كثافة نشاط هؤلاء مباشرة بعد رمضان والدخول الفعلي لموسم الاصطياف والاستجمام.ويتحدث مواطنون مهتمون بمحاربة هذه الظاهرة أن من أسباب انتشار ظاهرة بائعات الهوى بمختلف بلديات الولاية، خصوصا الساحلية منها، الشاليهات التي كانت تؤوي العائلات المنكوبة جراء زلزال 2003، ولأن العديد من العائلات لم يقدروا على العيش في هذه الشاليهات راحت تؤجرها لأشخاص فعلوا فيها ما فعلوا مما يندى له الجبين.وتؤكد العديد من الجمعيات ولجان الأحياء في بومرداس أن نشاط هؤلاء الفتيات كثيرا ما كان مقرونا بالانتشار الرهيب للمشروبات الكحولية، والمخدرات والأقراص المهلوسة، والضرب والجرح، ومحاولات القتل، والانتشار الرهيب لكل أنواع الأسلحة، وسجلنا على مستوى جهاز القضاء في بومرداس قضية جمعت كل الآفات، حدثت بحي 800 مسكن ببلدية بومرداس، حيث تم العثور على فتاة مشوهة الجثة وتم حرقها بعد قتلها، ليتبين بأنها كانت رفقة مجموعة من المنحرفين داخل قبوا بإحدى عمارات الحي، كانوا في سهرة خمر، وتم القبض على القاتل الذي أودع الحبس، في حين بقيت الضحية جثة مجهولة لا أحد يعرفها سوى أنها جاءت من الشرق الجزائري.استطلاعنا جعلنا نسجل حالات حمل سلاح أبيض من قِبل عاهرات وقارورات “الكريموجان” للدفاع عن أنفسهن، ومن هؤلاء متسولات يجمعن بين مهنتي التسول والدعارة.منتخبو بمختلف مجالس ولاية بومرداس أكدوا بأن هذه الآفات في تزايد مستمر في ظل غياب تكفل حقيقي وفعلي بهذه الظاهرة التي باتت تنخر المجتمع البومرداسي المحافظ.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات