38serv
أوضح الكاتب والروائي عيسى شريط، مؤلف سيناريو “بيبيش وبيبيشا”، الذي حقق نسبة مشاهدة عالية خلال شهر رمضان، أن إضافة شخصيات أخرى على مجرى أحداث “السيت كوم” هو الذي جنّب وقوع المشاهدين في الملل، بعد أن مرت سنتين عليه بممثلين اثنين. وذكر شريط في حوار مع “الخبر”، أن حضور بهية راشدي ونجية لعراف، منح روحا جديدة للعمل، وساهم في تحقيق فعل الإثراء وفتح المجال أمام إدخال مواضيع جديدة.
حظي “سيت كوم” “بيبيش وبيبيشا”، بنسبة متابعة كبيرة خلال شهر رمضان، هل كنت تتوقع ذلك؟ بصراحة، كنا نتوقع هذا الإقبال بشكل نسبي لجملة من الأسباب، أهمهما أن الجزئين الأولين كان الإقبال عليهما معتبرا، وبذلك جمع السيتكوم له جمهورا من المعجبين يمكن استقطابه لمتابعة العمل في تصوره الجديد. علما بأن جمهور السيتكوم سابقا اقتصر كلية على الشباب كبارا ومراهقين، لكن تغيير تصور وتصميم السيتكوم الذي كان يقتصر على شخصيتين فقط “بيبيش وبيبيشة” عبر إضافة شخصيات أخرى، هو الذي كان يثير قلقا وتخوّفا من أن يكون صادما لفئة المعجبين السابقين، وبعد العرض اتضح أن السلسلة نالت رضا الجميع وتقبلوه في صيغته الجديدة.لماذا تم إدخال أفراد آخرين في العمل، بعد أن اقتصر الأمر على بيبيش وزوجته؟ بعد الجزئين الأولين، حيث صيغته كانت تعتمد على شخصيتين فقط، ارتأينا ضرورة تجاوز هذا التصميم سعيا منا لإثراء المحتوى الذي استهلك تقريبا كل المواضيع والمشكلات التي يمكن أن تحدث لزوجين معاصرين، فضلا على منحه روحا جديدة تحطّم عامل الملل الذي بدأ يتسرّب ضمن التصور الأول، فكان هذا التغيير الذي أدرج شخصيات أخرى تأتي لتحقيق فعل الإثراء.إشراك بهية راشدي ونجية لعراف، أعطى توجّها أسريا شاملا للعمل، هل هذا هو المقصود؟ لضمان تنقل مريح لا يصدم جمهور الجزئين الأولين، كان لابد من البحث عن مبرر مقنع لاستدعاء شخصيات أخرى، حيث يمكن إقحامها بشكل مريح وغير ملفت وصادم، وكان المبرر في ذلك هو وصول الابن “بيبيشو”، حيث وجد الزوجين نفسهما في مأزق حقيقي يتمثل في ضرورة تربية ابنهما، مما يغيّر نمط حياتهما السابق بالتأكيد. ولتجاوز هذا المأزق جاءت فكرة استضافة شخصيات جديدة بغرض الاعتناء بالمولود، وهو في اعتقادي حضور مقنع بالنسبة لجمهور المحبين، وبذلك توفرت إمكانية تغيير التصور الأول بتصور جديد أخذ له شكل سلسلة بدل السيتكوم، فكان لحضور السيدة بهية راشدي ونجية لعراف حضورا مميزا أحدث إضافة ممتعة.ذكر الممثلون أنك تابعت ككاتب للسيناريو، أداء الممثلين وعمليات التصوير، ماذا يضيفه الكاتب للعمل، ألا ينتهي دوره عند الكتابة؟ منتجو العمل يتميزون باحترافية كاملة، إذ يسهرون على توفير كل عوامل النجاج لمشروعهم، يقومون بفعل استثماري حقيقي بعيدا عن التفكير في هامش الربح، من بين هذه العوامل توفير فريق تقني محترف بكل المواصفات، هذا ما يفسر جودة الصورة والصوت وغيرهما من التقنيات، أما فيما يخصني ككاتب سيناريو، فهي مغامرة حقيقية أعيشها في كل مرة، إذ يمر السيناريو على عدة مراحل من الكتابة، كتابة أولى يتم قراءتها من قبل الممثلين بحضوري طبعا، ومن خلال القراءة تجرى عدة تعديلات فيما يخص الجملة أو الكلمة وإحداث بعض الإضافات التي يقترحها الممثلون أنفسهم تأتي مثرية للسيناريو، تعاد كتابة السيناريو للمرة الثانية آخذة بعين الاعتبار كل التعديلات، ثم يتم اللقاء بالمخرج، نقرأ ونناقش السيناريو، وللمخرج أيضا اقتراحاته ولمساته وتصوراته المثرية جدا للنص عبر حذف أو إضافة مشاهد جديدة لتأتي الكتابة الثالثة أخيرا، أما المرحلة الرابعة، فهي حضوري في بلاطو التصوير كمشرف على حسن سير الحوار، فضلا على التعاون والمخرج في إدارة الممثلين عبر شرح الحالة النفسية للمشهد، وقد تحدث تعديلات للسيناريو للضرورة وهكذا حضور السيناريست أثناء التصوير ضرورة ملحة وفعل احترافي بامتياز، قد ينتهي دور الكاتب عند الكتابة التي تعتمد نهائيا وتضمن عدم الاعتداء على النص، فإمكانية تغيير النص لا تتعدى ركن المحاورة، أما أن يغيّر جذريا عبر اعتماد ارتجالية مقرفة وإقحام مشاهد غير متفق عليها، فهذا فعل لا احترافي بامتياز.أؤكد في النهاية على احترافية المنتج الذي لا يفكر في هامش الربح بقدر تفكيره في جودة عمله، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا عبر فعل استثماري حقيقي بخلاف الكثير من المنتجين المنفّذين الذي يعتمدون عامل التقشف بعيدا عن الاستثمار الحقيقي، مما ينعكس سلبا على إنتاجاتهم. السلسة الثالثة من “بيبيش وبيبيشة” تم تصويرها كلية داخل ديكور تحفة صنع خصيصا لها، واليقين أنه كان مكلفا جدا، هذا ما أقصده بالفعل الاستثماري.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات