38serv
يعتبر داء الاعتلال المفصلي، أو الـ“أرتروز”، أحد أكثر أمراض العظام انتشارا عند الجزائريين، بدليل تموقعه في مقدمتها، إذ يشكّل أول أسباب التردد على أقسام أمراض العظام والمفاصل. ورغم أنه لا يبدأ مبكرا، إلا أن أعراضه تبدأ في الخمسينات، ليظهر جليا في مراحل العمر المتقدمة ويؤثر سلبا على نوعية الحالات لاصطحابه بآلام مبرحة.عن هذا الداء الذي يمس الرجال والنساء على حد سواء، رغم انتشاره بصفة ملحوظة عند المرأة، بدءا من سن الخمسين، أكدت لنا الدكتورة مرّاح خليدة أنها تستقبل يوميا بعيادة الطب العام التي تشرف عليها، عشرات المرضى الذين تكون الآلام المفصلية سبب معاينتهم، ليتبين بعد إخضاعهم لتحاليل وأشعة طبية إصابتهم بداء “الأرتروز”، وهو نوع من أنواع التهابات المفاصل، ويحوّلوا بعدها إلى مختصين في أمراض العظام والمفاصل قصد الخضوع للعلاج.أما عن تأثيره على نوعية حياة المصابين به، بينت محدثتنا أنه من شأن الاعتلال المفصلي أن يحوّل المصاب به إلى مقعد، خاصة إذا ما تعلق الأمر بـ“أرتروز الركبة” الذي يعيق المصاب به عن الحركة، مرجعة السبب إلى تآكل غضروف الركبة، وهو عبارة عن غشاء طبيعي يكسو سطح العظام المفصلية، ويمتص الصدمات الناتجة عن الحركات المتكررة التي يمارسها الشخص يوميا، وطيلة سنوات من العمر، لتبدأ تلك الغضاريف بالتآكل والتفتت، ما يحدث تشوها بالمفاصل التي تحتك بعضها ببعض، ما ينتج عنه آلام حادة ويعيق حركة الشخص المصاب، لتؤكد مرّاح بأن فئة كبيرة من المصابين نساء تعمل عديد العوامل على ترسيخ الإصابة عندهن، يتقدمها عامل السن الذي يصاحبه تلف المفاصل. كما يساهم انقطاع العادة الشهرية في تعزيز الإصابة بالـ“أرتروز” بسبب توقف عمل الهرمون الأنثوي، ما يؤدى إلى التهاب المفاصل، إلى جانب عوامل أخرى؛ منها العامل الوراثي، أو ما يسمى “الاعتلال المفصلي العائلي” أو “أرتروز عائلي”، زيادة على الوزن الزائد الذي يمثل حملا ثقيلا على المفاصل، لتؤكد محدثتنا على ضرورة إتباع نظام حياة صحي لاتقاء الإصابة بالداء، خاصة وأن الأدوية التي يصفونها تعتبر مسكنة للآلام فقط، ولا علاقة لها بشفاء المريض من إصابته بنسبة 100 في المائة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات