38serv
صبّت طائرات التحالف الدولي جحيمها هذه المرة على المدنيين في مدينة منبج بحلب شمالي سوريا، وأسقطت بكبس أزرارها في ظرف يومين نحو 125 من الأبرياء، فغاراته التي يفترض أن تحميهم وموجهة خصيصا إلى عناصر تنظيم الدولة الذي يسيطر على المدينة، حوَّلتهم إلى حطام، ما جعل عملياته “إبادة جماعية” بدل “تحرير المدينة من بطش “داعش”.كان السوريون في بداية الأزمة يجدون في التدخل الدولي “منفذ نجاة” لحمايتهم من جحيم المعارك المحتدمة بين قوات النظام ومعارضيه بكل تشكيلاتهم، لكن سرعان ما اكتشفوا أن هذا “الحضن” ليس دافئا كما كانوا يعتقدون، خاصة عندما تبين أنه لا يفرق بين المدنيين والإرهابيين في حربه ضد الارهاب، وشاهدوا أن طائراته تصب جحيما آخر من السماء، كما ورأوا منازلهم تتهاوى وتتحول على مرأى من العالم إلى ركام، وأجساد السكان إلى حطام.125 قتيليقف العالم اليوم أمام الأخبار التي تأتي من سوريا حائرا وعاجزا على وقف سيول من الدماء المتدفقة من المناطق الواقعة في “مثلث الموت”، أين يتقاتل عناصر داعش والمعارضة والنظام، مثل حلب، وبالضبط قرب منبج. وبعد سقوط ضحايا من المدنيين، تحركت قوى المعارضة ودعت التحالف الدولي إلى تعليق غاراته بعد “مجزرة منبج”، ودعا في رسالة إلى وزراء خارجية الدول الأعضاء في التحالف الدولي إلى مباشرة تحقيق مستفيض في القصف الذي استهدف الثلاثاء الماضي قرية “التوخار” شمال مدينة منبج الخاضعة لتنظيم الدولة الإسلامية. وذكر الائتلاف في بيانه أن 125 مدني قتلوا في الغارات الجوية للتحالف الدولي على قرية قرب منبج، معقل تنظيم “داعش”، حيث تشن قوات سوريا الديمقراطية بدعم من طائرات التحالف هجوما منذ 31 ماي لاستعادة السيطرة عليها.وأضاف بيان الائتلاف أن “تكرار هذه الحوادث يشير إلى خلل واضح في القواعد العملياتية التي يتبعها التحالف في ضرباته في المناطق المأهولة”، محملا “المسؤولية الكاملة للتحالف الدولي”. وأضحت بيانات التنديد ودعوات إجراء التحقيق في عمليات التنكيل وارتكاب الجرائم الجماعية مألوفة لدى السوريون، لكنهم دعوا في أعقاب الغارات الأخيرة إلى التظاهر يوم الأحد القادم في سوريا وفي مدن تركية مثل غازي عنتاب وإسطنبول، تحت شعار “منبج تُباد” تنديدا بالمجزرة التي ارتكبت ضد المدنيين في قرية التوخار.إدانة دوليةوفي الاتجاه نفسه، قالت الفصائل المشكلة للجيش السوري الحر إنها لم تسمح بتبرير أي خسائر بشرية وجرائم تحت حجة مكافحة الإرهاب أو أي حجة أخرى.كما أدانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” مقتل أطفال في الغارات على قرية التوخار، وقالت لا شيء يمكن أن يبرر استهدافهم.ودفع الرفض العام لما جرى في منبج وزارةَ الدفاع الأمريكية إلى الخروج عن صمتها، بحيث قال وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر إن الولايات المتحدة ستفتح تحقيقا في تقارير حول مقتل مدنيين في غارات للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في منبج بمحافظة حلب شمالي سوريا.وتعد منبج ومدينتا الباب وجرابلس الحدودية مع تركيا معاقل للتنظيم في محافظة حلب. ولمنبج تحديدا أهمية استراتيجية، كونها تقع على خط الإمداد الرئيس للتنظيم بين الرقة، معقله في سوريا، والحدود التركية. ومن أبرز الدول المشاركة في التحالف ضد الإرهاب بسوريا والعراق: أمريكا، الإمارات، كندا، السعودية، ألمانيا، فرنسا، بريطانيا، أستراليا، بلجيكا، الدنمارك، هولندا، التشيك، المجر، تركيا، لبنان، الأردن، البحرين. أما الذين قدموا مساعدات إنسانية: بلغاريا، مصر، جورجيا، إسرائيل، اليونان، عمان، تايوان، ماليزيا، تونس، نيجيريا. ومن الحلفاء غير الدول الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات