38serv

+ -

لقت إسبانيا شحنة كبيرة من الغاز المسال الأمريكي، وهي الشحنة الثانية التي تصل إلى أوروبا عبر بواخر تحامل الغاز الأمريكي، لتهدد الصادرات الوطنية من المحروقات بالانكماش بظهور هذا المنافس الجديد في سوق تعتبر تقليدية بالنسبة للغاز الجزائري، لاسيما دول الضفة الجنوبية للمتوسط وفي مقدمتها إسبانيا.

وصول أول شحنات إنتاج آبار النفط الأمريكية إلى ميناء موغرادوس الاسبانية، يهدد المنتوج الوطني من الغاز الطبيعي بفقدان أهم الزبائن بالسوق الأوروبي “المتخم” بفعل تزايد العرض على الطلب، وهم زبائن لطالما ارتبطوا مع الجزائر بعقود تموينية طويلة الأمد، من أجل ضخ مخزون الطاقة الوطني عبر الأنابيب، وهو عامل يضاف إلى الظروف الاستثنائية التي تمر بها سوق المحروقات عالميا، دفعت الحكومة إلى اتخاذ جملة من التدابير ذات الطابع “التقشفي”، باعتبار أنّ الجزائر تعد من بين أبرز البلدان المرهون اقتصادها بمداخيل الجباية البترولية.وبالموازاة مع ذلك، يجتاح الإنتاج الأمريكي من الغاز الطبيعي المسال العديد من المناطق في العالم، بعد تطوير تقنيات إنتاج الغاز والبترول الصخري، حيث تم تسليم ما مجموعه 15 شحنة من الغاز منذ فيفري الماضي، أرسلت غالبيتها إلى دول في أمريكا الجنوبية، كما هو الشأن بالنسبة للسوق البرازيلية، بالإضافة إلى الأرجنتين والشيلي، وقد تم تسليم شحنات أخرى لمنطقة الشرق الأوسط، على غرار دبي والكويت، إلى جانب الهند.وتعرض المعطيات الجديدة المتعلقة بتحول كل من إسبانيا والبرتغال، إلى زبائن أساسيين لاستهلاك الغاز المسال الأمريكي، وضعية جديدة للجزائر، من شأنها تعقيد محاولات السلطات العمومية لإرجاع التوازن للميزان التجاري الذي يعاني من العجز، من منطلق أن حجم الصادرات الوطنية من الغاز عبر خط الأنابيب بلغت السنة الماضية 27 مليار متر مكعب، أكثر من النصف موجّه نحو إسبانيا والبرتغال.وتدعم هذه التوجهات ما تؤكده المؤشرات الاقتصادية، من أنّ إمكانية رفع حجم الصادرات الوطنية من الغاز الطبيعي عن طريق خط الأنابيب الموجه إلى إسبانيا إلى حدود 44 في المائة من مجمل صادرات المحروقات، كما تمثل البرتغال أيضا زبونا مهما بـ 12 في المائة من الصادرات، وهو ما تفسره الأرقام الرسمية التي تؤكد على أنّ الصادرات الوطنية إلى إسبانيا خلال النصف الأول من السنة الحالية تقدّر بـ 40 مليون متر مكعب يوميا، وهو مستوى أعلى بقليل من النتائج المحققة خلال السداسي الأول من السنة الماضية، حين سجلت الصادرات 38 مليون متر مكعب في اليوم.وتهدف الولايات المتحدة الأمريكية إلى تصدير 100 مليار متر مكعب من الغاز المسال سنويا في آفاق عام 2020، وهي كمية كافية لتغطية ربع طلب سوق الاتحاد الأوروبي من الطاقة، وهو ما يهدد الصادرات الوطنية من الغاز نحو السوق الأوروبية التقليدية، بالإضافة إلى الصادرات الروسية نحو أوروبا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات