النفط يفقد 7 دولارات في أقل من شهرين

سجلت المحروقات عالميا انخفاضا لليوم الثانى على التوالى، حيث بلغ خام برنت خلال تعاملات أمس، وفقا لأحدث بيانات البورصة العالمية، 44.78 دولارا للبرميل مقارنة بـ45.72 دولارا سعره أمس الأول، وهو ما يمثل هبوطا بمقدار 7.06 دولارات للبرميل في ظرف شهرين تقريبا.وتتجه أسعار “الذهب الأسود” إلى تسجيل أدنى مستوى لها منذ العديد من الأسابيع، شهدت خلالها الأسعار انتعاشا نسبيا، حيث استقرت عند 50 دولارا. بينما تتراجع حاليا بوتيرة متسارعة إلى ما دون 45 دولارا. وتنبئ هذه المعطيات على أنّ الميزان التجاري الوطني مرشح لتحمّل نسبة عجز كبيرة، جراء تراجع المداخيل القائمة أساسا على الجباية البترولية وموارد صادرات النفط، رغم تخفيض كميات وقيم الفاتورة الوطنية للواردات.وتذهب المؤشرات إلى أن ضعف السوق الحالي هو نتيجة لتظافر عدة مستجدات في سوق النفط.. وجاءت البداية من نتيجة الاستفتاء البريطاني للخروج من الاتحاد الأوروبي، والتي أربكت الأسواق وأسهمت في الضبابية حول تبعاته، خصوصاً على الاقتصاد العالمي، في ضوء ارتباط التجارة وتداخل أسواق العالم. وبالتالي، سيكون التأثير سلبيا على أجواء الثقة والاستثمار، ويراقب السوق ذلك التطور. كما أن بوادر تعافي الإنتاج في بعض المناطق التي تأثر فيها الإنتاج سابقا بفعل عوامل جيوسياسية، أسهم في تنامي المخاوف من أن يؤدي ذلك إلى تخمة في المعروض. الأمر الذي يؤثر سلباً على أجواء التفاؤل ما بين المستثمرين والمضاربين حول توقيت التوازن في السوق النفطية. ويؤثر ارتفاع الدولار في أسعار النفط بشكل كبير خلال هذه الفترة، مثله أيضا ارتفاع المخزون من المنتجات الوسيطة (الديزل، زيت الغاز، ووقود الطائرات).وتشير أرقام مصادر السوق المعتمدة لدى منظمة الأوبك، إلى أن إجمالي إنتاج الأوبك خلال شهر جوان 2016 قد بلغ قريباً من 33 مليون برميل يوميا، مقابل 32.6 مليون برميل يوميا خلال شهر ماي 2016، بزيادة مقدارها 400 ألف برميل يومياً. كما تدلل الأرقام إلى تعافي إنتاج ليبيا بشكل طفيف، ولكنه يظل حول 300 ألف برميل يوميا، كما أن إنتاج نيجيريا يُظهر بعض التعافي عند 1.5 مليون برميل يومياً، ولكنه دون 1.8 مليون برميل يومياً خلال شهر يناير 2016. وبالتالي الإنتاج أقل بـ300 ألف برميل يوميا.وفي ظل هذه الظروف، حقق إنتاج إيران من النفط ارتفاعا ملحوظا من 2.9 مليون برميل يوميا في شهر جانفي 2016، ليصل إلى 3.6 ملايين برميل يوميا في شهر جوان الماضي، مقتربا من مستويات الإنتاج في مرحلة ما قبل الحظر على مبيعات النفط الإيراني.