38serv
شهدت، اليوم، حديقة الحيوانات والتسلية ببن عكنون في العاصمة، حادثة مروعة راح ضحيتها طفل في الثامنة من العمر، التهمت أنثى النمر الأبيض ذراعه وصدره وهو يحاول الدخول إلى القفص، وسط دهشة وذهول الزوار الذين صدموا لهول ما رأوه، وهي الحادثة الثانية من نوعها التي تشهدها الحديقة بعد تلك التي كانت مسرحا لها قبل ثماني سنوات، بعدما سحب فيل طفلة إلى قفصه.حسب المعلومات التي تحصلت عليها “الخبر” من مصدر مسؤول بالحديقة، فإن الحادثة وقعت على الساعة الثانية إلا الربع، حيث كان ابن بستاني بالحديقة، يلعب بالقرب من قفص يحوي ثلاثة نمور بيضاء تابعة لحديقة الحيوانات بولاية مستغانم، تم استعارتها من قبل إدارة حديقة بن عكنون على أساس أن تسترجعها إدارتها الأصلية بعد فترة.وقام الطفل البالغ من العمر ثماني سنوات بتسلق سياج القفص حتى يتسنى له الدخول واللعب مع النمور، في غفلة عن والده وغياب تام لأعوان الأمن، لكن حركة النمر كانت أسرع منه، أين قفز هذا الأخير والتهم ذراع الطفل تاركا إياه معلقا على السياج، وهو ينزف بشدة، مما خلّف حالة ذعر كبيرة وسط الزوار الذين سارعوا لطلب المساعدة من مربي الحيوانات الذين كانوا بعيدين عن المكان.وحسب ذات المصدر، فإن القفص يحتوي على حوض يفصل بين السياج ومكان تواجد النمور، حيث يتم ملء الحوض من أجل تجنّب قفز النمور خارج القفص، لكن الحوض كان وقتها فارغا، مما سهلّ على النمر القفز والتهام ذراع الطفل، الذي نقل على جناح السرعة إلى المستشفى الجامعي إسعد حسني ببني مسوس.حالة الطفل خطيرةوذكر مدير المستشفى، شاوش هاشمي في تصريح لـ“الخبر”، أن الضحية خضع لعملية جراحية بعد أن وصل إلى المستشفى في حالة خطيرة، وهو مصاب على مستوى ذراعه وصدره، وقد طوّقت الشرطة مكان وقوع الحادث وفُتح تحقيق حول تفاصيل الحادثة التي أرجعها العديد من الزوار والعمال إلى إهمال الإدارة، خاصة في ظل غياب أعوان الأمن والوقاية ومربي الحيوانات بالقرب من مكان تواجد الحيوانات، مما يشكل خطرا على حياة الزوار. وكانت حديقة بن عكنون قد شهدت حادثا مأساويا مشابها سنة 2008، حيث نجت طفلة من الموت المحقق، عندما اختطفها فيل وهي تقف أمام السياج وسحبها إلى داخل القفص في مشهد مروع أمام عائلتها وزوار الحديقة. وفي تفاصيل الحادثة التي شهدتها الحديقة قبل ثماني سنوات، كانت الطفلة مريم البالغة من العمر أربع سنوات تقف أمام قفص الفيل رفقة عدد من الفتيات، وفي غفلة من عائلاتهن أمسك الفيل الطفلة بخرطومه الذي لفّه حول جسدها وسحبها إليه بقوة بين القضبان في غياب أعوان الأمن. وتدخّل أحد المتواجدين في المكان، وهو المدعو دهال كمال الذي كان رفقة ابنته وأمسك بالطفلة، إلا أن قواه خانته أمام قوة الفيل الذي نجح في سحب الطفلة إلى داخل القفص، ولم يكن أمام كمال الذي هبّ لإنقاذ الطفلة، إلا القفز داخل القفص لتخليص الطفلة من الفيل الذي راح يلوح بجسدها النحيل، فقام بضربه عدة مرات حتى ألقى بها أرضا مغمى عليها، ليلتفت إلى كمال، حيث صدمه مع الحائط وغرس أنيابه في فخذه، مسبّبا له جرحا غائرا وكسرا، ونجح الأخير في حمل الطفلة وإلقائها خارج سور على علو مترين لينقذها من الفيل، وقفز ليلحق بها، ليجد نفسه حاملا الطفلة في قفص التماسيح، غير أن القدر أراد لهم النجاة ونجح في إخراج الطفلة من القفص.إدارة الحديقة ترفض التعليقاتصلنا بإدارة حديقة الحيوانات ببن عكنون من أجل تزويدنا بتفاصيل حول الحادثة، إلا أن المكلفة بالإعلام رفضت الإدلاء بأي تصريح إزاء القضية إلى غاية انتهاء التحقيق.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات