38serv
يعيش سكان قرية أث علي بأعالي جبال جرجرة الشامخة على الأعصاب في انتظار صدور نتائج التحاليل المنجزة من قبل المصالح الأمنية المختصة حول الأشلاء والأشياء التي عثر عليها بالمكان المسمى “أزاغار”، خاصة بعد أن أحيت آمالهم الأنباء المتضاربة والأخبار التي راجت بأنها تعود لطفل آخر، فحالة الترقب والقلق تصنع يوميات السكان وعائلتها، وكلهم أمل بأن تكون نهال حية ترزق وأن يكشف التحقيق الذي شرعت فيه المصالح المختصة المستور في هذه القضية التي لم يسبق للمنطقة أن عاشتها.
شهدت مختلف مناطق وقرى ولاية تيزي وزو خلال السنوات الخمس الأخيرة عدة حالات اختطاف لرجال أعمال من قبل جماعات إرهابية ومجرمين آخرين بهدف الحصول على فدية حطمت بها الرقم القياسي الوطني، لكن لم يسبق لها أن عاشت حالة اختطاف كالذي سجل يوم 21 جويلية المنصرم عقب اختفاء الطفلة نهال سي محند في ظروف غامضة حيرت الجميع، لاسيما أن التحريات التي فتحتها مصالح الأمن بواسيف والأبحاث الميدانية التي باشرتها عناصر الدرك الوطني رفقة المواطنين الذين سارعوا لتمشيط ضواحي المنزل العائلي الكائن بقرية أث علي لم ترفع بعد الستار لكشف حقيقة مصير نهال، رغم العثور على فستانها وبعض لوازمها على بعد حوالي 2 أو 3 كلم عن مكان تواجدها قبل اختفائها.تقع قرية أث علي أسفل سلسلة جبال جرجرة الشامخة على بعد حوالي 6 كلم عن مقر بلدية أيت تودرت بدائرة واسيف، حيث إن بلوغها يتطلب سلك طريق به منعرجات تشعر المرء بالدوار وتدفع السائق للسير بحذر لتفادي الاصطدام بسيارة تسير بالجهة المقابلة له.قرية أث علي قبلة لسكان تيزي وزوفهذه القرية الهادئة أضحت قبلة لسكان المنطقة، يقصدونها للبحث عن أي جديد فيما يخص قضية اختفاء أو بالأحرى اختطاف نهال سي محند منذ 14 يوما. يقع المنزل العائلي لأخوال الطفلة نهال أسفل الطريق، والوصول إليه يستدعي المشي لبضع دقائق مرورا بدرج أنجزه سكان القرية.فمنذ يوم فاجعة اختفاء الطفلة نهال أصبح المنزل الذي قدمت إليه عائلة سي محند قبلة للمواطنين للتعبير عن تضامنهم مع العائلة رجالا ونساء، فمنهم من يفضل البقاء على قارعة الطريق في انتظار أي جديد قد يطرأ بين دقيقة وأخرى، فيما يفضل آخرون التقرب من أهل الطفلة لمواساتهم في هذا الظرف العسير.في هذا الصدد صرح لنا السيد “م. ح” القادم من واسيف “منذ سماعنا بالخبر لم يرتح بالنا ولم نهدأ، حيث شاركت مع العديد من المواطنين في عمليات البحث عن الطفلة نهال بأماكن مختلفة لكننا لم نفلح في العثور عليها”.مواطن آخر من أيت تودرت صرح لـ”الخبر” قائلا “لم نبرح القرية منذ يوم 21 جويلية، ونحن نسعى رفقة مواطنين آخرين للبحث عن مكان تواجد نهال سي محند، نأمل فقط أنها لاتزال حية ترزق، لا نبالي بالتعب ونقص النوم فهدفنا الوقوف إلى جانب عائلة سي محند للتعبير لها عن تضامننا معها”.صوت بكاء طفلةالضغط النفسي و”البسيكوز” الذي يعيشه سكان المنطقة جعل الجميع يتخيل سماع صوت نهال تبكي بمناطق متفرقة من قرية أث علي وحتى القرية الجارة حلوان التي شهدت حالة هلع بعد بلوغ مسامعهم الأمر، حسب ما صرح به أحد القاطنين بالقرية ذاتها “بمجرد سماعنا خبر سماع أحد جيراننا المعروف عنه سلامة العقل والبدن بكاء طفلة تنادي أمها لنجدتها تدفق سكان القرية باتجاه المكان للبحث عن مصدر بكاء الطفلة، لكن باءت الأبحاث بالفشل ولم نعثر علي أي شيء يذكر”، مع إشارة محدثنا إلى أنه سبق لآخرين سماع الصوت ذاته لكن بأماكن أخرى، لكن للأسف تمشيط مختلف الأماكن التي سمع بها البكاء ذاته لم يكلل بالنجاح، حيث بقي الغموض يكتنفها بعد أن عجز الجميع عن إيجاد تفسير لها أو الإجابة عن السؤال المحير لمن الصوت ومن يقف وراءه.البحث متواصلرغم الإشاعات التي روجت حول مصير الطفلة نهال سي محند والتقارير الصحفية، منها التي أظهرت بصورة أو بأخرى أن ما تم العثور عليه بالمكان المسمى “أزاغار” هو لنهال، يبقى أمل والدي الطفلة كبيرا بأن تعود إليهما نهال حية ترزق. ولايزال الكثير من أبناء القرية متمسكين بأمل نجاة نهال، كما يواصل أبناء المنطقة البحث عنها ليلا ونهارا في كل ضواحي القرية.ويبقى الجميع في انتظار صدور نتائج التحاليل المنجزة على الأشلاء والأشياء التي عثر عليها بـ”أزاغار” وكذا نتائج التحقيق الذي فتحته فرقة الدرك الوطني بواسيف، الذي تفيد بعض المصادر بخصوصه بأنه يسير في الاتجاه الصحيح، ما يعني أن المعلومات التي بحوزة أفراد الدرك الوطني ستكشف خلال الأيام القليلة القادمة عن تفاصيل وملابسات القضية التي شغلت بال الجزائريين، وحولت قرية أث علي الهادئة إلى مسرح لقضية لم يسبق لواسيف وولاية تيزي وزو أن عاشتها من قبل.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات