38serv
تُعيد رحلة البحث الشاقة عن الصغيرة نهال المختطفة من بيت عائلتها في تيزي وزو والتي لم يظهر لها أي أثر منذ 21 جويلية الماضي لغاية كتابة هذه الأسطر، إلى أذهان الجزائريين قصصا تراجيدية مماثلة جرت وقائعها في عدة ولايات من الوطن. ورغم اختلاف السيناريوهات وأسباب الاختطاف والوضع المالي للوالدين، إلا أن “سوسبانس” القاتل كان قاسمهم المشترك، ولعل المحظوظين منهم الذين يعدون على أصابع الأيدي حُرروا وعادوا لحضن ذويهم، فيما فقد الأمل في العثور على الآخرين ليصنفوا ضمن خانة المفقودين.تنوعت القصص واختلفت أعمار الأبرياء المختطفين واحترقت قلوب ذويهم وهم يتلقون الأنباء والإشاعات حول مصير فلذات أكبادهم، فهذا خبر عاجل على إحدى الفضائيات يفيد بالعثور على جثة ابنهم المختطف وهذه مكالمة هاتفية يخبرهم المتصل فيها بأنه شاهد ابنهم في ولاية ما، وهي أطوار قصة مماثلة عاشها أفراد عائلة كاوة القاطنة بولاية قسنطينة سنة 2014، إثر اختطاف رضيعها ليث بعد 7 أيام من ولادته بمصلحة طب الأطفال بالمستشفى الجامعي ابن باديس.اختطف في قسنطينة ليعثر عليه في سكيكدةكانت يومها الفاجعة كبيرة وانطلقت رحلة بحث عن ليث في كل الاتجاهات واعتقلت الشرطة 6 موظفين يشتغلون في المستشفى وداهمت بيوتهم رفقة الكلاب البوليسية بحثا عن الرضيع، وفتح تحقيق في القضية بدأت خيوطه الأولى استنادا على المكالمات الهاتفية التي قام بها المشتبه فيهم، إلا أن الأمل في العثور على ليث بدأ يتلاشى شيئا فشيئا.بدأت عائلة كاوة تفقد الأمل في عودة رضيعها بعد أن استعصى على أفراد الأمن تقفي أثر مختطفيه، ولحسن الحظ شغل الخبر الرأي العام وانتشر في جميع ربوع الوطن، ما دفع أحد سكان ولاية سكيكدة للتقدم إلى مصالح الأمن يبلغهم بشكوك حول جارته البالغة من العمر 44 سنة التي نسجت رفقة زوجها سيناريو مفبركا وادعت بأنها حامل رغم أنها تعاني من العقم. وبالفعل، تنقل أفراد الدرك إلى مكان إقامة السيدة وعثروا على الرضيع داخل شقتها. وكشفت التحقيقات وقتها أن السيدة اشترت الرضيع بمبلغ 60 مليون سنتيم، ليتم في الأخير القبض على المتهم الرئيسي بمدينة قسنطينة.أمين ياريشان وقصة “الميڤري”فرحة عودة ليث إلى حضن والديه عاشتها أيضا عائلة أمين ياريشان شهر نوفمبر الماضي في العاصمة، فبعد قرابة 15 يوما من اختطاف أمين من حي دالي ابراهيم في العاصمة، تم تحريره من أيادي مختطفيه الذين طالبوا والده بدفع فدية قيمتها 30 مليار سنتيم مقابل إطلاق سراح ابنه، وبعد استغلال تلك الرسائل النصية وإخضاعها لتشخيص تمكن أفراد الدرك من تحديد مكان تواجد أمين بفيلا بحي المحمدية في الحراش بالعاصمة، ليعود إلى أهله سالما، فيما تم تقديم الجناة أمام العدالة، بينهم صديق لوالد أمين يدعى “سعيد الميڤري”.بدر الدين خرج ولم يعدلكن ليس لكل قصة اختطاف نهاية، سواء أكانت سعيدة كحال أمين وليث وغيرهم من الأطفال الذين عادوا سالمين إلى ذويهم أو تراجيدية محزنة بالعثور على الجثة في غابة أو داخل كيس بلاستيكي، فهناك الكثير من القضايا لم يتم فك لغزها لحد الساعة ولايزال يكتنفها الغموض، لعل آخرها تلك التي عاشها سكان عين بسام بولاية البويرة بعد أن توارى الطفل بدر الدين لعموري، 13 سنة، عن الأنظار في الفاتح ماي من السنة الجارية، عندما خرج من المنزل باتجاه الملعب البلدي ولم يعد من يومها، ولا خيط أو دليل قاد عائلته أو المصالح الأمنية إليه.ياسر اللغز المحيرونظم سكان بلدية عين بسام عدة مسيرات للتضامن مع عائلة الطفل المختفي الذي يسكن بحي كرمية بلقاسم، وطالبوا بتكثيف التحقيقات لإيجاد بدر الدين، لتبقى عائلة لعموري لأكثر من 3 أشهر تعيش على أعصابها، بين قطع الشك باليقين وأمل الوصول إلى ابنها واسترجاعه سالما معافى.حال عائلة لعموري لا يختلف كثيرا عن حال عائلة بن عمران التي غادرها ابنها ياسر صاحب السنتين، ومنذ سنة 2012 ولحد الساعة لم يستطع أفراد الأمن فك اللغز المحير الذي أثار استغراب جميع سكان حي فايزي ببرج البحري في العاصمة، وكيف استطاعت أيادي الغدر التسلل حتى غرفة نوم الرضيع واختطافه في غفلة من والدته بعد لحظات من تغييرها لباسه، وبعد سنوات من الحادثة أغلق الملف، لتبقى عائلة بن عمران متشبثة ببصيص أمل قد يعيد إليها ابنها.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات