عروض بسيطة تعكس ثقافة البرازيل

38serv

+ -

كشفت البرازيل، مساء أمس، عن رؤية لغاباتها المطيرة الشاسعة والطاقة الإبداعية لسكانها المتنوعين في مراسم افتتاح الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو، على أنغام موسيقى السامبا وبوسا نوفا. في دولة تعاني من تفاوت اقتصادي، احتفت مراسم الافتتاح بثقافة المناطق العشوائية التي تطل على شواطئ ريو الشهيرة وتحيط بملعب ماراكانا الشهير الذي استضاف الافتتاح.ولم تكن هناك أي محاولة أيضا لتغيير التاريخ، من وصول البرتغاليين وإخضاعهم للسكان الأصليين، إلى استخدام الأفارقة كعبيد لمدة 400 عام. وصدام الثقافات هو الذي يجعل من البرازيل التركيبة المعقدة الحالية مثلما أظهر العرض.والبرازيل هي موطن الأمازون أكبر غابات العالم، واستخدمت الدولة المضيفة حفل الافتتاح لدعوة ثلاثة مليارات مشاهد للاعتناء بالكوكب والنباتات وإعادة إعمار الأرض الخضراء التي اكتشفها الأوروبيون قبل خمسة قرون. وعلى عكس مراسم افتتاح بكين 2008 ولندن 2012، لم يكن أمام البرازيل التي تواجه متاعب مالية الكثير من الخيارات إلا تقديم عرض لا يعتمد على الكثير من التكنولوجيا ويعول بشدة على تقاليد المهرجانات البرازيلية.واجتذب الافتتاح نجوما نشأوا في البرازيل مثل عارضة الأزياء جيسيل بونتشن التي سارت عبر الرمال على أنغام موسيقى بوسا نوفا وباولينيو دا فيولا وهو مغني سامبا شهير قام بغناء النشيد الوطني، ولم يحصل أي من النجوم على أجر.وتناقض الافتتاح المبهج لأول أولمبياد في أمريكا الجنوبية مع أشهر من الاضطرابات والفوضى، ليس فقط في تنظيم الألعاب الأولمبية، لكن في كافة أرجاء البرازيل التي تواجه أسوأ ركود اقتصادي في عقود وأزمة سياسية عميقة. وحضر الرئيس المؤقت ميشيل تامر مراسم الحفل بجانب عشرات رؤساء الدول والحكومات. وتولى تامر المهمة خلفا للرئيسة الموقوفة ديلما روسيف التي تواجه مساءلة قانونية وكتبت على تويتر أنها “حزينة لعدم وجودها في الحفل”.وأثارت تكلفة استضافة الأولمبياد البالغة 12 مليار دولار غضب كثيرين في بلد يبلغ تعداد سكانه 200 مليون نسمة خاصة في ريو، حيث يستطيع قليلون فقط رؤية فوائد الحدث الضخم أو حضور المنافسات.واستخدمت الشرطة قنابل الصوت ضد مئات المحتجين على الأولمبياد بالقرب من الملعب واصطفت الدبابات في الشوارع وواجه 50 ألف شخص حضروا الافتتاح طوابير استمرت لساعتين، مع قيام البرازيل بأكبر عملية أمنية في تاريخها.البهجة حاضرة رغم الضائقةوحرص الأشخاص الذين أشرفوا على مراسم الافتتاح على تقديم عرض لا يزعج دولة في ضائقة اقتصادية، لكن يظهر الطبيعة المبهجة الشهيرة للبرازيليين.وبدأ الحفل عن طريق إظهار بداية الحياة نفسها في البرازيل والسكان الذين تشكلوا في الغابات الشاسعة وشيدوا أكواخهم المعروفة باسم “اوكاس”.وجاء البرتغاليون إلى الشواطئ في قوارب وتوافد العبيد الأفارقة وانتشروا معا في الغابات، ليشكلوا نواة البرازيل الحديثة.وتشكلت المدن الضخمة في البرازيل في عرض باهر بالفيديو، إذ قفز أشخاص بحركات بهلوانية من سقف إلى سقف في المباني الناشئة ثم إلى المناطق العشوائية التي كانت في قلب مراسم الافتتاح.ومن المناطق العشوائية، جاءت موسيقى الفانك البرازيلية - وهي إيقاعات تعود للقرن 20 - وغنت على أنغامها النجمتان كارول كونكا وإم.سي صوفيا.وقبل دخول آلاف الرياضيين المنافسين في الألعاب، أفسحت الإيقاعات المرحة المجال لرسالة حول تغير المناخ والقطع الجائر للأشجار في غابات الأمازون.وسيطلب من كل رياضي وضع بذور نباتات ستنمو إلى أشجار في النهاية، وستتم زراعتها في غابة الرياضيين في ريو في غضون سنوات.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات