"أتوقع استمرار انهيار قيمة صرف الدينار"

 توقع الخبير المالي والمدير التنفيذي ومسؤول بنك الاستثمار بدبي وخريج المدرسة العليا للتجارة بباريس ومعهد هارفارد للأعمال، محمد غوالي، استمرار انهيار قيمة صرف الدينار مقابل العملات الرئيسية لاسيما الدولار، مشيرا إلى أن الأمر يعكس تطور المبادلات مع باقي العالم وتراجع الإيرادات بالعملة الصعبة.وأوضح الخبير المالي لـ”الخبر” أن انكماش الإيرادات بالعملة الصعبة وتراجع القيمة الاسمية للصادرات نتج عنها استيراد التضخم مقابل عدم استفادة الجزائر من تراجع سعر الصرف، لكون مؤسساتنا غير مصدرة، وبالتالي فإن الجزائر في المحصلة لا تستفيد من تقلبات سعر صرف الدينار.واعتبر غوالي أن إقدام بنك الجزائر على تخفيض قيمة العملة راجع إلى الاعتقاد السائد بضرورة مسايرة تغيرات سعر الصرف بالسوق الموازية، لكون هذه الأخيرة تعكس فعليا حقيقة المبادلات وحقيقة سعر الصرف، مضيفا أنه منذ انهيار العائدات البترولية فإن العجز في الميزانية يتسع والسيولة غير متوفرة، وفي مثل هذا الظرف فإن السوق الموازية تفرز حلقة مفرغة بين الاقتصاد الموازي والعجز في الميزانية، ومع سعي الحكومة لكسر هذه الحلقة فإنه يرى أن تخفيض العملة من بين البدائل.لذا توقع الخبير تواصل منحى تراجع الدينار، رغم أن سعر الصرف لا يمكن أن يشكل أداة لسياسة اقتصادية فعالة، ولكنه في الجوهر يعكس حقيقة التطور الذي تسجله التعاملات التجارية الجزائرية مع الخارج وطبيعة التوازنات، معتبرا أنه في الوقت الراهن فإن سعر الصرف المعتمد في السوق الموازية يعكس أكثر حقيقة قيمة العملة.على صعيد متصل، أشار غوالي إلى أن الآفاق في مثل هذه الظروف غير مشجعة، وأن البدائل المتاحة تكمن في تجسيد من الناحية العملية سياسة تنويع الاقتصاد وجعلها أكثر تنافسية، وإن كان مثل هذا المسار يتطلب وقتا، فضلا عن مضاعفة الجهود لضبط الميزانية وترشيد النفقات لتجاوز المصاعب التي تواجه الجزائر.وشدد الخبير على أن الضرورة تقتضي إحلال أفكار مبتكرة وجديدة وحديثة ورجال جدد تناط إليهم مهمة التسيير، وبعبارة أخرى إحداث قطيعة وثورة اقتصاد مدعومة بتطور سياسي فعلي.وفي المحصلة، فإنه دون طموحات كبرى لا تكون هناك إستراتيجية واضحة المعالم ومحددة ولا تنسيق بين المشاريع، وبالتالي لا نجاح لأي سياسات إصلاحية، فوحدها إستراتيجية تنموية شاملة ستسمح للجزائر بالحصول على اقتصاد متنوع الإنتاج وتنافسي في أقرب وقت. هذه الإستراتيجية يجب أن تكون ذات أهداف واضحة، قابلة للتحقيق وللقياس، تتمحور حول مشاريع متناسقة، مترابطة فيما بينها، يكون تطبيقها خاضعا لخطط عملية مضبوطة ومقاييس كفاءة صارمة ودقيقة.