38serv
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز”، أمس، تحقيقا صحفيا حول خبايا أحد فروع التنظيم المتطرف “داعش”، الذي توكل له مهمة الاستعلام والتجنيد والتدريب الخاصة بالأجانب، تمهيدا لتوظيفهم في عمليات داخل أوطانهم. واعتمدت الصحيفة الاستقصائية في تحقيقها على شهادات مجندين سابقين ألمان وفرنسيين عائدين من سوريا ويقبعون حاليا في السجون.
تضمّن التحقيق وظائف هذا الفرع، ووصفه بالقائم على “تصدير الرعب”، استنادا إلى وثائق تعود للأجهزة الأمنية الفرنسية والبلجيكية والنمساوية.كان هذا الفرع، وفق ما تضمّنه التحقيق، في البداية يتكفل بمهمة الاستعلام الداخلي على مستوى المناطق التي يفرض فيها “داعش” سيطرته، أما اليوم صار يتولى مهمة التحضير والإعداد للهجمات والتفجيرات في أوروبا وآسيا وكذلك البلدان عربية. ما يجعل هذه العمليات تأخذ طابع “تصدير الرعب” إلى الخارج، حسب وصف معد التحقيق، روكميني كاليماشي.ولدى هذا الفرع، يضيف التحقيق، الذي نشرته “نيويورك تايمز” ونقلته، أمس، “لومند” الفرنسية، قدرة على اتخاذ قراراته بطريقة شبه مستقلة عن القيادة المركزية للتنظيم. وتحظى هذه القرارات بدرجة دنيا من الإشراف بالنظر إلى باقي الفروع، بحيث تتمتع بمشيئة شبه كاملة بخصوص تجنيد وتوزيع عناصرها في العالم، وإرسالهم إلى أوطانهم الأصلية لتنفيذ المهمات التي أوكلت لهم.ويروي فرنسي عائد من سوريا لـلصحيفة، أنه كان يستقبل في مطعمه بالرقة أفرادا ينضوون تحت لواء هذا الفرع، ومن بينهم عبد الحميد أباعود منفذ اعتداءات باريس في نوفمبر 2015. وهو من بين 28 شخصا جنّدهم هذا الفرع ونجحوا في تنفيذ مهماتهم. مضيفا أنه يوجد العشرات من العناصر تابعين لنفس الذراع لم يباشروا بعد أفعالهم الإجرامية لحد الآن، ومن الممكن أن يشكلوا خلايا نائمة حيث يعيشون الآن.وتتقاطع المعلومات التي قدمها الفرنسي، مع تلك التي صرح بها أشخاص يحملون جنسيات ألمانية عادوا من أرض القتال بسوريا والعراق، في جزئية انتماء الشخص الذي تورط في مقتل 39 سائحا في شاطئ تابع لأحد الفنادق الشهيرة بسوسة التونسية الصائفة الماضية. ومن مهام هذا الفرع كذلك، يضيف التحقيق، التركيز على تنمية الموارد البشرية قصد تقوية شبكة التنظيم ككل، إلى جانب توزيع العناصر في الدول بطريقة هادئة ومنظمة، بهدف رفع فعالية نشاطهم وإضفاء على المنتسبين له جاهزية للتكيف مع جميع الترتيبات الأمنية التي تطرأ في تلك الدول حيث يتواجدون.وقال المقاتل الألماني العائد من سوريا والعراق، مجيبا على أسئلة الصحفية “إن القائمين على شؤون هذا الفرع في سوريا، أقنعوه بضرورة العودة إلى ألمانيا، تحت مبرر: ليس لدينا ما يكفي من الرجال في ألمانيا كي يقوموا بالمهمات”. في حين، قال متحدثا عن فرنسا “إن أحد الحاضرين بيننا نطق بلغة الواثق، موضحا بأن عددا مهما من عناصر فرع الاستعلام والتكوين والتجنيد موجودون بفرنسا”.أما بالنسبة للولايات المتحدة، فيصنفها القائمون على هذا الفرع، في خانة “البلد الأصعب” من حيث عملية التجنيد، بحيث تعترضهم عقبات لوجستيكية. ما دفعهم للجوء إلى توجيه وتأطير عناصرهم على الأنترنت، ويساعدهم في استهدافها توفر متاجر لبيع السلاح، الذي أنقص عليهم متاعب الإمداد بهذه الوسائل، والتي تعتبر مهمة ثقيلة لتحقيق أهدافهم خاصة في الدول الأوروبية والعربية، حيث بيع السلاح محظور للمواطنين.وحسب مضمون التحقيق، فإن أبا محمد العدناني، الذي يقدم نفسه كناطق باسم هذا التنظيم المتطرف، وهو أحد رجاله الأقوياء، يستعمل هذا الفرع لتخطيط وتنسيق هجمات في الخارج. موضحا أن العناصر التي تورطت في هجمات باريس في 13 نوفمبر 2015 وبروكسل في مارس 2016، تدربوا تحت إشراف هذا الفرع.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات