المواجهات المرتقبة بين العرب والإسرائيليين في الأولمبياد تثير جدلا

38serv

+ -

مع انطلاق الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو البرازيلية، يتجدد الجدل حول ما إذا سيوافق المسلمون، خاصة العرب منهم، على مواجهة الإسرائيليين في المنافسات المبرمجة في الألعاب الأولمبية، بالنظر إلى التجربة الماضية التي عرفت مقاطعة العرب نظراءهم الإسرائيليين. عرفت المنافسات الرسمية السابقة عزوف المسلمين عن مواجهة الإسرائيليين بدعوى تضامن المسلمين مع الفلسطينيين في مقاومتهم للاحتلال الإسرائيلي، وتحجج المسلمون، خاصة العرب منهم، وفق التجربة الماضية، بأكثر من عذر لتفادي مواجهة الإسرائيليين، منها الإصابات، مثلما حدث مع الجزائريين في أكثر من منافسة، ويلجأ العرب والمسلمون بصورة عامة إلى ابتكار الحجج، مثل الإصابات وزيادة الوزن، لتفادي العقوبات التي تفرضها الاتحاديات الدولية، بسبب الانسحابات من المنافسات، إذا تأكدت أنها جاءت بناء على مبررات عرقية أو سياسية أو عنصرية. فهل سيعرف أولمبياد ريو نفس السيناريوهات مع زيادة القمع واستمرار الاحتلال الإسرائيلي والحصار المفروض على سكان قطاع غزة، في ضوء توقعات بمواجهة المسلمين نظراءهم الإسرائيليين في المنافسات المبرمجة. وجاء حادث منع الوفد اللبناني نظيره الإسرائيلي، يوم الجمعة، من ركوب نفس الحافلة التي كان يستقلها اللبنانيون للتوجه إلى الملعب لحضور حفل افتتاح الأولمبياد، ليؤكد كراهية العرب لإسرائيل،.فقد تحسرت صحيفة “يسرائيل هيوم” لهذه الحادثة، وقالت: الرسائل الرئيسية للأولمبياد، وفي مركزها أخوة الشعوب من خلال الرياضة، والتي يرمز إليها شعار الأولمبياد، لم تصل إلى الوفد اللبناني، وكما يبدو فإنها لا تسري بالنسبة لإسرائيل، فقبل أن تبدأ الأولمبياد في ريو دي جانيرو، ذكر حادث الحافلة بمدى صعوبة الفصل بين كراهية إسرائيل والرياضة”.وتناست الصحيفة قيام إسرائيل بتجريد الوفد الفلسطيني من ملابسه الرياضية قبل توجهه إلى البرازيل. ونقلت تقارير صحفية أنه ليس من الواضح ما إذا حاول أعضاء اللجنة المنظمة السعي إلى التقريب بين القلوب، أم أن الأمر كان مجرد طرفة غير ناجحة، لكنه اتضح عمليا أن الفكرة شكلت أكبر خطأ في مراسم الافتتاح الاحتفالي عندما خصصت لجنة التنظيم حافلة واحدة لنقل الوفدين اللبناني والإسرائيلي. وقال أودي غال، أحد المدربين الإسرائيليين، على صفحته في الفيسبوك، عن اللحظات غير اللطيفة: “عار، الوفد الأولمبي الإسرائيلي يستعد للصعود إلى الحافلة المسافرة إلى مراسم الافتتاح، وتبين أن الحافلة مشتركة مع الوفد اللبناني، وعندما فهم أعضاء الوفد اللبناني بأنهم سيسافرون مع الوفد الإسرائيلي، توجهوا مع رئيس الوفد إلى السائق وطلبوا منه إغلاق الباب، وحاول المنظمون توزيعنا على حافلات أخرى، وهي مسألة غير متاحة أمنيا وتمثيليا، وأصررنا على الصعود إلى الحافلة المعدة لنا، وإذا لم يعجب هذا اللبنانيين فإنه يمكنهم النزول، وفتح السائق الباب، لكن رئيس الوفد اللبناني سد المدخل بجسده، وحاول المنظمون منع حادث دولي وجسدي، فأخذونا إلى الجانب لتنظيم سفرة خاصة لنا”. وقد منع الوفد الرياضي الإسرائيلي من التحدث عما حدث، لكن أحد الرياضيين قال: “كانت تلك لحظة غير لطيفة حقا، كنا نستعد بفرح مع بقية الرياضيين لإحدى لحظات القمة في الأولمبياد، لكن هذا الحادث أعادنا إلى الواقع.، لقد ذكرنا بالوضع الذي تعيشه دولتنا، ويمكن القول إن ما حدث قد يحفزنا على تحقيق نتائج أفضل”.الوفد الفلسطيني أكثر شعبيةولم يتوقف الأمر عند هذا الحدث، فقد حصل الوفد الإسرائيلي على تذكير آخر بالصراع الشرق أوسطي، لدى دخول الوفود إلى الملعب، خلال إحدى المراحل الرئيسية لمراسم الافتتاح، فعندما تم الإعلان عن اسم الوفد الإسرائيلي، انطلق من المدرجات التصفيق، ولكن أيضا صرخات التحقير، بينما الوفد الفلسطيني عند دخوله كان أحد أكثر الوفود شعبية في هذه الأمسية، وحظي بالهتافات والتصفيق.رئيس الوفد اللبناني يتحول إلى بطلوفي لبنان تحول رئيس الوفد اللبناني إلى بطل قومي، وقد تمت تغطية الحادث بشكل واسع في بلاد الأرز خاصة، وفي وسائل الإعلام العربية عامة. وعرض الحاج أمام وسائل الإعلام اللبنانية صورة مختلفة، قائلا: “صعدنا إلى حافلتنا، الرقم 22 من بين 250 حافلة. وكان واضحا اسم الوفد اللبناني على الورقة المعلقة على الحافلة”“. وفي اللحظة التي شاهد فيها الحاج الوفد الإسرائيلي وهو يقترب ويحاول الصعود إلى الحافلة، طلب من السائق إغلاق الباب، وقال: “عندما فهمت بأن الإسرائيليين ينوون الصعود إلى الحافلة قمت بسد الباب بجسدي في غياب مفر آخر”. وأضاف: “لقد حاول بعض الإسرائيليين استفزازي والدخول في مواجهة معي بالقوة، لكنني لم أتنازل لهم، من الواضح أن ما حدث كان مقصودا من قبل الإسرائيليين، فلديهم حافلتهم الخاصة مثل كل الوفود، لماذا أصروا على الصعود إلى حافلة الوفد اللبناني؟ لقد حاولوا مواجهتي وتصرفوا بفظاظة”.                     

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: