38serv
ما الذي يمثله الكشف عن تواجد القوات الأمريكية الخاصة على الأراضي الليبية، بعد أخبار مماثلة خصت القوات البريطانية والفرنسية؟ هي في حقيقة الأمر ليست بقوات أمريكية وإنما عناصر لوجيستية للتنسيق في الضربات الجوية القائمة بمعرفة وبطلب وموافقة حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، والأمر ليس جديدا وهي مواكبة للطلب الرسمي بضربات جوية فقامت أمريكا بإرسال فنيين لتنسيق هذه الضربات من النواحي اللوجيستية على الأرض.لكن “واشنطن بوست” تقول إنها “قوات خاصة” أمريكية في ليبيا تحارب الجهاديين في سرت، ما رأيك؟ صحيح هي تابعة للجيش الأمريكي، لكن مهمتها ووظيفتها هي تنسيق الضربات لوجيستيا بموافقة حكومة الوفاق الوطني، لكنها لا تشترك في أعمال قتالية، من يقاتل على الأرض هم الليبيون، هذه العناصر التابعة للجيش الليبي تابعة لمدينة مصراتة وليس في سرت، وهي متواجدة هناك للتنسيق اللوجيستي كما سبق وأن ذكرت، للمواقع التي تحددها غرفة العمليات والتي تستهدف في القصف الجوي.. لذا هي ليست قوات خاصة قتالية.هل يمكن اعتبار هذا الأمر تدويلا للملف الليبي؟ وما انعكاسات ذلك؟ الملف الليبي دول منذ بداية الحوار السياسي، وصولا إلى توقيع الاتفاق بإشراف الأمم المتحدة وبرعاية العديد من الدول العربية والغربية. الملف الليبي بناء على تدخلات إقليمية خاصة من دول كل من مصر والإمارات وقطر أصبح مدولا منذ فترة. الآن بعد توقيع الاتفاق وتشكيل حكومة الوفاق، تحاول هذه الأخيرة سياسيا وعسكريا تنفيذ متا تم الاتفاق عليه مع وجود بعض الفئات الليبية معارضة إلى حد اليوم على الاتفاق، ومازالت محاولة إقناعها بالانضمام للاتفاق قائمة، من أجل الهدف المشترك وهو محاربة الإرهاب الذي يهدد ليبيا ودول الجوار.ما خلفية اللجوء إذن إلى هذه “العناصر”؟ بعد استمرار معركة سرت وتقدم القوات الليبية إلى السيطرة على حوالي 80 في المائة من مدينة سرت، ووقوع عدد كبير من الضحايا وصل إلى ما يقارب 350 شهيد وأكثر من 2000 جريح، رأت الحكومة أن إنهاء المعركة بشكل سريع يجنب الليبيين مزيدا من الدماء يستوجب تقنيات عالية في عملية قصف جوي مركز، يتحاشى ضرر المدنيين، وكذا تدمير المراكز الإدارية والممتلكات الخاصة، وبذلك قامت حكومة الوفاق بهذه الخطوة بعد التشاور مع كافة القوى على الأرض سواء السياسية أو العسكرية للمساعدة في إنهاء هذه المعركة في سرت بشكل سريع، وبشكل يجنب الليبيين المزيد من الضحايا، وبالتالي أعلنت الحكومة بشكل رسمي طلبها للمساعدة الأمريكية من أجل ضربات جوية محدودة في مدينة سرت وضواحيها، بشكل يمكن قواتنا الليبية على الأرض من التقدم والسيطرة على كامل المدينة. وجود بعض العناصر التابعة للجيش الامريكي بموافقة الحكومة في غرفة عمليات مصراتة هو للتنسيق، ومن يحدد موقع هذه الضربات الجوية هو القوات الليبية، ولكن هذه العناصر ترسل المواقع إلى قواعدها للمساعدة في تحديد الضربات بشكل دقيق.أتساءل إن كان هذا سيدعم شرعية حكومة الوفاق أم أنها ستبدو كحكومة كرازاي في أفغانستان؟ نعم، أي طلب رسمي لحكومة بمساعدة محدودة في إطار زمني محدد، هو شيء مشروع بناء على القانون الدولي وكذا القانون المحلي، ولا يمكنه بشكل من الأشكال أن يتعارض مع مبدئي السيادة وصيانة حرية الدول وسيطرتها على أراضيها.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات