38serv
حرص رئيس اللّجنة الأولمبية الجزائرية على تحضير الرأي العام الرياضي الجزائري لإلقاء اللّوم على الرياضيين والمدرّبين، بعد العودة من أولمبياد ري ودي جانيرو، للتنصّل من مسؤولية الإخفاق المسجّل في الألعاب. واستفاد مصطفى برّاف، قبل يومين، من “دعم” وزير الشباب والرياضة، حين تطرّق الأخير إلى نقاط تدخل أصلا ضمن مسؤوليات اللّجنة الأولمبية وليس الوزارة. قال برّاف في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية بريو دي جانيرو، إن إعداد حصيلة المشاركة في الأولمبياد لن يكون قبل نهاية الألعاب، في خطوة للابتعاد، ولو إلى حين، عن الضغط المتزايد عقب خروج الرياضيين الجزائريين، في عدة اختصاصات في الأدوار الأولى، في وقت تحصد العديد من البلدان، حتى المصنّفة صغيرة من حيث الإمكانات والمشاركات في الأولمبياد، الميداليات منها من المعدن النفيس.وتحدث برّاف في سياق حديثه عن الإمكانات المادية من أجل تضليل الرأي العام الرياضي الجزائري، وقال في هذا الشأن: “لقد قدّمنا كل الإمكانات للرياضيين لضمان أفضل تحضير لهم”، ليضيف “لقد منحنا كل الإمكانات للرياضيين والمدرّبين، وآمل أن يردّ لنا هؤلاء ذلك في الميدان”، في إشارة منه إلى أن مسؤولية أي إخفاق تقع على الرياضيين والتقنيين وليس اللّجنة الأولمبية الجزائرية”.والغريب في الأمر أن برّاف يتحدّث عن الإمكانات رغم أن ذلك من صلاحيات وزارة الشباب والرياضة، فهي التي تمنح الإمكانات للّجنة الأولمبية الجزائرية، ومنها للاتحادات، وليس العكس، ويكون من صلاحيات الوزير الهادي ولد علي محاسبة هؤلاء بعد انتهاء الألعاب، بينما تتحدد مسؤولية اللّجنة الأولمبية في تقديم مشروعها الرياضي للوزارة على ضوء برامج واستراتيجية مضبوطة مع الاتحادات قبل أربع سنوات عن انطلاق الألعاب، وهو المشروع الذي يحدد الأهداف المسطّرة والاتحادات القادرة على ضمان الميداليات، والاختصاصات الواجب تدعيمها وتطويرها، حتى يتم تحديد الإمكانات المادية الواجب توفيرها من طرف الوزارة للّجنة الأولمبية، على ضوء المشروع المقدّم.وفي الوقت الذي تحدث برّاف عن الإمكانات، راح الوزير ولد علي، قبل يومين، يصف النتائج بالإيجابية، في تصريحات لوسائل إعلامية جزائرية، وهو الطرح الذي ترك عدة نقاط استفهام حول الزاوية التي يرى منها الوزير النجاح الخالي من الميداليات، مثلما خلّف كلامه تساؤلات كثيرة، كون الحديث عن النتائج وتقييمها من صلاحيات ومهام وواجب اللّجنة الأولمبية الجزائرية، بينما تقف الوزارة لتحاسب اللّجنة بموضوعية عن النتائج وفق المشروع الرياضي المتفق عليه والأهداف المسطّرة والإمكانات الموفرة للاتحادات.وذهب مصطفى برّاف، الذي أعلن بأنه في ريو من أجل الرفع من معنويات الرياضيين، رغم أن ما يحتاجه الرياضيون من اللّجنة الأولمبية هو ضبط المشروع الرياضي ومن الوزارة تقديم الإمكانات لذلك قبل أربع سنوات عن موعد الأولمبياد، إلى القول أيضا بأنه لا يمكن للّجنة الأولمبية أو الاتحادات أو الوزارة النزول إلى الميادين والمضامير للقيام بعمل الرياضيين والتقنيين، مضيفا بأن اللّجنة الأولمبية والوزارة والاتحادات عملت بطريقة متجانسة لتحضير الألعاب، دون أن يذكر طريقة هذا العمل المتجانس وتوقيت انطلاقه فعلا وحيثيات هذا العمل من حيث الخوض في كل الجوانب الحقيقية التي يتطلّبها أي مشروع رياضي يضمن من حيث الطرح والفكر والأهداف، وما يتبعه من إمكانات، البروز في الأولمبياد أمام رياضيي المستوى العالي.موقف مصطفى برّاف وتصريحاته التي تزامنت قبل ساعات عن موعد نهائي الـ 800 متر العدّاء توفيق مخلوفي، وما قاله قبل يومين رئيس الوفد الجزائري، عمّار براهمية، يؤكد فعلا أن المسؤولين عن الهيئات الرياضية الجزائرية اتفقوا مسبقا على “مخطط” التنصّل من المسؤولية للبقاء في مناصب المسؤولية، ويكون ذلك، على ضوء كلام برّاف وبراهمية وولد علي ورؤساء الاتحادات، بـ”ذبح” الرياضيين والتقنيين، كون هؤلاء لا يهددون مصالحهم على مستوى الاتحادات واللّجنة الأولمبية ولا حتى على مستوى الوزارة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات