38serv
كشفت دراستان مبنيتان على عمليات سبر آراء لمجموعة هافاس الدولية، عن عدم اهتمام المستثمرين الأجانب للوجهة الجزائرية، ويضع هؤلاء بالمقابل دولا مثل إثيوبيا والمغرب وغانا ونيجيريا والسنغال ضمن أهم الوجهات الرئيسية لتجسيد المشاريع الاستثمارية خلال الفترة الممتدة ما بين 2016 و2020.
استندت دراسة مجموعة هافاس على عينة من 55 مستثمرا دوليا ينشطون في القارة الإفريقية، ومؤسسات وهيئات دولية، منها البنك الوطني الباريسي باريبا وايدموند دو روتشيلد وبرو بيركو والبنك الوطني القطري وغولدمان ساتش، إلى جانب “اش أس بي سي” وستاندار بنك وبنك أوف أمريكا وميريل لينش، ووضع المستثمرون الدوليون خمس دول على رأس قائمة أبرز الوجهات الاستثمارية وأهم الدول الواعدة والجديرة بالاهتمام، وهي إثيوبيا ونيجيريا ومصر وغانا والسنغال، كما تم اعتبار بلدانا مثل كينيا وكوت ديفوار بلدانا واعدة، زيادة على الموزمبيق.ووفقا للدراسة نفسها اعتبر نسبة 56 في المائة من المستثمرين الدوليين المستجوبين أن نيجيريا وكينيا تعد من بين أفضل الدول الواعدة على مستوى البلدان الناطقة بالانجليزية في القارة، وأشار 53 في المائة من المستجوبين إلى كوت ديفوار، مقابل 40 في المائة لإثيوبيا و33 في المائة للموزمبيق.وصنف المستثمرون الأجانب أهم القطاعات الفاعلة والمثيرة للاهتمام للاستثمار في القارة بالقطاع المالي بنسبة 77 في المائة، وقطاع البناء والأشغال العمومية بنسبة 61 في المائة من المستجوبين، مقابل 50 في المائة للنقل والطاقة. فيما يعتبر 47 في المائة من المستجوبين بأن الفلاحة والمساحات التجارية من بين القطاعات الهامة، بينما استقطبت تكنولوجيات الإعلام والاتصال نسبة 26 في المائة من المستجوبين. وما يثير الانتباه في عملية الاستقصاء وسبر الآراء؛ هو غياب اهتمام المستثمرين الأجانب للوجهة الجزائرية، حيث لم تستقطب أي اهتمام مقارنة بالوجهات الإفريقية، فقد ظلت المغرب ومصر هي أهم الوجهات المذكورة في شمال إفريقيا، ما يؤكد الخلل الموجود في مناخ الأعمال والاستثمار الجزائري، وهو ما يجعلها لحد الآن وجهة غير مفضلة، أو على الأقل ليست ضمن الأولويات بالنسبة للمستثمرين.وقد حدد المستثمرون أهم العقبات أو العراقيل والمخاوف المحيطة بالعملية الاستثمارية في المنطقة، بسوء التسيير وعدم الاستقرار السياسي واللاأمن، وقد نالت هذه المسألة نصيب الأسد بـ84 في المائة من آراء المستجوبين، إذ يعتبر هؤلاء أن سوء التسيير أكبر وأهم الكوابح للاستثمار، مقابل 74 في المائة فيما يتعلق بعدم الاستقرار السياسي واللاأمن. أما نقص الكفاءة لدى اليد العاملة، فإنه يشكّل عاملا معرقلا بالنسبة لـ30 في المائة من المستجوبين في العينة، مقابل 26 في المائة بالنسبة لعائد الاستثمار.واعتبر المستثمرون بالنسبة لمنطقة شمال إفريقيا، أن خطر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لا يزال قائما، زيادة على عوامل سوء التسيير والفساد، حيث يعتبر هؤلاء بنسبة 63 في المائة بأن اعتماد إطار سياسي مستقر من بين الأولويات، مقابل 33 في المائة يركزون على محاربة الرشوة والفساد، و21 في المائة يشددون على تحسين البنى التحتية، و12 في المائة فقط يعيرون اهتماما كبيرا لتحسين وديمقرطة التعليم.ويبدي المستثمرون تفاؤلا بخصوص وضع ومستقبل القارة من ناحية مناخ الأعمال والاستثمار بنسبة 53 في المائة في غضون 2020.على صعيد متصل، رد المستجوبون حول سؤال: من هي أفضل الدول الواعدة التي تقبلون على الاستثمار فيها؟ جاء الجواب بنيجيريا بنسبة 56 في المائة، وكينيا بـ56 في المائة، وكوت ديفوار بـ53 في المائة، وإثيوبيا بـ40 في المائة، والموزمبيق بـ35 في المائة. بينما غابت في ترتيب الدول والوجهات الجزائر تماما، ما يطرح تساؤلات حول ما يتم العمل به لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية وجعل مناخ الأعمال والاستثمار أكثر جاذبية.ويبدو أن الوعود المقدمة والمزايا والوعود التي تضمنتها القوانين الأخيرة، منها قانون الاستثمار، لم تكن مقنعة بدرجة كافية لتغيير نظرة المستثمرين تجاه سوق يعتبر من بين أعقد الأسواق في المنطقة، ويتسم بسمة البيروقراطية الإدارية المركزية المرهقة للمستثمرين.من جانب آخر، صنف تقرير ثان لوكالة هافاس باريس “ومعهد شوازول”، مبني أيضا على عمليات سبر آراء لمستثمرين دوليين، خمس دول إفريقية واعدة هي نيجيريا وكوت ديفوار وكينيا وجنوب إفريقيا والمغرب للمستثمرين في قطاعات الطاقة، منها المتجددة، في غضون 2020، فيما غابت الجزائر مرة أخرى من دائرة الاهتمام.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات