38serv
دعت جبهة البوليساريو الأمم المتحدة إلى التحرك واتخاذ الإجراءات العقابية الفورية واللازمة ضد النظام المغربي الذي قام بعملية عسكرية بمنطقة الكركرات التابعة لقطاع بئر قندوز، وهو ما يعد خرقا للاتفاقية العسكرية رقم 1 الموقّع عليه من لدن الطرفين الصحراوي والمغربي، تحت إشراف الأمم المتحدة عام 1991، الذي يقضي بوقف إطلاق النار.
شرعت القوات المغربية في الصحراء الغربية، بدءا من 11 أوت الماضي، بتجاوز الجدار الفاصل الممتد على طول 2700 كم، بشكل متكرر، في منطقة الكركرات التابعة لقطاع بئر قندوز. وحشدت القوات المغربية وحدات عسكرية قامت باختراقه والدخول إلى الأراضي الصحراوية المحررة، مدعومة بمعدات للنقل والهندسة العسكرية ومرفوقة باستطلاع جوي.وندد الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي، في رسالة عاجلة وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بالتجاوزات المغربية وخرق الاتفاقية، قائلا “إن قيام المملكة المغربية بهذا التحرك يشكل خرقاً جديداً وخطيراً للاتفاقية العسكرية رقم 1 من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين طرفي النزاع، جبهة البوليساريو والمملكة المغربية، في 6 سبتمبر 1991”، مضيفا “وانطلاقاً من مسؤولية الأمم المتحدة عن المنطقة، باعتبارها قضية تصفية استعمار، في سياق خطة التسوية الأممية الإفريقية لتنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي، بما في ذلك الإشراف على وقف إطلاق النار، وبالنظر إلى استعداد جبهة البوليساريو للتعاون مع الجهود الأممية بشكل عام، والتنسيق لضمان التأمين في المنطقة بشكل خاص، فإن أي مبرر تقدمه دولة الاحتلال المغربي يبقى واهياً ومجرد ذر للرماد في الأعين”.وأكد إبراهيم غالي أن مثل هذه التصرفات تدخل في إطار عمل تصعيدي ممنهج، كان من آخر تجلياته طرد دولة الاحتلال المغربي للمكون المدني والإداري لبعثة المينورسو، “في سابقة خطيرة ترمي إلى تقويض مأمورية البعثة، واعتداء سافر وخطير على قرارات وصلاحيات مجلس الأمن الدولي، مروراً بالتهجم الهستيري على ممثلي المجتمع الدولي، وفي المقدمة الأمم المتحدة، وصولاً إلى انتهاكات حقوق الإنسان وممارسات استعمارية قمعية رهيبة ومتواصلة بحق المدنيين الصحراويين العزل، مثل اغتيال المواطن الصحراوي محمد فاظل احنان بمدينة الداخلة المحتلة، بتاريخ 10 أوت 2016”.وأشار غالي إلى أن الخطوة الجديدة عمل تضليلي يهدف إلى إخفاء الحقيقة المتمثلة في الدور المحوري لدولة الاحتلال المغربي “أكبر منتج ومصدر لمخدر القنب الهندي في العالم، من خلال إغراق المنطقة بالمخدرات، وبالتالي المساهمة الحاسمة في تمويل وتشجيع عصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية”.ودعا الرئيس الصحراوي إلى تواجد ميداني ملموس ودائم لبعثة المينورسو للقيام بدورها في منع هكذا ممارسات فوق منطقة مسؤوليتها “خاصة أن هذا الخرق الجديد يكشف عن نوايا مغربية مبيتة، بما فيها محاولة تغيير المعطيات القائمة على الأرض، وهو ما يرشح المنطقة للدخول في مرحلة غير مسبوقة من التوتر واللااستقرار”. من جهة أخرى، قامت القوات المغربية بحشد مئات الجنود والآليات العسكرية على بعد أمتار قليلة من الحدود الموريتانية قرب بلدة “الكويرة” الصحراوية، الواقعة على الأطلسي بين مدينة نواذيبو وميناء موريتانيا المعدني، والتي تديرها موريتانيا منذ 1975، في خطوة تصعيدية للتوتر القائم بين البلدين. وذكرت مصادر إعلامية أن تحركات الجيش المغربي توجهت مباشرة نحو المنطقة الحدودية “قندهار”، الفاصلة بين المغرب وموريتانيا، تضم 10 حافلات على متنها العشرات من أفراد قوات الاحتلال المغربية تحركت إلى منطقة الكركرات على الحدود الصحراوية الموريتانية.وفي المقابل، وصلت تعزيزات عسكرية موريتانية إلى منطقة الكويرة تضم قوات بحرية وبرية، حيث تحدثت بعض المصادر عن تراشق بأضواء المصابيح الكاشفة بين الجيش المغربي والجيش الموريتاني.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات