38serv
يبقى تواجد اليهود بالجزائر قائما وإن كان غير مرئي، بدليل تواجد جمعية ممثلة لهم وتقديرهم من قبل منظمة الأمم المتحدة بأقل من 100 مقيم ومن قبل السلطات الأمريكية بحوالي 200 عرفوا بعد اعتماد جمعية ممثلة ليهود الجزائر في 2009، برئاسة المحامي “روجي سعيد” الذي كان مقيما في البليدة وتوفي في 2012 بباريس.وظل تواجد يهود الجزائر قائما في عدد من أحياء العاصمة وتلمسان وقسنطينة بعد الاستقلال، وإن قل عددهم لارتباط معظمهم بالفرنسيين وقبولهم بمقررات مرسوم كريميو لسنة 1870، وهو ما زاد من حدة التصادم والتميز مع الجزائريين، وزادت نكسة فلسطين بعد 1948 من حدة التشنج والتباعد.ورغم بقاء نشاط غير رسمي، تشكيل جمعية ممثلة لليهود الجزائريين منذ 1975 بالخصوص، فإن سنة 2009 رسمت تواجد ما يعرف برابطة يهود الجزائر برئاسة المحامي روجي سعيد، وتم التركيز بالخصوص في تلك الأثناء على إحصاء المعابد اليهودية والمقابر المنتشرة بالخصوص في العاصمة وقسنطينة والبليدة وتلمسان وبوسعادة.ورغم غياب جالية يهودية في الجزائر، إلا أن عدة آثار ظلت تشير إلى تواجدهم سواء من الناحية الرمزية عبر تسمية “جامع اليهود” أو المعبد اليهودي المنهار تقريبا بباب الوادي. و«درب اليهود” هو أحد أهم الأحياء في مدينة تلمسان، هذه المدينة يتواجد بها ضريح الحاخام أفراييم ألانكاوه الذي يُعدّ أحد أهم الحاخامات اليهود، والذي يعد أهم مكان لحج اليهود، هؤلاء غالبا ما يستخدمون جوازات سفر غربية منها فرنسية لدخول الجزائر لزيارة هذه الأماكن المقدسة. وقد سمحت الاتفاقيات بين الجانبين الفرنسي والجزائري بالخصوص للعديد من اليهود الجزائريين بزيارة الجزائر سواء على أساس أنهم أقدام سوداء أو من حاملي الجوازات الأوروبية. وتشكل المقبرة الإسرائيلية الكائنة في حي مالكوف في بلدية بولوغين بالعاصمة، ومقابر تلمسان وقسنطينة أهم مقاصد اليهود الذين عمدوا أيضا إلى تشكيل عدة جمعيات ومواقع إلكترونية تمثل هذه الفئة، وقام عدد منهم بإعادة إحياء تراثهم الغنائي والفني.ومع منتصف سنوات 2000 خاصة بعد اعتماد رابطة يهود الجزائر برئاسة المحامي روجي سعيد، تم إحصاء حوالي 25 معبدا يهوديا غير مستغلة، منها معبد باب الوادي الآيل للسقوط، ومعبد “قباسة” بمدينة تلمسان الذي ظل مزارا ليهود الجزائر لعدة سنوات. وإلى جانب تحويل عدد من المعابد اليهودية إلى مساجد أو هياكل قاعدية مثلما تم بالنسبة للمعبد اليهودي بوهران، إلا أن تسمية “اليهودي” لاتزال راسخة في المخيلة الجمعية للجزائريين، حيث لايزال الكثير من الجزائريين يسمون “جامع اليهود” المعابد السابقة الموجودة في الجزائر العاصمة بالقصبة السفلى والبليدة، فضلا عن بقاء تسمية زنقة اليهود بالبليدة وحارة اليهود بتلمسان.كما يعرف تراث الفن والأغاني لاسيما المالوف عدة أسماء لمطربين من أصول يهودية أعيدت بعض أغانيهم واستغلت خلال الاستقلال من أمثال الشيخ ريمون صهر أنريكو ماسياس ورينيت الوهرانية وليلي لعباسي ولين مونتي وبلون بلون وليلي بونيش ولوك شرقي وسليم هلالي وموريس المديوني وروني بيريز.وأثار تواجد المستشار اليهودي ريمون بن حاييم في الجزائر خلال التسعينات جدلا واسعا، والأمر نفسه ينطبق على دعوة المغني اليهودي أونريكو ماسياس لزيارة الجزائر من قبل الرئيس بوتفليقة. كما أثار دفن الممثل روجي حنة في مقبرة بولوغين بالعاصمة بناء على وصيته الجدل نفسه.وتبقى قضية يهود الجزائر تلفها الكثير من الحساسية، بالنظر إلى ارتباطها بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي لدى الجزائريين.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات