38serv

+ -

 رغم فقدانه لمعظم مواقعه بمدينة سرت، إلا أن تنظيم “داعش” لا يزال يستميت في الحفاظ على بعضها، من خلال تغيير تكتيكاته، حيث تتعدد وسائل التنظيم من استخدام مكثف للألغام والمفخخات الى القنص في محاولة لخلط حسابات القوى المهاجمة لعملية البنيان المرصوص، فقد قتل أمسذ 10 أشخاص على الأقل، واُصيب أكثر من 20 آخرين، في هجومين انتحاريين شنّهما تنظيم “داعش” بشاحنة وسيارة، استهدفتا تمركزيْن لقوات “البنيان المرصوص” في ضواحي سرت. وكان المتحدث باسم القوات المسلحة الليبية قد ذكر، في وقت سابق، أن الهجوم وقع غرب سرت، وأدى إلى مقتل 8 في حصيلة أولية، مرجحاً ارتفاع عدد القتلى لوجود إصابات خطيرة في صفوف العسكريين.وأعلنت قوات حكومة الوفاق، أن تنظيم داعش نفّذ 9 هجمات انتحارية بسيارات مفخخة ودراجات نارية وأحزمة ناسفة، في محاولة منه ليحول دون خسارته الحي رقم 2 في مدينة سرت، وهو ما لم يتحقق له في النهاية.ويتضح أن تنظيم “داعش” يسعى إلى تغيير تكتيكاته وتنويع وسائل مقاومته داخل المدينة لتحطيم معنويات القوى المهاجمة التي سجلت تقدما كبيرا في المدينة، واستولت على الكثير من المواقع الاستراتيجية.وتكتسي معركة سرت أهمية كبيرة بالنسبة لحكومة السراج، التي تسعى من ورائها إلى افتكاك شرعية سياسية على خلفية حملة مكافحة الإرهاب، فتحقيق النصر العسكري سيفتح لها المجال لفرض نفسها كأبرز قوة في الميدان على المستوى العسكري والسياسي.وفي وقت لا تزال فيه المعارك في مدينة سرت قائمة، فإن بنغازي بدورها تعيش على وقع عدم الاستقرار واللاأمن، ولم تنجح قوات اللواء خليفة حفتر والقوى الموالية للحكومة وبرلمان طبرق في فرض سيطرة كاملة أمام مقاومة تنظيمات، منها أنصار الشريعة وشورى ثوار بنغازي وعناصر موالية لـ “داعش” وقوى عسكرية أخرى. وقد لقي قائد إحدى السرايا التابعة للكتيبة 17 صاعقة ببنغازى مصرعه، جراء انفجار لغم أرضي بمحور القوارشة، غرب مدينة بنغازي شرق البلاد. وأكد الناطق باسم القوات الخاصة “الصاعقة” العقيد ميلود الزوي، فى تصريح صحفي، أن الحادثة وقعت أثناء تقدّم قواته بمحور المستشفى الأوروبى وشارع الشجر غرب بنغازي، مشيرًا إلى أن هناك مواجهات مسلحة تدور في هذه الأثناء بينهم وبين تنظيم “داعش”، وما يعرف بـاسم “شورى ثوار بنغازي”، في آخر معاقلهم بمنطقة القوارشة بمحور غرب بنغازي.وتظل معارك بنغازي وسرت تكشف عن مدى تعقيد الوضع في ليبيا، بين صراع فرقاء سياسيين، وصراع إرادات متباينة لم تحسم بعد مواقفها إزاء كيفية تشكيل الدولة الليبية وسط انفلات أمني متزايد وسطوة الميليشيات.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات