38serv
أثار المركز الخامس الذي حاز عليه العداء العربي بورعدة، في منافسة الألعاب العشارية في الألعاب الأولمبية، جدلا بين المدرب ماهور باشا ورئيس الوفد الجزائري عمار براهمية.
فيما اعترف الأول صراحة أنه فشل في مهمة قيادة بورعدة للحصول على ميدالية في الألعاب العشارية، سارع الثاني إلى تهنئة العداء على المركز الخامس الذي ناله في منافسة الألعاب العشارية. وهو الذي لا يفوّت أدنى فرصة لتحميل الاتحاديات مسؤولية النتائج. فما الذي دفع براهمية إلى تدخله في تقييم النتيجة الفنية للعداء وتهنئته عليها، مع أنه ليس معنيا بها، مثلما يؤكد عليه في كل مناسبة؟فإذا كان المدرب ماهور باشا يعترف بالفشل في تحقيق الهدف الذي تنقل من أجله العداء إلى الأولمبياد، فما الذي يجعل رئيس الوفد يسارع لتهنئة العداء، في الوقت الذي كان يتعين عليه أن يقدم إجابات على استفسارات بشأن افتقاد العداء للإمكانات ووجهة السيارات التي وضعت تحت تصرف الرياضيين للعودة إلى القرية الأولمبية، بعد انتهائهم من المنافسات، بما أن براهمية يحرص على التأكيد أن مهمة اللجنة الأولمبية الجزائرية تتمثل في توفير الإمكانات ولا تتحمل مسؤولية النتائج الفنية، قبل أن يتعرض براهمية مجددا لانتقادات حادة غير مباشرة، وهذه المرة من زميله في المهنة، رئيس اتحادية ألعاب القوى عمار بوراس. ووجّه بوراس لبراهمية اتهامات، عشية اختتام الألعاب، عندما أعاب عليه عدم إحضار السيارة لنقل بورعدة إلى القرية الأولمبية بعد إنهائه السباق، وسط تساؤلات حول وجهة السيارات الخمس التي وضعتها السفارة تحت تصرف الوفد الجزائري. فالعداء اجتاز العقبات دون مساعدة أحد، ووجد نفسه في عزلة وهو يواجه تبعات سقوطه في فخ المنشطات. ما يعني أن الفضل في المركز الخامس في الأولمبياد لا يعود إلا للعداء، فيما تبقى الاتحادية الوحيدة المخولة لتقييم النتيجة الفنية للعداء.كما أن الفضل يعود إلى ماهور باشا الذي رفض التهرب من مسؤوليته حين اعترف بالفشل، بخلاف زملائه المدربين الآخرين الذين بحثوا عن مبررات لم تقنع أحدا لتفسير الإخفاقات، وراحوا يضللون الرأي العام بالقول إن التأهل إلى أدوار متقدمة يعد أيضا هدفا ونتيجة إيجابية، حتى وإن لم يفز رياضيوهم بميداليات. متجاهلين أن النتائج تقاس بالميداليات وليس ببلوغ الأدوار المتقدمة.كما أن التاريخ لا يسجل إلا أسماء أصحاب الميداليات، ممن يصعدون فوق منصة التتويجات. ورايات الأوطان لا يرفعها إلا الأبطال في سماء الألعاب وهم يذرفون الدموع فرحا. فالمدربون على غرار رؤساء الاتحاديات سيكونون مدعوين لتقديم استقالاتهم احتراما وتقديرا للرأي العام، بعد الخيبة المسجلة في الألعاب الأولمبية، التي سخرت لها السلطات العمومية إمكانات مالية غير مسبوقة لتلميع صورة الجزائر دوليا. لكن النتيجة كانت مجموعة أصفار من الحجم الكبير أساءت كثيرا إلى سمعة الجزائر. فهل يمتلك المسؤولون الشجاعة في مواجهة الرأي العام أم سيديرون ظهورهم له، مثلما كان عليه الحال في كل المناسبات الماضية؟ فالرؤساء الحاليون للاتحاديات شرعوا منذ مدة في إقامة تحالفات لإعادة انتخابهم في العام المقبل، ويستعملون وسائل الدولة في حملاتهم الانتخابية.. فليس سرا إن بقي هؤلاء في مناصبهم لعهدة أولمبية أخرى تدوم أربع سنوات رفقة المدربين الفاشلين.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات