38serv
تعكف مصالح الأمن الجزائرية، على التحقيق في عمليات تهريب سلالات نادرة من الإبل “المهري” الجزائري، وهو نوع من الإبل يسمى “الهجن”، إلى دول الخليج عبر مصر، لكي يباع بعشرات المليارات في أسواق السعودية والإمارات وقطر لتوظيفه في السباقات.يصل أعلى سعر للمهري الجزائري، وهو الجمل المخصص للسباق، إلى 1.5 مليار سنتيم، بل يبلغ في أسواق المزاد في الإمارات العربية والسعودية وقطر 6 ملايير سنتيم. وكشف مصدر أمني، أن جهة أمنية في الجزائر شرعت في التحري حول مجموعة مهربين بدأت تهريب سلالات نادرة جدا من هذه الفصيلة “المهري” الجزائري أو “الهجن”.وقال مصدرنا، إن التحقيق فتح إثر الحصول على معلومات من مهرب مخدرات ضبط قبل أشهر في ولاية ورڤلة، بالإضافة إلى تداول مقطع فيديو على نطاق واسع في الجنوب أظهر عمليات بيع بالمزاد لـ4 من المهري الجزائري من سلالة عرش “سيدي أمحمد بن سالم” في سوق للمزادات في الإمارات العربية المتحدة وقد بيع المهاري الأربعة بـ 1.7 مليون دولار، أي أن سعر الهجن أو المهري الواحد فاق 400 ألف دولار حوالي 6 ملايير سنتيم، وهو سعر يشجّع كل مالكي الهجن أوالمهري النادر في الجزائر على تهريب هذه الثروة الوطنية إلى دول الخليج للاستفادة من فرق السعر.ويقول أحد ملاك الهجن النادرة، بوتاروك بن عيسى، لـ“الخبر”، أن مالكي الهجن أو المهري الجزائري في يعانون في صمت، فبينما يفضل بعضهم المحافظة على تراث الأجداد، حيث تتوارث العائلات في قبائل التوارڤ والوادي والشعانبة وسعيد والمخادمة والأرباع وأولاد نايل على المهري النادر وتحافظ على السلاسة الجزائرية، يواجههم مشكل غياب سياسة وطنية واضحة لدعم هذا القطاع الذي يمكن أن يتحول إلى رافد للاقتصاد الوطني. ويضيف المتحدث أن بعض المهاري نفقت في الصحراء بسبب عدم قدرة أصحابها على نقل بيطري لعلاجها في الصحراء، حيث يحتاج فحص الإبل في الصحراء لإنفاق ما لا يقل عن 10 آلاف دينار أو مليون سنتيم تمثل تكلفة تنقل البيطري إلى موقع الإبل في الصحراء لفحصها وعلاجها، كما أن السلطات التي تهتم كثيرا بالاستصلاح الفلاحي تعمل في نفس الوقت على تدمير قطاع تربية الإبل، فالمواقع التي كانت مراع للإبل طيلة قرون، باتت الآن مناطق استصلاح فلاحي محرّمة.وأهملت وزارة الفلاحة، حسب مربي مواشي من ولايتي ورڤلة وإليزي ومنطقة متليلي بولاية غرداية، قطاع تربية الإبل في الجنوب عموما وفي الجنوب الشرقي، لدرجة أن عدد مربي الإبل يتراجع سنة بعد أخرى. ويقول السيد جموعي عبد الناصر، طبيب بيطري من ورڤلة، إن استمرار المعطيات الحالية يعني نهاية قطاع تربية الإبل. ويقول مربو إبل من الجنوب، إنه من المستحيل أن يعمد مالك المهري إلى بيعه لأنه موروث الأجداد، ويتهمون عصابات لصوص بالسطو على المهري النادر وتهريبه إلى ليبيا ومنها إلى مصر أين يباع. ويقول مرابط العيد، أحد مربي المواشي في إليزي “أن تمتلك قطيعا من الإبل يعني أنك في حالة خوف دائم من قطّاع الطرق واللصوص”. وأضاف “لقد فقدت 4 جمال في 10 أشهر بسبب الأمراض والجفاف”. وتتشابه حالة أحمد مع حالات العديد من المربين، حيث تحالف الوضع الأمني والهش على الحدود مع الجفاف ضد مربي الإبل في ولايتي إليزي وورڤلة. وقال موالون محليون، إن ثروة الإبل في تراجع خطير يصل حد احتمال اختفائها إن تواصل الوضع لسنة أو سنتين. وقال مربو مواشي من ورڤلة، إن تعداد الإبل في بعض البلديات مثل البرمة وحاسي بن عبد الله والحجيرة، تراجع إلى أقل من النصف، وهذا بسبب الجفاف الذي يتواصل للعام الرابع في المنطقة وغياب الأمن وانتشار السرقة والتهريب الذي يستهدف هذه الثروة الوطنية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات