38serv
شكل إفلاس الرياضة الجزائرية من خلال تواضع النتائج المسجلة في الألعاب الأولمبية بمدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، قياسا بقوة عدد الوفد المشارك في الأولمبياد، وأيضا الإمكانات المالية غير المسبوقة التي منحت للجنة الأولمبية الرياضية الجزائرية، موضوع استطلاع “الخبر”.. فسألت مجموعة من الفنيين حول أسبابه والحلول التي يقترحونها للنهوض بالرياضة الجزائرية..فأجمع هؤلاء على وجود نقائص كبيرة في الوقت الراهن، على مستوى النظام العام المسير للرياضة، وخاصة على مستوى الاتحاديات.. ما يمنع الرياضيين، في تقديرهم، من تحقيق النتائج المطلوبة وحرمان الجزائر من تتويجات في متناولها. كما أجمع الفنيون على وجوب إحداث ثورة في الرياضة، وأيضا إجراء إصلاحات عميقة، مع تحديد استراتيجية واقعيةتكفل مصالح الرياضيين، وتعطيهم أوفر حظ لنيل ميداليات إلى جانب رفع الإقصاء وإعادة الاعتبار للكفاءات.محمد عزيز درواز (وزير سابق)”اللجنة الأولمبية استحوذت على صلاحيات الوزارة” لفت وزير الشباب والرياضة سابقا، محمد عزيز درواز، إلى أن الرياضة مسها المرض منذ سنوات، بسبب غياب إستراتيجية. وتأسف المتحدث لتخلي الوزارة عن صلاحياتها لفائدة اللجنة الأولمبية الرياضية الجزائرية، التي قال بخصوصها إنها لا يمكن أن تحل محل الوزارة، بعدما استولت على صلاحيات السلطة العمومية. مذكرا أن مصدر اللجنة الأولمبية هو الاتحاديات وليس الوزارة.وقال درواز: إن اللجنة الأولمبية الرياضية الجزائرية منحت لنفسها قوة ونصّبت نفسها فوق الاتحاديات، منذ سنوات، مستغلة ضعف الوزارة. وأوضح درواز، الذي ارتبط اسمه بأكبر تتويجات الكرة الصغيرة، أن الاتحاديات لا تخضع للمراقبة في الوقت الراهن. مبديا استغرابه من التصريحات التي أدلى بها العداء العربي بورعدة وتوفيق مخلوفي في الأولمبياد، على خلفية تخلي مسؤولي الوفد عنهما. كما أعطى المتحدث مثالا عن حالة اتحادية كرة اليد، التي قال بشأنها إنها مرتاحة مع أن المنتخب الوطني خرج من الباب الضيق في بطولة العالم وبطولة إفريقيا، متأسفا من عدم اتخاذ إجراءات عقابية ضدها. وتساءل درواز عما إذا كانت الرياضات الجماعية قادرة على التقدم دون احتراف. كما تساءل عما إذا كان الرياضيون قادرون على العمل دون أن يتلقوا رواتبهم وسط ركود الحالة الاقتصادية في البلاد.ودعا الوزارة إلى استعادة دورها وصلاحياتها واسترجاع قوتها لتلعب الدور المنوط بها. مشيرا إلى وجود خلافات بين الاتحاديات واللجنة الأولمبية الجزائرية، ما انعكس سلبا في رأيه على النتائج بصورة عامة. وأوصى بوجوب تدارس الوضع الحالي للحركة الرياضية في الجزائر. ولفت المتحدث إلى أنه يتعين وضع قانون جديد لتسيير الاتحاديات، يسمح بإعطاء تمثيل قوي للقاعدة في الجمعيات العامة للاتحاديات تحسبا للانتخابات، للسماح بإفراز منتخبين يمثلون قاعدة أوسع. معتقدا أن الفاشلين يجب أن يرحلوا.. لكن قال إن هذا ليس حال الجزائر في الوقت الراهن.محمد سلطاني (رئيس سابق لاتحادية الملاكمة)”المشكلة ليست في الإمكانات بل في تشخيص مرض الرياضة” في رده على السؤال الأول الخاص بأسباب إفلاس الرياضة الجزائرية، لفت محمد سلطاني، رئيس اتحادية الملاكمة سابقا، أنه عوض إعداد تشخيص حقيقي لتحديد أسباب المرض وتصور الحلول المناسبة، يميل المسؤولون إلى تبرير الإخفاقات بنقص الإمكانات وسوء تسيير الاتحاديات وضعف التحضيرات. كما سجل الدكتور سلطاني، أنه لم يسبق للاتحاديات الحصول على إمكانات مالية هامة، مثلما كان عليه الحال قبل عشر سنوات.وقال المتحدث، في تحليله للمعضلة، أن المدربين الجزائريين يشهد لهم بكفاءتهم في الخارج، وهم يصنعون أفراح البلدان الأخرى، كما أن مستوى الرياضيين الجزائريين لا يقل عن مستوى الرياضيين في العالم في بعض الاختصاصات ككرة القدم والجيدو والملاكمة. متأسفا لاستقدام رياضيين ممن يحملون الجنسية المزدوجة لرفع مستوى الرياضة الجزائرية، بعدما لوحظ أن النتائج المتحصل عليها كانت لمعالجة ظرف مؤقت. ولم تساعد هذه الخطوة، في تقديره، الرياضة على الخروج من مأزقها. ملخصا الأزمة في فقدان الإستراتيجية التي تسمح باكتشاف مبكر للمواهب، ومرافقتهم في مشوارهم في مراكز مؤهلة في الجزائر والخارج. وتساءل لماذا ينجح الآخرون، فيما يفشل الجزائريون؟ ودعا إلى الاعتراف أن النظام الحالي تجاوزه الزمن، ولم يعد يتماشى مع مقتضيات رياضة النخبة. وقال إن الأمر يتعلق بقرار سياسي يقضي برسم استراتيجية لتطوير الرياضة مع تحديد دقيق للأهداف الواجب تحقيقها. وتساءل سلطاني أيضا كيف يمكن الصمت حيال إنجاز قاعات ومسابح بأعداد قليلة في مدن تمنع فيها ممارسة الرياضة على شباب الأحياء، وأيضا تكوين مدربين في كل الرياضات، واستقدام مدربين أجانب، مع مواصلة الأندية إقامة تربصاتها في الخارج.. من دون أن نسأل عن الأسباب وتقديم الحلول؟وذكر المتحدث بتجربته، وقال إنه وضع استراتيجية عندما كان رئيسا لاتحادية الملاكمة، باعتماد منتخب شاب تحت إشراف مدرب كوبي، وتعيين مقر للتحضيرات بقاعة برج الكيفان التي كانت تتوفر على كل التجهيزات.. إلا أنه، مثلما يعترف، لم ترافق النتائج الخطوات التي قام بها بسرعة. موضحا أن الأمر كان يتطلب وقتا. لكن الملاكمة ربحت منتخبا شابا كان قادرا على المنافسة على مستوى عال، على حد وصفه.وذكر أنه برحيله إلى الخارج، تم إبعاد المدرب الكوبي، الذي أصبح يصنع أفراح الملاكمين الفرنسيين، وأفرغت قاعة برج الكيفان من تجهيزتها. ما انعكس على النتائج، التي سجلت تراجعا رهيبا لتمثيل الجزائر في الفن النبيل في المنافسات الدولية.
رشيد بوعبد الله (رئيس اتحادية التنس)”الجزائر تفتقد إلى مركز لتدريب المنتخبات الوطنية” عزا رئيس اتحادية التنس، محمد بوعبد الله، أحد دوافع إفلاس الرياضة إلى غياب مركز لتحضير المنتخبات الوطنية. منتقدا من يفتخرون بمركز السويدانية، الذي قال بشأنه إنه يفتقد للتجهيزات ولا يستجيب للمقاييس العالمية للتحضير. وقال المرشح السابق لرئاسة اللجنة الأولمبية الرياضية الجزائرية، إن غياب الخبرة الأجنبية لم يسمح أيضا للرياضة بالبروز على مستوى عال. وإلى جانب تقلص دور الكفاءة الأجنبية، ذكر بوعبد الله أن التحضيرات للموعد الأولمبي لا تجرى في الأشهر الأخيرة قبل الحدث الرياضي، وإنما في السنوات الثلاثة قبل الموعد الأولمبي.واقترح بوعبد الله وجوب إقامة شراكة حقيقية بين الوزارة والاتحاديات. ففيما أوصى الاتحاديات بضرورة تقديم توقعات موضوعية للنتائج، بعيدا عن التحايل في تقديم توقعات مبالغ فيها، قال بوعبد الله إن الوزارة يتعين عليها تقديم الإمكانات وفق التوقعات. ودعا بوعبد الله، من جانب آخر، إلى ضرورة قطع الطريق أمام إطارات الوزارة للترشح لانتخابات رئاسة الاتحاديات، وقال إن هؤلاء يتعين عليهم الاختيار بين وظائفهم في الوزارة أو تقلد مناصب في الاتحاديات. معتبرا أن الجمع بين المناصب يلحق ضررا بالرياضة أكثر مما يفيدها.ماهور باشا عبد الله (مدرب في ألعاب القوى)”الاتحادية انتقمت مني بطريقتها” وصف ماهور باشا عبد الله، مدرب العداءة سعاد آيت سالم، المختصة في سباقات الماراطون، أن أزمة ألعاب القوى في الجزائر تتمثل في إقصاء الكفاءات وعدم تمثيلهم في الجمعية العامة للاتحادية. وقال إن حضور الفنيين في الجمعية العامة يجب أن يكون معتبرا للسماح بالدفاع عن العدائين. واصفا الرئيس الحالي للاتحادية بغير الكفء، إلى جانب اعتباره أن المدير الفني الوطني، أحمد بوبريط، سبب تراجع ألعاب القوى، والمسؤول الأول عن تخلي عدد كبير من العدائين عن الدفاع عن الألوان الوطنية.وقال المدرب إن آيت سالم لم تستفد من الإمكانات للتحضير بخلاف ما يقال. في الوقت الذي كانت ابنة رئيس الاتحادية زهرة بوراس تتمتع بأفضلية في المعاملة، مستفيدة من إمكانات كبيرة، لم تسمح لها في النهاية بتحقيق الحد الأدنى الذي يسمح لها بالمشاركة في الأولمبياد، حسبه.وقال إنه رفع شكوى للوزير حول ما وصفه بحرمان آيت سالم من الإمكانات. ما دفعه للتدخل لدى رئيس الاتحادية الذي تعرّض إلى التوبيخ من قبل الوزير، حسب المتحدث، بسبب عدم استفادة العداءة من الإمكانات، وفق ما قاله المدرب، الذي أوضح، من جانب آخر، أن انسحاب آيت سالم من سباق الماراطون في الأولمبياد يعود إلى أسباب صحية، بسبب تفاقم إصابتها.وقال إنه يشعر بـ«الحڤرة”، بسبب المعاملة المزدوجة التي انتهجتها الاتحادية حيال العدائين. مشيرا إلى أن المدير الفني الوطني ورئيس الاتحادية انتقما منه بمنعه من مرافقة عداءته إلى الأولمبياد، بحجة أن اللجنة الأولمبية عزفت عن منح أماكن أخرى للاتحادية وإطاراتها للتنقل إلى البرازيل.رشيد حنيفي (رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية سابقا)”التكامل غائب بين الهيئات الرياضية” أرجع رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية، سابقا، رشيد حنيفي، سبب تراجع الرياضة إلى غياب شراكة حقيقية بين الهيئات الرياضة تكون فيها مصالح الرياضيين موضوع كل الانشغالات. وقال حنيفي، المختص في طب الرياضي، إنه يستوجب إقامة علاقة تكاملية بين الوزارة والاتحاديات واللجنة الأولمبية، لضمان تسجيل تنسيق أكبر يكفل مصلحة الرياضي بالدرجة الأولى. وقال إنه لسوء الحظ، فإن هذه العلاقة غير موجودة. واصفا التسيير الحالي لمصالح وبرامج الرياضيين بالسيئ.أما بخصوص اقتراحاته لاحتواء الإفلاس، قال حنيفي إن الوزارة يجب أن تلعب دورها في تحديد الأهداف مع وضع الإمكانات. مشيرا إلى أنه لا يمكن الرهان على كل الرياضات للحصول على ميداليات في الألعاب الأولمبية، بل يتعين تركيز الاهتمام على الرياضات القادرة على الفوز بميداليات، وهذه الرياضات يجب إعطاؤها الإمكانات في حدود التوقعات، برأيه.جمال مهار (مدرب وطني للمصارعة سابقا)”الرياضة رهينة الحسابات الضيقة والمصالح الخاصة” قال المدرب الوطني السابق للمصارعة، مهار جمال، إن الرياضة الجزائرية تفتقد إلى استراتيجية تقود الرياضيين الحاليين إلى أفضل مستوياتهم لتحقيق أهدافهم في المحافل الدولية. وأوضح المتحدث، من جانب آخر، أن أحد أسباب الإخفاقات المتتالية للرياضة الجزائرية تتمثل في تهميش الكفاءات وإقصاء الإطارات القادرة على العطاء.واعتبر رئيس رابطة الجزائر (العاصمة)، أن النتائج المسجلة في المصارعة في الأولمبياد في المنافسات الدولية تعرف تذبذبا، فتارة يجتاز المصارعون أدوارا هامة وتارة أخرى يخرجون في الأدوار الأولى. ما يعني في اعتقاده، أن المصارعة تفتقد إلى سياسة مضبوطة محددة المعالم. منتقدا غياب الاستقرار الذي شهده المنتخب الوطني، الذي عرف عدة مدربين من مختلف الجنسيات في ظرف قصير.وقال إن الحلول موجودة، وأبرزها فتح الأبواب للكفاءات والتخلي عن الحسابات الضيقة والمصالح الخاصة. وطمأن أن المادة الخام موجودة في المصارعة. وهي لا تحتاج إلى أكثر من يؤطرها ويقودها إلى بر الأمان.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات