38serv
لايزال الشاب يوسفي نبيل، ضحية جريمة إطلاق نار نفذها في حقه متقاعد في رئاسة الجمهورية، تحت وقع صدمة الحادثة، وذكر في تصريح لـ”الخبر”: “أعيش وسط كابوس لم أستفق منه بعد، لأنه لم يخطر على بالي أنه مازال في الجزائر أشخاص يطلقون النار على مواطنين عزل بدم بارد”، بينما استفاد المعتدي من الإفراج المؤقت، مع وضعه تحت الرقابة القضائية.تحدث نبيل في اتصال مع “الخبر” بصعوبة بالغة وهو ممدد على سرير المستشفى يعاني من آلام اختراق ست رصاصات كاملة لجسده في آخر يوم من عطلته الصيفية أمام منزله العائلي، قبل عودته إلى بريطانيا التي يحمل جنسيتها.وقال نبيل البالغ من العمر 39 سنة، وهو ويروي مأساته، إنه “في حدود التاسعة والنصف من ليلة الأحد قمت بركن السيارة أمام باب المنزل العائلي عندما عدت من الشاطئ، حيث أنزلت أغراضي وهممت بتحميل أمتعة السفر للعودة إلى بريطانيا التي أقيم فيها منذ سنوات، وفي تلك اللحظة صادف مرور المعتدي”.وأضاف محدثنا: “قام بطرق باب المنزل وعندما خرجت طلب مني تحويل سيارتي من الطريق ليتسنى له المرور إلى منزله الصيفي، لكنني اعتذرت منه وطلبت مهلة ليتسنى لي حمل حقائبي”.غير أن الإطار المتقاعد من الرئاسة لم يستسغ الأمر، حيث أشهر مسدسه في وجه الضحية الذي صرح قائلا: “لم أكن أظن حينها أن الجاني سينفذ تهديداته لي بإطلاق النار وقلت له إن الأمر لا يستدعي مثل هذه التصرفات”.وبعد ملاسنات بين الطرفين، ضغط المستشار السابق في الرئاسة على زناد مسدسه لتصيب الرصاصة الأولى بطن الضحية مباشرة وعندها، يواصل نبيل، “لم أجد من سبيل غير الهروب من أمامه إلى مكان آمن، لكنه استمر في إطلاق العيارات النارية باتجاهي لتصيبني في كتفي ورجلي واخترقت رصاصات أخرى ذراعي وأسفل أذني، حيث لجأت إلى منزل أحد الجيران والدماء تنزف من كامل جسدي وأمام أعين أبنائي وبقية أفراد العائلة”.وازداد جنون المعتدي عندما تدخل ابن خال الضحية لتهدئته، حيث وجه له المسدس هو الآخر وحذره من الاقتراب، قبل أن يلاحق الضحية وحاول ضربه بأخمص مسدسه الذي أفرغه من الرصاص وتمكن الضحية من المقاومة، مضيفا “استرجعت المسدس منه وحينها هرب الجاني إلى وجهة مجهولة، وحملني أحد أقاربي على متن السيارة وتوجهت إلى فرقة الدرك الوطني لبني حواء وسلمتهم المسدس قبل إكمال طريقي إلى العيادة، حيث تم إسعافي وتلقيت العلاج الأولي ثم نقلتني سيارة إسعاف إلى مستشفى سيدي غيلاس التابع لولاية تيبازة وخضعت فيه لعملية جراحية مستعجلة استأصلت فيها إحدى الكليتين بعد أن اخترقتها إحدى الرصاصات”.“أبنائي بحاجة لتكفل نفسي”وكشف نبيل أنه يعاني الأمرين من جراء آلام جراحه إضافة إلى الوضعية النفسية الصعبة لطفليه البالغين من العمر على التوالي 9 و14 سنة، حيث إن “أصغر أبنائي لم يتوقف عن البكاء طيلة الوقت لأنه شاهد والده يتعرض للقتل بأبشع الطرق، وهما يحتاجان إلى رعاية نفسية مكثفة”.وما حز في نفس نبيل هو هذه الحادثة الأليمة التي تسببت في ترسيخ ذكرى سيئة وأليمة في الوقت نفسه في أذهان أطفاله عن بلد والدهم، وبعد أن أخذ نفسا عميقا أضاف قائلا “العام الماضي قضيت عطلتي في تونس واستمتعت مع أبنائي، وأردت هذه السنة أن أزور بلدي الجزائر حتى يتعرف فلذات كبدي على مسقط رأس والدهم وجمال طبيعته العذراء، إلا أنه لسوء الحظ تعرضت لمحاولة قتل مع سبق الإصرار وأمام أعين أطفالي وبقية أفراد العائلة”.وقال المتحدث إنه قرر إرسال أبنائه إلى بريطانيا من أجل التكفل بهم نفسيا لعلهم يستعيدون وعيهم وينسون هول الصدمة التي أصابتهم، بينما “أنا سأبقى في المستشفى لإجراء عمليات جراحية أخرى ومتابعة العلاج، ولا أريد سوى اقتصاص العدالة من الجاني الذي حاول قتلي أمام أطفالي دون شفقة، مستغلا نفوذه ليتسلط على مواطنين عزل من أمثالي”.من جانبهم، استنكر سكان بني حواء الساحلية وكل أبناء الشلف هذه الجريمة، وطالبوا السلطات وفي مقدمتهم القائمون على قطاع العدالة بتطبيق القانون ضد المعتدي الذي لا يحق له، حسبهم، حمل السلاح في زمن عودة السلم لإطلاق النار على المواطنين العزل.وفي السياق، علمت “الخبر” من مصادر متطابقة أن محكمة تنس بمجلس قضاء الشلف أمرت بالإفراج المؤقت عن المشتبه فيه بالاعتداء على الشاب المغترب يوسفي نبيل، مع إخضاعه للرقابة القضائية، كما تم تجريده من جواز السفر ومنعه من مغادرة التراب الوطني.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات