38serv
تشكل آخر عملية تفجيرية في قضاء “جيزرة” بولاية شرناق، جنوب شرقي تركيا، أمس، والتي استهدفت قوات الأمن، وأدت إلى مقتل 11 منهم، إلى جانب عشرات الجرحى، صورة تعكس درجة الاحتقان والهواجس التي أضحت تعيشها حكومة الرئيس أردوغان، الذي خرج منذ مدة قصيرة من امتحان عسير تمثل في محاولة انقلاب استهدفت الإطاحة به في 15 جويلية الماضي، وهي أول العمليات الكبيرة التي تشهدها تركيا منذ زمن بعيد.لقد دخلت تركيا منذ أشهر مرحلة اضطراب وعدم استقرار على الجبهة الأمنية، فإلى جانب ارتدادات الحرب التي يخوضها الرئيس رجب طيب أردوغان على حزب العمال الكردستاني في الداخل، وحملاته ضد أكراد سوريا وتنظيم داعش، تعيش تركيا على وقع الانفجارات والعمليات التي مست قلب المدن التركية إسطنبول، ولكن أيضا عدة مناطق محورية بتوقيع متباين بين الأكراد وتنظيم “داعش”، اللذين أعلنت أنقرة الحرب عليهما.ورغم إسراع السلطات التركية إلى توجيه أصابع الاتهام إلى حزب العمال الكردستاني، الذي لا يزال زعيمه عبد الله أوجلان يقبع في السجن مدى الحياة، إلا أن العملية في حد ذاتها تثير تساؤلات حول توقيتها، فالمنطقة كردية بامتياز يعيش بها غالبية كردية، وهي قريبة من الحدود السورية التركية، وطالما اتهمت المنظمات الإنسانية الدولية القوات التركية بانتهاك حقوق الإنسان بها، مع فرض حظر للتجوال مرارا، وتتزامن مع عمليات عسكرية واسعة يخوضها الجيش التركي داخل الأراضي السورية بدعوى محاربة تنظيم “داعش”، ولكن أيضا للحد من تقدم القوات الكردية السورية “الأسايش” (قوات الشعب الديمقراطية الكردية).ويخوض حزب العمال الكردستاني حربا مفتوحة ضد الجيش التركي، خاصة بعد أن قطع أردوغان كل صلة أو اتصال معهم، ورفض التحالف مع الواجهة السياسية للأكراد، رغم فوزهم بأكثر من 10 في المائة في الانتخابات البرلمانية، وساهم انهيار وقف إطلاق النار في جويلية 2015، في تصعيد حدة التوتر في المناطق الكردية التركية، ولكن أيضا على مستوى المناطق الكردية السورية، مع تقدم القوى الكردية مدعمة من الولايات المتحدة واستيلائها على عدد من المناطق الاستراتيجية لاسيما كوباني، ولكن أيضا تقدمها في الحسكة وقرب الشريط الحدودي، وهو ما اعتبرته أنقرة خطا أحمر، كما تقوم تركيا بتحذيرات متتالية لأكراد العراق المشتبه في تقديمهم دعما لأكراد تركيا، حيث سبق للجيش التركي في بداية السنة الحالية أن اجتاز الحدود العراقية وتوغل بها وتمركز بداخلها لأشهر عديدة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات