38serv
أكد الموزع السينمائي رياض عيادي من شركة “أم دي سيني” أن استقطاب الأفلام العالمية إلى قاعات السينما الجزائرية “ليس عملية سهلة”، مشيرا في حوار لـ”الخبر” إلى أن أكبر تحد هو الحد من انتشار ظاهرة القرصنة وسوق أفلام “دي في دي”. واعتبر رياض عيادي الذي لديه من الخبرة عشر سنوات كاملة في توزيع الأفلام العالمية بالجزائر، أن الجمهور الجزائري متعطش لمشاهدة الأفلام العالمية ويحلم بانتشار قاعات سينما بمقاييس عالمية حديثة.كيف بدأت عملية التوزيع السينمائي في الجزائر؟ بدأت كجزائري يحب السينما والأفلام في شركة عائلية منحتني الدعم من أجل تطوير السينما وتسويق الأفلام العالمية في الجزائر. شرعت في العمل سنة 2006 بفيلم كبير “العميل 007”، وكانت الأفلام تعرض في رياض الفتح، ابن زيدون، الجزائرية على طريقة الـ35 ملم. كانت البداية صعبة جدا، لأن الثقافة السينمائية في الجزائر اختفت خلال العشرية السوداء، وقد ضيعت الجزائر الجمهور الكبير للسينما المتمثل في العائلات التي قاطعتها بشكل كلي. 10 سنوات من العمل.. بدأت كموزع ثم أصبحت تضمن عروض الأفلام الجزائرية الحديثة؟ لم يكن الأمر صدفة مع التكنولوجيا الجديدة، كموزع للأفلام من الطبيعي أن أتعامل مع موزعين عالميين للأفلام مثل “غوما تستريبتار” و”يونيفرسال” وغيرهم من الموزعين الفرنسيين تحديدا. وفي نوفمبر 2013، قرّر صناع السينما العالمية التوقف عن إنتاج الأفلام بصيغة 35 ملم، وهو ما يعني التوجه مباشرة إلى الأفلام الرقمية بما يعرف بـ”دي سي بي” وهذه التقنية لم تكن موجودة أصلا في الجزائر، وأعتبر أول من أدخلها إلى الجزائر في تلك الفترة، لأن عرض الأفلام السينمائية العالمية الجديدة تطلب ذلك، وتم في شهر ديسمبر 2013 تركيب أول جهاز “دي سي بي” في الجزائر، أتذكر أنه في تلك الفترة كانت كلمة “دي سي بي” أصلا غير مفهومة في الجزائر، الكثير من المخرجين والسينمائيين الجزائريين لا يعرفون معنى هذه التقنية في تلك الفترة، وهو أمر لم يكن سهلا التعامل معه بالنسبة لنا كموزعين سينمائيين.هل كانت الأفلام تعرض بالتزامن مع العروض العالمية؟الجزائريون فقدوا الإحساس بالعودة إلى السينما، ولكن الإستراتيجية التي اعتمدت عليها منذ البداية هي جلب الأفلام الحديثة وإعادة الجمهور إلى قاعات السينما. الجزائريون يحبون الأفلام ولكن علاقتهم بقاعات السينما فقط هي التي توترت في سنوات العشرية السوداء، فكان الحل هو عرض الأفلام الجديدة في قاعات السينما بالجزائر في اليوم نفسه من عرضها في قاعات السينما العالمية. كما نعلم أصبحت “القرصنة” ظاهرة جد منتشرة في الجزائر وعبر العالم، ويجب التعامل بحذر معها لأنها تضرب بقوة مستقبل السينما العالمية، وعلينا عرض الأفلام قبل أن يتم قرصنتها. كانت لنا تجربة ناجحة في جلب الأفلام الكبيرة إلى قاعات السينما الجزائرية، مثلا عرضنا فيلم “ستار وارز” في يوم عرضه في قاعات السينما بالولايات المتحدة الأمريكية ولك أن تتخيل صورة قاعة ابن خلدون بالجزائر العاصمة، في كل عرض كان هناك 600 مقعد ممتلئ. ورغم صعوبات ركن السيارة خارج القاعة، إلا أن الجمهور كان يأتي بقوة، والجمهور الجزائري يريد فعلا مشاهدة الأفلام والذهاب إلى السينما، وأنا بصفتي موزع أفلام أتمنى أن تكون في كل ولاية قاعة سينما واحدة على الأقل مجهزة بـ”دي سي بي”. يحزنني كثيرا حال قاعات السينما بالجزائر، خاصة عندما أسمع أن بعض الجمهور في قاعة ابن خلدون يأتي من سطيف ووهران، يسافرون بالسيارة ويقطعون مئات الكيلومترات من أجل مشاهدة الأفلام بهذه القاعة.وماذا عن العروض في قاعات “السينماتك”؟بالنسبة لشبكة قاعات سينما “سينماتك” على مستوى الوطن هناك عدة قاعات سينما مجهزة بـ”دي سي بي”، وهران وعنابة وقسنطينة، ولكن مهام قاعة السينماتك ليس عرض الأفلام الجديدة، بل دورها هو الحفاظ على الموروث الثقافي السينمائي العالمي، وعرض أفلام قديمة هامة مثل “معركة الجزائر” وغيرها من الأفلام الهامة والخالدة، والحفاظ على تقنية الـ35 ملم. قاعة السينماتك ليست قاعة عرض الأفلام الحديثة، فالدخول إلى قاعة عروض أفلام كقاعة “سينماتك الجزائر” مثلا مقابل 70 دج وهذا مبلغ زهيد جدا لا يمكن اعتماده في عروض الأفلام الكبيرة والجديدة، وهذا ليس الدور الأساسي لها أصلا. يوجد في الجزائر قاعة ابن خلدون التي أصبحت مجهزة رسميا بجهاز “دي سي بي” منذ شهر فقط، أي بعد شهر رمضان بأيام قليلة تم اقتناء جهاز “دي سي بي” لهذه القاعة، هناك أيضا قاعة “الموڤار” على مستوى الجزائر العاصمة، وهناك عشرات القاعات التي تحتاج إلى جهاز “دي سي بي”.إلى أي مدى يكون عمل الموزع السينمائي في الجزائر مهمة صعبة؟ لا يوجد عدد كبير من الموزعين السينمائيين في الجزائر مقارنة بفرنسا حيث هناك أزيد من 180 موزع خاص بالأفلام يعملون بشكل كبير جدا، لا نملك شركات خاصة معنا، لهذا يكلف الفيلم مبالغ كبيرة، ونحن ملزمون بالتعامل مع سعر 600 دج للعرض في ظل هذه الظروف. العقود نوقعها مع الموزعين في أوروبا، وهناك عملية كاملة من الإجراءات بين الجمارك ومن ثم إجراءات رقابية مع وزارة الثقافة. بالنسبة لنا لم نقم يوما بعرض أي فيلم دون الحصول على “تأشيرة العرض” التي تمنحها لنا وزارة الثقافة، على خلاف ذلك هناك قاعات سينمائية في الجزائر تقوم اليوم بعرض الأفلام بصيغة “دي في دي” ولا تقوم بهذا الشكل بالترويج للأفلام السينمائية في الجزائر، بل تكرس القرصنة وتقدم صورا سلبية للشباب عن السينما في الجزائر، كما تقوم بالترويج للرداءة. السينما هي العرض الجميل والتقنية الرائعة، كموزع أعاني كثيرا من هذه المشكلة، لأن هناك قاعات سينمائية متعددة في الجزائر تعرض أفلاما مقرصنة بـ”دي في دي” ويجب أن تتحرك آلية الرقابة من أجل احترام قاعات السينما لمعايير العرض السينمائي العالمية.منذ 2006 كم فيلما عرضت وهل هناك أفلام لم تستطيعوا جلبها إلى الجزائر؟نعتمد دائما على المعيار التجاري في اختيار أفلامنا، لا يوجد الكثير من قاعات السينما في الجزائر، لهذا لا يمكننا عرض الأفلام الروائية للنخبة، ولكن نعرض الأفلام التجارية بدعم من مؤسسة فنون وثقافة. هناك طلب كبير من شباب يحب السينما، نحن اليوم في شهر أوت ومنذ بداية سنة 2016 قمت بعرض 24 فيلما عالميا منها أفلام “العائد” لديكابريو وأفلام “ويل سميث” الأخيرة وغيرها، وأفلام عالمية جديدة وحتى هناك أفلام الرسوم المتحركة للأطفال ولدينا عروض حتى بعد الساعة 22.30 ليلا في هذا الصيف. وكل يوم أربعاء نقوم بعرض الأفلام بالصيغة الأصلية لها وذلك للجاليات الأجنبية المقيمة في الجزائر، وبشكل عام لم يكن لدينا مشاكل في عدم إمكانية عرض أفلام في الجزائر، لأننا نركز على الأفلام التجارية الكبيرة.وماذا عن السينما العربية، ألا يحب الجمهور الجزائري سينما المشرق؟ لقد وضعنا برنامجا جديدا في شهر رمضان وهو عرض الأفلام الجزائرية القديمة التي تم تطويرها بصيغة “دي سي بي” مثل أفلام المفتش الطاهر وعمر ڤتلاتو، أما بالنسبة للعربية والمصرية نود بلا شك عرض أفلام عربية، وقد جربنا أفلاما مثل عمارة يعقوبيان وغيرها، ولكن للأسف كما تعلم لا توجد قاعات سينما في الجزائر، وهو ما يحدد الاختيار في النهاية. وحسب معلوماتي هناك عدة مشاريع مركبات سينمائية ستفتح خلال السنتين القادمتين في الجزائر، وهي مراكز تضم عدة قاعات سينما وقد تم توقيع العقود رسميا لإنشاء هذه المشاريع.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات