38serv

+ -

توصلت غينيا وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بين البلدين، بعد سنوات من التوتر والقطيعة في أعقاب حرب الأيام الستة (وهي التسمية العبرية لحرب 1967)، وجمع رئيس غينيا المسلمة ألفا كوندي كل وزرائه للقاء وكيل الخارجية الصهيوني دوري غولد للتباحث معه حول التعاون ضد “الإرهاب”.

 في هذا الإطار، بدأت أول خطوات التطبيع بتبادل السفراء بين البلدين، بعد أن عقد لقاء بين المسؤول الإسرائيلي الكبير دوري غولد في العاصمة الغينية والرئيس الغيني ألفا كوندي، حيث أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن مديرها العام، دوري غولد، وقع في باريس على اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين “إسرائيل” وجمهورية غينيا، الواقعة في غرب إفريقيا.وأضاف غولد أن “عدد الدول في القارة الإفريقية التي لم تفعل ذلك (أي لا تقيم علاقات مع إسرائيل) آخذ بالتقلص ونحن نأمل ألا يكون هذا العدد موجودا في الفترة القريبة”. وأشار إلى أن نتنياهو اتخذ “قرارا إستراتيجيا” بتعزيز وتحسين العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية مع إفريقيا.وفي السياق، أشارت صحيفة “هآرتس” العبرية إلى أنه تم الاتفاق خلال الاجتماع على استكمال عملية تبادل السفراء بين البلدين، بينما بينت إذاعة الاحتلال أن هذه الزيارة هي الأولى لدبلوماسي إسرائيلي لهذه الدولة منذ عشرات السنين”. ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم وزارة الخارجية، إيمانويل نحشون، أن غولد بحث مع الرئيس الغيني ووزرائه “الحرب على الإرهاب”، والتعاون في مجالات الزراعة والصحة. كما بحث غولد إمكانية تبادل التعاون بين البلدين في المنتديات الدولية، بالإضافة إلى دور غينيا في تعميق التواجد الإسرائيلي بدول غرب إفريقيا.وأوضحت الصحيفة أن زيارة غولد كانت لدولة غينيا وتعتبر هده الزيارة خطوة عملية أولى لإعادة تطبيع العلاقات بين البلدين، مشيرة إلى أنه تم الاتفاق على استئنافها خلال الزيارة الأخيرة لنتنياهو لدول إفريقيا.“إسرائيل تعود إلى إفريقيا.. وإفريقيا تعود إلى إسرائيل”“إسرائيل تعود إلى إفريقيا وإفريقيا تعود إلى إسرائيل”. هكذا وصف نتنياهو رئيس وراء الاحتلال زيارته لأربع من دول حوض النيل، بدأها بأوغندا ثم كينيا وإثيوبيا وانتهت في العاصمة كيغالي برواندا من اليوم الرابع والخامس والسادس والسابع من شهر جويلية الفارط. وتهدف زيارته إلى استقطاب حلفاء جدد لوقف الإدانات الإفريقية ضد ممارسات إسرائيل في فلسطين، ويأتي ذلك من خلال خلق تحالفات جديدة واستقطاب دول إفريقية كانت تقف ضدها، وذلك لأن نجاح الدول العربية الإفريقية في خلق قرار دولي وأممي إفريقي يزعج القيادات الإسرائيلية وهو ما تسعى إسرائيل إلى وقفه.ويتضح ذلك من خلال اهتمام الصحف الإسرائيلية، بالحديث عن إفريقيا التي تضم 54 دولة، يمثلون بـ 54 صوتا في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى أنه وفقا لتكهنات الأمم المتحدة سيبلغ عدد سكان إفريقيا خلال العقود المقبلة 2.5 مليار نسمة، وهو ما يعني ربع سكان العالم وهو ما لا ينبغي تجاهله.وبهذا الخصوص، قال المتحدث السابق باسم منظمة الوحدة الإفريقية، إبراهيم دقش: “إفريقيا من أكثر قارات العالم المؤيدة للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية والإقليمية، وسبق أن اختارت إسرائيل مواقف معادية للدول الإفريقية (لم يوضحها) قد لا تساعدها في إقامة علاقات معها بسهولة”.وتابع: “موقف منظمة الوحدة الإفريقية من القضية الفلسطينية عام 1973، تم اتخاذه باعتبارها واحدة من قضايا التحرر، وظلت إسرائيل تعارض موقف الاتحاد الإفريقي واعتبرته منحازًا للفلسطينيين ضدها”.كما أوضح محدثنا أن إسرائيل لديها علاقات دبلوماسية مع 11 دولة إفريقية، مستبعدا أن تجدد تل أبيب طلبها بعضوية مراقب في الاتحاد الإفريقي، لعدم توفر الشروط (لم يوضح طبيعتها)، مشيراً أن الطلب الإسرائيلي بهذا الخصوص سبق أن رفض مرتين، عامي 1976 و2014.وذكر دقش أن 31 دولة إفريقية قطعت علاقاتها مع إسرائيل منذ عام 1973 بقرار من منظمة الوحدة الإفريقية، تضامنا مع مصر التي خاضت حربا ضد إسرائيل آنذاك، وفقا لتعبيره.تحرك إسرائيل المكثف في إفريقيا حاليا يستهدف بشكل أساسي منطقة “القرن الإفريقي”ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي، الدكتور صالح النعامي، في تصريح لـ”الخبر”، أن تحرك إسرائيل المكثف في إفريقيا حاليا يستهدف بشكل أساسي منطقة “القرن الإفريقي” على وجه الخصوص التي تضم كلا من كينيا والسودان وأثيوبيا وأرتيريا والصومال.وبين محدثنا: “على الرغم من أن وزارة الخارجية هي التي تتولى بشكل نظري المسؤولية عن تنسيق السياسات الإسرائيلية في إفريقيا، فإنه مما لا شك فيه أن الطرف الذي يلعب الدور المركزي والأساسي في هذه المنطقة هو جهاز “الموساد” الذي يعمل في الخفاء في الكثير من العواصم الإفريقية”.وشدد صالح النعامي أن تفويض “الموساد” بالقيام بهذا الدور، له علاقة بشكل أساسي بالدور التآمري الذي يسم دائما تحرك هذا الجهاز، لاسيما على صعيد العمل على المس بالأمن القومي للدول العربية في إفريقيا أو المطلة على البحر الأحمر.وعن سبب اهتمام إسرائيل بالقرن الإفريقي يجيب محلل الشؤون الإسرائيلية: “اهتمام إسرائيل في القرن الإفريقي لا ينحصر فقط في محاولة التأثير على الأمن القومي المصري من خلال محاولة المس بحصة مصر من مياه النيل، بل يتعداه إلى تحقيق أهداف إسرائيلية كبيرة، فالقرن الإفريقي يشرف على باب المندب، الذي تمر من خلاله 20٪ من التجارة الخارجية لإسرائيل”.ويكمل محدثنا: “ومما لا شك فيه أن تصاعد دور تنظيم “القاعدة” والجماعات المرتبطة به في هذه المنطقة وتحديدا في الصومال زاد من حاجة إسرائيل إلى التواجد في المنطقة، وتدخل إثيوبيا كدولة مقربة من إسرائيل في الشأن الصومالي أسهم في تسهيل المهمة على إسرائيل”.ويختم النعامي المختص في الشؤون الإسرائيلية: “هناك مؤشرات على أن إسرائيل وظفت الاحتلال الإثيوبي لأجزاء واسعة من السودان في منح “الموساد” مواطئ قدم في هذه الدولة الممزقة، خشية أن يتحول عناصر التنظيم للمس بالسفن الإسرائيلية التي تبحر في المحيط الهندي والبحر الأحمر، خاصة في ظل ازدهار عمل القراصنة الصوماليين”.وتقيم إسرائيل حاليا علاقات مع 16 دولة إفريقية، كما أن رجال أعمال إسرائيليين يعملون في دول إفريقية لا تقيم علاقات مع إسرائيل.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات