38serv
خلفت محاولة اختطاف الطفلة “جيهان.ب”، 8 سنوات، الأحد 28 أوت الجاري، حالة من الغضب والخوف وسط سكان حي دوار الديس أكبر الأحياء الشعبية في ولاية باتنة، خاصة في غياب الدوريات الأمنية التي من شأنها توفير الحماية لأطفالهم، في ظل تسلط عصابات المخدرات والمهلوسات على الحي منذ سنوات.
الزائر لـحي دوار الديس يلفت انتباهه تركيبته العمرانية المعقدة وأزقته الضيقة والشوارع المتداخلة، ما عبّد الطريق لعصابات إجرامية بسطت نفوذها وزرعت الرعب في نفوس السكان وفرضت عليهم لغة السيوف والسواطير والكلاب.الغريب عن المنطقة يستحيل عليه دخول أحياء بوعقال 1 و2 من الجهة السفلية، وحي تامشيط من الجهة العلوية وطريق تازولت عندما يبسط الليل نفوذه، والثابت أيضا أنك لا تكاد تفرق بين حدود مسكن عن الآخر خاصة في الشوارع الداخلية.كشفت قضية اختطاف الطفلة جيهان إلى حد بعيد ما تخبئه شوارع وأزقة حي دوار الديس الذي يتميز بكثافة سكانية غالبيتها من الفئة الكادحة من المجتمع (15 ألف نسمة)، وهي الفئة الهشة التي استغلتها الجماعات الإرهابية أثناء الحقبة السوداء خلال تسعينات القرن الماضي.يقول إلياس، صاحب صيدلية على مستوى الشارع الرئيسي، إن حظر التجوال الذي تفرضه هذه العصابات يبدأ بعد الساعة منتصف الليل، حيث تتحول بعض الأزقة إلى أماكن لبيع كل أنواع المخدرات والمهلوسات.وأكد محدثنا الذي نشأ وتربى في هذا الحي منذ نعومة أظافره أن دوار الديس يحتاج إلى مقرات أمنية جديدة لتوفير الأمن للسكان، خاصة مع تزايد حالات الاعتداءات. ويشاطره الرأي “محمد” العامل بمقهى على مستوى الحي الذي أكد أن أغلب الاعتداءات تحدث تحت جنح الظلام، خاصة بعد صلاة العشاء، حيث تنطلق تحركات غريبة داخل عدد من المنازل المعروفة كنقاط بيع للمخدرات في غياب مصالح الأمن.ويروي بعض سكان الحي ممن تحدثت “الخبر” معهم حادثة وقعت، مؤخرا، حيث هاجمت إحدى العائلات مقر الأمن الحضري الثالث على مستوى الحي لتحرير أحد المسبوقين قضائيا بمشاركة أصدقائه، وهو الخبر الذي لم تؤكده أو تنفه مصالح الأمن. وحسب ممثل الحي “ت.سبتي”، فإن ما يحدث أضحى يشكل خطرا على الأمن العام، لاسيما بسوق الخضر واللحوم أو ما يعرف بسوق “العواوطة” الذي تحول إلى أرض خصبة لترويج وبيع الخمور والمخدرات.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات