38serv
وصف المرشح اليميني للرئاسيات الفرنسية، فرانسوا فيون، الاستعمار الفرنسي، بأنه “تبادل للثقافات”، واستنكر مواقف كل من اعتبر “الظاهرة الاستعمارية بمثابة شر سقط على البلدان التي قامت فرنسا بغزوها”، موضحا أنه سوف يسعى لتغيير كتابة تاريخ فرنسا في مستعمراتها السابقة، حتى يعطي وفق ما جاء في تصريحاته “نظرة مغايرة للأجيال عن الاستعمار”.طرح المرشح للرئاسيات الفرنسية، فرانسوا فيون، الذي يعتبر أكثر المرشحين اليمينيين قربا من طروحات اليمين المتطرف، نظرة مغايرة لما يعتبر في فرنسا “تاريخ المستعمرات”، واقترب في خطاب ألقاه في “سابلي سور سارث” خلال تقديم برنامجه الرئاسي، من روح قانون “تمجيد الاستعمار” الذي صدر في فيفري 2005، وقال: “فرنسا ليست مُذنبة، لأنها أرادت أن تتقاسم ثقافتها مع شعوب إفريقيا وآسيا وأمريكا الشمالية، ولا يجب أن تهان بتهمة الاستعمار”.وذهب فيون إلى حد إعادة النظر في البرامج التعليمية الفرنسية التي تدرس، حسبه، تاريخ فرنسا في مستعمراتها القديمة بشكل سلبي. وقال في لقاء صحفي نقلته صحيفة “لكسبريس” الفرنسية، إنه يطالب بحذف البرامج التربوية التي تجعل الفرنسيين يشعرون بالذنب لاستعمارها عدة دول، موضحا أن فرنسا “ليست هي من اخترعت الرق والعبودية”. وتسير تصريحات فيون على نهج تركه الرئيس الأسبق جاك شيراك، الذي كان السباق للحديث عن “إيجابيات الاستعمار”، حينما أشاد بما وصفه “الوجود المُثمر لفرنسا”.وتندرج ذات التصريحات ضمن انحراف خطير في اتجاه مواقف اليمين المتطرف، بالأخص حينما تحدث فيون عن ضرورة “تدريس تاريخ مغاير للأطفال الفرنسيين، حتى لا يشعرون بالخجل من ماضيهم”.ويسير فيون حسب ما يبدو على خطى قانون تمجيد الاستعمار الذي تحدّث عن “الوجود الفرنسي في إفريقيا وآسيا، بدل استخدام تعبير استعمار، وأشار ذات القانون إلى أن هذا الوجود “نقل الحضارة إلى هذه البلدان وأخرجها من التخلف”.وتناول، من جهته، نيكولا ساركوزي، الذي يتصور أنه عائد لرئاسة الجمهورية الفرنسية مثلما عاد الجنرال ديغول للحكم سنة 1958، في كتاب صدر الأسبوع الفارط بعنوان “فرنسا إلى الأبد”(منشورات بلون)، “حرب الجزائر”، من زاوية “الدور الإيجابي الذي قام به الحركى”. وتحدث ساركوزي في كتابه الذي حقق مبيعات قياسية خلال الأسبوع الفارط عما أسماه “التضحيات الجسام للحركى”. علما أن مواقف ساركوزي من ماضي فرنسا الاستعماري تغيرت بعد 2010، إذ تبنى سنة 2006 خلال زيارة “صداقة” للجزائر، مواقف مناهضة لتصريحات شيراك، حينما وصف “النظام الاستعماري بأنه نظام غير عادل، أوجد الكثير من الآلام”، بيد أن وقع الأحداث ومحاولات اليمين التقرب من طروحات الوعاء الانتخابي لليمين المتطرف، جعلته يغير رأيه ويبدي مواقف متطرفة. وسبق لساركوزي أن صرح خلال شهر مارس الفارط قائلا: “على فرنسا أن تكف عن الاعتقاد أنها كانت في الجانب الشرير”. في إشارة منه إلى “مرحلة حرب الجزائر”.وكانت مواقفه بمثابة رد فعل على تصريحات سابقة للرئيس فرانسوا هولاند الذي وصف النظام الاستعماري بأنه “قام على نكران تطلعات الشعوب لكي تتحكم في مصيرها”. ويبقى آلان جوبي، هو المرشح اليميني الوحيد الذي لم يدل بأي تصريحات تعيد النظر في “حرب الجزائر”، وفي تاريخ فرنسا الاستعماري، في حين ترشح أراء كثير من المتابعين أن تزداد الحملة الانتخابية في فرنسا ارتباطا بماضي فرنسا الاستعماري وبحرب الجزائر بالذات.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات