38serv
أعلن المرشحون للانتخابات التمهيدية لتياري الوسط واليمين لخوض رئاسيات 2017 الحرب على مسلمي فرنسا، فما هو سلاح محاربتها؟ بالتأكيد مع كل ما عرفته نهاية الأسبوع الحافلة بخطابات اليمين التقليدي التي لاتزال تحمل ذهنية الحاكم وليست لديها ثقافة الحوار، بدءا بتصريحات فرانسوا فيون الذي يريد وضع ميثاق اللائكية وفرضه على المسلمين بسن بند حسن السير، لكنني أظن أنه بعد قوله إن الجنرال ديغول لم يكن متابعا قضائيا، مشيرا إلى أحد منافسيه، هذا يعني أن الحملة الانتخابية ستكون حامية الوطيس بين بعضهم البعض. وما يحدث بالنسبة إلى قضية المساس بالإسلام نجد نيكولا ساركوزي من جهة، الذي يحاول جذب أصوات اليمين المتطرف لمارين لوبان كما هو معروف عليه باستخدام ورقة الهوية والإسلام في فرنسا، ومن الجانب الآخر نرى الرد المعاكس التكتيكي لآلان جوبيه على منافسه الذي يتحدث هو الآخر عن مسألة التجمع العائلي، ويوظف مصطلح الجانب الإنساني، بينما لم يتم التكلم عنه بتاتا في الماضي، وأنا لاأزال أذكر في السياق ذاته قانون دوبريه.ما تعليقكم حول اقتراح نيكولا ساركوزي سنّ قانون يمنع ارتداء “البوركيني” على الشواطئ وداخل المسابح؟ ليست طريقة مجدية لاحترام نمط العيش على الطريقة الفرنسية، وإلى أين سنذهب هكذا؟ وهل سيتم منع طاقية “كيبا” اليهود في الشوارع؟ وهل سيتم منع خمارات الأخوات المسيحيات في الشوارع؟ يجب طرح كل هذه الأسئلة على ساركوزي لاسيما أن مسألة “البوركيني” دام الجدل فيها لأزيد من شهر، بينما توجد هناك مواضيع أخرى أهم بكثير من “البوركيني”، وما حصل في نيس تلك الصورة التي تظهر امرأة بصدد نزع قميصها أمام رجال الشرطة، هذه المرأة التي تعد ربة منزل تهان، وما هو مقدس لدينا في العالم الإسلامي في الوقت الذي تجاوز هذا اللباس الذي شغل حيزا أكبر مما يستحقه، والحمد لله أن نتيجة مجلس الدولة جاءت لتخفف من الضغط، وهذه الهيئة القضائية لا تندرج ضمن وعاء انتخابي، وإنما ذكرت بالقوانين، وهذا ما أراحنا، وهنا أرغب في ذكر البيت الشعري للجزائري مالك حداد عندما قال “ما أجمل فرنسا عندما تنطق بالحق”.وماذا عن الساسة في الحكومة الاشتراكية على رأسهم مانويل فالس الذي دعم قرارات “أميار” الجمهوريين، وقال إن النقاش لم يغلق بعد نتيجة مجلس الدولة؟ أقول له كفى يجب وقف كل هذا، فهو مثله مثل نيكولا ساركوزي يضع مسألة الإسلام في قلب اليمين المتطرف، باستعماله كمادة سريعة الالتهاب، وهو بذلك يقوم بسكب الزيت على النار فقط.كيف حضرتم أنفسكم لليوم التشاوري من أجل مؤسسة إسلام فرنسا الذي عقده وزير الداخلية برنار كازنوف، لاسيما أنكم من بين الممضين على قائمة الـ41 من ثلة أعضاء الشريحة المسلمة؟ نعم لقد كنت من بين المدعوين، ولقد قمنا بإطلاق نداء بمعية مجموعة من إطارات المجتمع المدني بفرنسا من الانتماء الإسلامي، منهم رؤساء أقسام مستشفيات ومهندسون وأساتذة ومثقفون، أمضوا على لائحة الـ41 شهر أوت الفارط، مباشرة بعد اغتيال القس داخل كنيسة سانت إتيان دوروفري، تم الإعلان من خلالها تولي إطارات مسلمي فرنسا زمام الأمور واستلام المسؤولية، لأننا أحسسنا بأن هناك خطرا يحدق بنا في بلدنا فرنسا، لكن للأسف لم يتم أخذ اقتراحنا بعين الاعتبار حول الشخصية التي سترأس مؤسسة إسلام فرنسا، والتي كنا قد اقترحنا أن تكون شخصية مسلمة إلى جانب جون بيير شوفنمان، خاصة أن هذا الأخير الذي تم تعيينه من قبل فرانسوا هولاند سبق أن دعا مسلمي فرنسا إلى الاحتشام، وأنا لا أبارك تنصيب شوفنمان على رأس مؤسسة إسلام فرنسا، وكان من الأجدر وضع شخصيات ذات كفاءة عالية من أجل التسيير بكل شفافية، وعلى الدولة الانسحاب شيئا فشيئا.هل تعتقدون أن موقع الإسلام في فرنسا هو المشكل الجوهري بالنسبة للفرنسيين اليوم؟ لا أعتقد ذلك، أظن أن مشاكل الفرنسيين الحقيقية اليوم في فرنسا تكمن في توفير الشغل والقضاء على البطالة والملفات الاقتصادية، والصحة والتعليم بعيدا كل البعد عن مكانة الإسلام والمسلمين في فرنسا، وهذا ما أعتقد أنه فبركة إعلامية سياسوية، ذات طابع سياسي محض أكثر منه إعلاميا، وللأسف الشديد يقع المسلمون كرهائن كلما كانت هناك انتخابات في فرنسا.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات