38serv
تتواصل بمدينة بجاية لليوم الثاني على التوالي، فعاليات الطبعة الرابعة عشر للقاءات السينمائية التي تنظمها جمعية بروجيكت هورت المتخصصة في المجال السينمائي، وفي اليوم الثاني، تبيّن أن تصالح الجمهور مع قاعات الشاشة الكبيرة أصبح حقيقة لا غبار عليها، حيث امتلأت قاعة السينماتيك عن آخرها والتشوق لمشاهدة أفلام جديدة بارز على وجوه العشرات من الشباب من الجنسين ومن عشاق الشاشة الكبيرة.
برمجت التظاهرة خلال اليوم الثاني للجمهور الواسع، مجموعة من الأفلام المنتجة حديثا بفرنسا والجزائر، حيث عرض فيلم “سمير وسط الغبار” للمخرج الشاب محمد أوزين من الجزائر، من النوع الوثائقي الطويل، من تمويل مشترك فرنسي قطري وجزائري. ويحكي الفيلم قصة مقبرة مهملة ومرمية بين أطراف وادي صغير في الحدود الجزائرية المغربية تحمل اسم مقبرة سيدي عمر بسبب احتضانها لجثة الوليّ المحشورة في ضريح صغير لا يليق بمقام الرجل وكل ما فعله في حياته.استمتع الجمهور بعرض الفيلم الثاني الطويل من بوركينافاسو بعنوان “مصنع فاسو فاني” للمخرج ميشال زنكو وعالج قضية التسريح الجماعي لآلاف العمال مرة واحدة، وانعكاسات ذلك على النواحي الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية، وركّز على الشقاء والمعاناة التي تولدت عند عائلات العمال المسرّحين، وأرجع السبب في ذلك إلى التسيير الرأسمالي الأعمى للاقتصاد العالمي، الذي لا يعير اهتماما لاقتصاديات الدول الصغيرة، وقد تأثّر الجمهور كثيرا بكثير من لقطات العرض خاصة الاجتماعية الدرامية منها، واستحضر الكثير من الحضور تلك المرحلة الصعبة التي عرفها الشعب الجزائري بعد انتقاله من الاشتراكية إلى اقتصاد السوق مع بداية التسعينيات.عرفت السهرة السينمائية عرض فيلمينـ أحدهما من النوع القصير بعنوان “فيراري 430” مدته 21 دقيقة للمخرج المغترب ياسين قنية من فرنسا، والذي عالج قضية الفقر المدقع والحرمان الاجتماعي الذي تتعرض له الجالية الجزائرية في فرنسا وانكسار جميع طموحاتها عند جدران الاغتراب الثقافي، كان كان ختام السهرة مع الفيلم الطويل الذي حمل عنوان “600 أورو” وهو المبلغ الذي يلخّص معاناة الآلاف من الجزائريين المقيمين في أرض فرنسا، محنة لها بداية وليست لها نهاية. ولمواجهة الواقع بمرارته سقط الشباب في أحضان التناقضات والتجاذبات السياسية الفرنسية التي لم تفدهم في شيء مهما كانت الجهة التي يدعمونها لبلوغ هرم السلطة في فرنسا.للتذكير، فإن المخرج داميانو أنوري صاحب فيلم “قنديل البحر” الذي أبهر به الجمهور، قد أكد خلال لقائه مع الصحفيين، أن لقاءات بجاية حققت نجاحا كبيرا وأعادت الأمل لعشاق السينما، خاصة مع تصالح الجمهور مع القاعات السينمائية، الأمر الذي استبشر به المخرجين السينمائيين.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات