الجزائر تنهي تصفيات الـ"كان" بهجوم ناري

38serv

+ -

أنهى المنتخب الوطني لكرة القدم تصفيات كأس أمم إفريقيا المقررة بالغابون مطلع العام المقبل، في المركز الريادي في مجموعته العاشرة وبأحسن خط هجوم، في التصفيات برمتها، وفي تشكيلته أيضا أحسن هداف، وهو ما يرفع سقف طموحات الجمهور الكروي الجزائري في رؤية “الخضر” يعانقون التاج الإفريقي بعد لقب واحد متواجد في الخزينة منذ 1990.

بعد سيطرته المطلقة في المجموعة العاشرة بحصده 16 نقطة من أصل 18 ممكنة، وإنهائه التصفيات كأحسن خط هجوم في المجموعات كلها، بوصول رفاق سليماني إلى الشباك في 25 مرة بستة مقابلات، وبتصدر سوداني طليعة الهدافين بإمضائه سبعة أهداف، هل يمكن القول إن ثوب المرشح لنيل التاج الإفريقي سيكون بمقاس المنتخب الوطني في خرجته القادمة إلى الغابون، عكس مقاس الدورة الفارطة بغينيا الاستوائية، العام المنصرم، حينما خرجت تشكيلة كريستيان غوركوف فارغة اليدين ومن الدور ربع النهائي أمام كوت ديفوار..؟؟سؤال يطرحه المناصر الجزائري الذي يحلم برؤية رفاق أحسن لاعب في البريمرليغ، رياض محرز، يتوجون باللقب القاري في دورة الغابون القادمة التي ستعرف منافسة شديدة من منتخبات عادت إلى الواجهة، كما هو الحال بالنسبة للمنتخب المصري والمغربي وحتى التونسي، دون أن ننسى منتخبات لها باع في المنافسة الإفريقية، كما هو الشأن بالنسبة للكامرون والكونغو الديمقراطية وغانا وبدرجة أكبر المنتخب السينغالي الذي أنهى التصفيات بالعلامة الكاملة.صحيح أن المنتخب الجزائري بحلة المدرب الجديد ميلوفان راييفاتس في مباراة أول أمس، حافظ على التقاليد بفوزه بنتيجة عريضة أمام منافس محدود جدا من حيث الإمكانات، لكن بدا للعيان أن عملا كبيرا ينتظر التشكيلة للوصول إلى “فورمة” المنتخب المرشح لتسيد القارة السمراء وفي ملاعب هذه القارة التي غالبا ما تحمل في طياتها مفاجآت غير سارة لأندية الشمال..مباراة لوزوتو ليست معيارا لـ«الخضر”وبالرغم من سداسية لوزوتو، إلا أن المدرب الوطني، بعد نهاية المقابلة، بدا مقتنعا بأن اللقاء لن يكون معيارا له، حتى وإن أخذ معلومات وافرة عن إمكانات كل لاعب في التشكيلة الوطنية، وهو ما يفسر قوله: “مباراة الكامرون ستكون بمثابة الاختبار الحقيقي لنا”، قبل أن يضيف: “يصعب علي تقييم مباراة اليوم (أول أمس)، فلقد لاحظت إيجابيات وسلبيات، سأشرحها في الأسابيع المقبلة”.كلام راييفاتس يدل على أنه وقف على بعض السلبيات سيركز عليها مستقبلا لتفاديها في المباراة القادمة أمام الكامرون يوم 09 أكتوبر القادم، برسم تصفيات مونديال روسيا.وقد باشر التقني راييفاتس، أول أمس، ورشته في مباراة لوزوتو، لاسيما في المحور الدفاعي لـ«الخضر” وفي التنشيط الهجومي، بغض النظر عن عدد الأهداف المسجلة، لأن المنافس لم يكن في المستوى ولم يكن حتى قادرا على “دغدغة” الحارس رايس وهاب مبولحي الذي لن يغسل لباسه للمباراة القادمة، حيث حافظ عليه نظيفا طيلة الـ 90 دقيقة.التنشيط الهجومي ومحور الدفاع في الواجهةقد يقول البعض إن المنتخب الوطني ليس لديه مشكل إطلاقا في الهجوم، متحججين بأرمادة اللاعبين الممتازين الذين ينشطون القاطرة الأمامية من أمثال محرز، سوداني وسليماني وبودبوز وغيرهم.. ويتحججون أيضا بالكم الهائل للأهداف التي سجلها “الخضر” في التصفيات، لكن نهائيات كأس أمم إفريقيا ليست التصفيات، والمنتخبات المشاركة في الغابون ليست هي المنتخبات التي واجهناها في التصفيات، والدليل ما حدث في مباراة كوت ديفوار في ربع نهائي دورة غينيا الاستوائية حيث عجز الخط الأمامي عن اختراق الدفاع الإيفواري.. وحتى في الشوط الثاني من مباراة أول أمس وجدت العناصر الوطنية صعوبة في الوصول إلى حارس لوزوتو، بحكم إعادة تموقع لاعبي المنافس في منطقتهم بطريقة جيدة، وهو ما صعب من مهمة محرز وبراهيمي وسوداني.نقطة أخرى تثير المخاوف وقد تكون كابوسا في حلم الجزائريين، وهو المحور الدفاعي للمنتخب، إذ لحد الساعة لم يشاهد الجمهور الكروي الجزائري “ثنائي الأمان” في هذا المنصب الحساس، وهو ما دفع المدرب الوطني راييفاتس إلى تجريب كارل مجاني وهشام بلقروي في البداية، قبل أن يهتدي إلى مجاني وكادامورو الذي لعب، للأمانة، 45 دقيقة في المستوى، وقد يكون الخيار الأول للمدرب في حالة حفاظه على لياقته ولعبه في فريقه سيرفيت دو جونيف السويسري.ويملك المدرب الوطني، ميلوفان راييفاتس، بديلا آخر في حالة عجزه في ورشة المحور الدفاعي، وهو تعزيز خط وسط الميدان الاسترجاعي، فثنائي الارتكاز نبيل بن طالب وسفير تايدر، قد يجهضان هجمات المنافس في دائرة وسط الميدان، مع الاعتماد على نقطة الضغط على حامل الكرة في منطقته، وهو ما تجلى أول أمس لاسيما في المرحلة الأولى من اللقاء التي دخلتها العناصر الوطنية بأكثر انضباط، عكس المرحة الثانية التي شهدت تراخي بعض العناصر لسهولة المنافس ولنتيجة الشوط الأول.كل هذه المعطيات يكون المدرب الوطني الجديد ميلوفان راييفاتس، قد وضعها في الحسبان، قبل معاينة عمله بشكل واضح في المقابلة القادمة أمام الكامرون.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات