38serv
حاول مفتي “الدم والنار” بالجزائر، أبو قتادة الفلسطيني، تبرير الفتاوى الدموية التي كان يرسلها من لندن إلى الجزائر، خلال التسعينيات، بـ«عذر أكبر من ذنب”، عندما قال إن “الجماعات الإسلامية ومنذ سبعين سنة، تعيش الحالة نفسها، ونهاياتها كانت متشابهة وأفقها كان مسدودا عندما يزج بأفرادها بالسجون، وجعل هذه الجماعات لا تستفيد من تجربة حياتها”.أبو قتادة، صاحب فتوى قتل الأطفال وسبي النساء بالجزائر. الفتوى التي فعلت فعلها في أطفال ونساء الجزائر بمجازر مروعة، ارتكبت بمناطق عدة من الوطن، قال إنه “استفاد كثيرا من هذه التجربة”، لكنه لو يوضح وجه الاستفادة. هل حقق مراده بأن وصلت فتواه الغادرة إلى أعناق أطفال الجزائر ونسائها؟ أم إنه استفاد من هذه التجربة كونه صحا على حقيقة أنه كان مخطئا؟ وما علاقة قوله بأن الجماعات الإسلامية منذ سبعين سنة ظلت تراوح مكانها بفتاويه الغادرة بالجزائر؟ وهل يقصد بذلك أن الجماعات الجهادية طال انتظارها دون أن تحقق شيئا، وبالتالي، كان عليها أن تنتقم من الأنظمة، وفي الجزائر من النظام الجزائري، بإفراغ غلّها على القرى والمداشر بقطع أعناق الأطفال وسبي النساء؟وألمح “أبو قتادة” إلى انخداعه من بعض الجماعات الجهادية التي أوصلته إلى المشاركة في التجربة الجزائرية.. وفي هذا التفصيل يبدو أن الرجل ندم على أفعاله بالجزائر، متحدثا لصحيفة “المسرى” الجهادية، عن خلاصة ما استفاده من التجربة الجزائرية التي رُبط اسمه بها، واتّهمه ناشطون وجهاديون بإطلاق فتاوى خطيرة، مثل “سبي النساء وقتل الأطفال” وغيرها.. فهل ندم لأنه استيقظ على حقيقة أن ما كان يروّج بالجزائر وعنها في الخارج، لم يكن بذلك الحجم من الكارثية، وبالتالي لم يكن هناك داع لإصدار فتاوى القتل والسبي؟ لكن أبو قتادة فعلها وكانت الفاتورة غالية دفعها نساء وأطفال وشيوخ وشباب الجزائر.يقول أبو قتادة: “أنا في الحقيقة ضعيف اجتماعيا في صلاتي مع الناس الطيبة.. إلا أني لا أعرف الناس، لم أتاجرهم، لم أبتع، لما دخلنا في نصرتهم عن طريق الجماعات التي زكت الجهاد في الجزائر، فأنا دخلت في نصرة الجهاد الجزائري من خلال تزكية الجماعات، فدخلنا فيها على وفق الكلمة، وفق الصدق، وإذا الواقع غير ذلك، والكلمات لها دلالات في أذهان الناس كثيرة. والواقع أننا كنا نظن أن الناس إذا ارتفعوا إلى الجهاد خرجوا من أطر المساجد، لكنني وجدت الناس يحملون مشكلات المساجد إلى الجبال، كما أنهم يحملون الآن في سوريا”.وحول اتهامه بـ«فتاوى الإجرام” في الجزائر، قال “الانحراف في داخل الجزائر حُمِّلتُه فماذا أقول يعني؟ هذه قضية تاريخية، ولو فتحتها الآن لكانت هناك الفوائد العظمى لأعدائنا أكثر من الفوائد لنا، ولن يكون فوائد إلا فقط وكأنني أنتقم لنفسي، وأنا لا أريد هذا”. وأضاف “أنا راض أن أذهب إلى ربي على هذه الحالة، وأنا متيقن أني ذاهب إلى ربي وأنا مظلوم في هذا الأمر، ولكن الناس هم الناس”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات