38serv
في تطور جديد على صعيد الملف السوري، توصلت روسيا والولايات المتحدة إلى اتفاق يتلخص في بنود أهمها تطبيق هدنة تبدأ ليلة الغد، يليها انسحاب جميع الأطراف من الطريق الرئيسي شمال حلب، ووقف القتال جنوب وغرب المدينة، ثم الشروع في إيصال مساعدات إنسانية. ويأتي الاتفاق في وقت نجحت القوات السورية وحلفاؤها في إحداث عدة اختراقات وتقدم على عدد من المحاور، فضلا عن فتح طرق منها الراموسة.
أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف أن الحكومة السورية والمعارضة وافقتا على الاتفاق، وهو ما يحمل دلالات كثيرة على مستوى التطورات الميدانية، في وقت يجهل فيما إذا كانت كل الأطراف ستتقيد بالهدنة المعلنة.وسارع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من جنيف إلى التأكيد أنه رغم كل المعوقات فقد “نجحنا في إعداد وثيقة للتنسيق بمواجهة الإرهاب”. بالمقابل، أكد جون كيري أنه لن يسمح بموجب الاتفاق لا للنظام السوري ولا للمعارضة بشن هجمات في حلب.ومن بين بنود خطة العمل التي أعلن عنها إنشاء مركز للتنسيق الأمريكي الروسي من أجل محاربة تنظيمي “داعش” و«النصرة”، وفصل “المعارضة المعتدلة” عن التنظيمات الإرهابية، وقد شكلت هذه النقطة تباينا في مواقف القوتين من قبل، من حيث إرادة واشنطن إدراج تنظيمات اعتبرتها موسكو إرهابية، وقد شدد لافروف على أن التنسيق مع الأمريكيين سيقتصر فقط على الغارات الجوية وقتال الإرهابيين، ومن المقرر أن يتم الشروع في إيصال مساعدات إنسانية إلى مناطق سورية مختلفة، مع تطبيق بنود الاتفاق.ويفتح اتفاق الهدنة المجال للانتقال إلى إعادة بعث مسار المفاوضات السياسية المتعثر، ولكن في ظروف مختلفة، بالنظر إلى إضعاف كل من تنظيمي “داعش” و«النصرة” من جهة، وتدعيم الجيش السوري وحلفائه لموقعهم التفاوضي، جراء تحرير جزء من التراب السوري، بما في ذلك الجزء الأكبر من حلب، من جهة أخرى.وقد دعا كيري ما اعتبره “المعارضة المعتدلة” إلى فصل نفسها عن المجموعات الإرهابية، في حين اتهم نظيره الروسي بعض الأطراف بأنها “تريد اختصار المعارضة السورية في مجموعات معينة”، وهو ما يبين وجود بعض من النقاط الرخوة في الاتفاق، حيث أكد لافروف وجود جزء من المعارضة “يرفض التنسيق والتعاون ويطلق تهديدات للمبعوثين الدوليين ما قد يهدد الاتفاق”.من جانبها، أبدت الأمم المتحدة على لسان المبعوث الأممي إلى سوريا، ستافان دي مستورا، ترحيبها بالاتفاق الروسي الأمريكي، علما أن المنظمة الدولية قدمت مقترحات لإدخال قوافل محمّلة بالمساعدات من تركيا باتجاه حلب مباشرة، مروراً بطريق الكاستيلو، على أن لا يتم تفتيش هذه القوافل على الطريق ويتولى موظفو الأمم المتحدة داخل حلب إنزال وتوزيع هذه المساعدات.على صعيد متصل، لا تزال تفاعلات التدخل العسكري التركي في شمال سوريا تثير الكثير من الجدل، وكشفت صحيفة “ذي انديبندنت” البريطانية في آخر عدد لها أن عدة عناصر من تنظيم “داعش” تحولوا إلى العمل السري مع دخول القوات التركية إلى منطقة جرابلس في شمال سوريا، وأن هؤلاء شكلوا خلايا نائمة ولكنهم مازالوا يمثلون خطرا. بالمقابل، اعتبر المصدر نفسه أن أنقرة سبق أن غضت الطرف عن تهريب شحنات أسلحة عبر حدودها.أما من جانب حملة الجيش السوري، فإنه استطاع إعادة فتح طريق الراموسة الاستراتيجي وتأمينه في سياق النجاح الميداني الذي حققه بما في ذلك في عدة مناطق من حلب، موازاة مع إطلاقه حملة عسكرية في اللاذقية أيضا.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات