38serv

+ -

حامت الشكوك، أمس، حول وجود أطراف أخرى متورطة في جريمة قتل الطفل نصر الدين تيناكر،5 سنوات، على يد زوجة عمه “د. ص”، 25 سنة، وإمكانية ضلوع والدتها في القضية. وجه أفراد عائلة الضحية أصابع الاتهام لوالدة المتهمة، بعد أن شاهدوها، عشية الفاجعة، بتاريخ 8 سبتمبر 2016، تقف بالقرب من مسرح الجريمة،مستعملة هاتفها النقال لوقت طويل.وحسب السيد صالح، والد الطفل، في تصريح لـ”الخبر”، مساء أمس، “فإن الشكوك التي انتابت عائلتي وجيراني هي نفسها التي راودتني، لأنني بعد أن دفنت ابني رجعت وفكرت في تلك السيدة التي شاهدتها والدتي يوم اختفاء نصر الدين، وهو ما يجعلني أطالب بتطبيق حكم الإعدام في حق المتهمة، وأطالب بفتح تحقيق معمق في إمكانية وجود أطراف أخرى اشتركت في هذه الجريمة”، نافيا أن تكون زوجة أخيه المتهمة مريضة نفسيا، لأنها، حسب قوله، “لو كانت كذلك لقتلتنا جميعا”.كما نفى الروايات التي قالت إنها ارتكبت جريمتها لأنها لا تملك أطفالا، في حين أن لها ابنا يقل عمرا عن فلذة كبده بستة أشهر فقط.من جهتهم، ألح جيران وعائلة الضحية على ضرورة أن يشمل التحقيق المكالمات الهاتفية التي أجرتها المتهمة يوم اختفاء نصر الدين وبعد الجريمة، مع عدم اعتماد مصالح التحقيق واكتفائها باعتراف المتهمة فقط. كما عبر بعضهم لـ”الخبر” عن نقص التغطية ألأمنية على مستوى الحي والمدينة.الدكتور بلحيمر: “المتهمة أفرغت شحنة لا شعورية”أرجع الدكتور سعيد بلحيمر، المختص في تحليل الأعراض المرضية النفسية، ما أقدمت عليه السيدة التي وضعت حدا لحياة الطفل “نصر الدين تيناكر”، بمدينة عين الفكرون، إلى خلفيات نفسية تكون المجرمة قد عانت منها خلال فترة طفولتها، مشيرا في سياق متصل إلى أن توجيه 30 طعنة إلى جسد طفل بريء ليس إلا تعبيرا ضمنيا عن وجود جرح عميق طالما عانت منه الفاعلة، قبل أن تأتيها الفرصة لأجل أن تتخلص من تلك الشحنة اللاشعورية التي تشكلت لديها خلال صغرها في ظرف زمني وجيز.ولا يستبعد المتحدث أن تكون المجرمة قد عانت خلال فترات طفولتها من الحرمان العاطفي الحاد، مقابل معاناتها من العنف المفرط أو التمييز بينها وبين بقية إخوتها من الذكور, وهو ما جعلها تتحين الفرصة لكي تشفي غليلها في جسد طفل بريء، “وكأن بها تحاول أن تعيش طفولتها من جديد دون أن تنجح في ذلك”.ويرى الدكتور بلحيمر أن هذا النوع من المرضى عادة ما يتلذذون بارتكاب الجرائم، “مع أن الفعل يبقى ذلك الجزء الظاهر من الجبل الجليدي، بحكم أن الأعراض الخفية عادة ما تعشش لفترات أطول وسط الأعماق النفسية”، كما قال. ويبقى الأكيد، من منظور محدثنا، أن الأفكار الجهنمية المؤدية إلى الجريمة بدأت تنمو في نفسية المجرمة منذ الصغر، إلى حين توافر شتى الظروف لأجل مباشرة عملية التنفيذ، “لكن هذا لا يعني بالضرورة عدم تواجد عوامل أخرى، مع أنني أجزم بأن الفشل في تحقيق الذات أثناء الطفولة هو ما كان وراء قيام المجرمة بفعلتها بمدينة عين الفكرون”.       

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات