38serv
بعد 15 سنة من هجمات نيويورك وواشنطن التي تبناها تنظيم “القاعدة”، أو ما بات يعــرف فيمـا بعـد بـ “11 سبتمبر”، يعيش العالم اليوم كله حالة من الرعب من هجمات جديدة قد يشنها تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، بحيث تصبح معها هجمات نيويورك وواشنطن “عديمة القيمة والتأثير”. تحول “الجهاد العالمي” إلى غول يثير الرعب في أغلب الدول الأوروبية على رأسها فرنسا، هذا الغول الذي ترفض الدول الغربية الاعتراف بأنه نشأ وتكوّن بدعمها، من خلال سماح حكومات الغرب لدعاة السلفية الجهادية بالدعوة لـ “النفير” إلى سوريا لإسقاط النظام السوري بشعارات سلفية جهادية.وتشير معلومات جمعتها “الخبر”، خلال عملية تقصٍّ تواصلت عدة أشهر، إلى أنه لا أحد في العالم يمكنه توقع الهجوم القادم للتنظيمات السلفية الجهادية، كما أنه لا أحد يمكنه أن يعرف أين يوجد الدواعش المنحدرون من القارة العجوز، ولا مواقعهم.أكثر من 4 آلاف “بيعة” إلكترونية لخليفة “داعش” في أوروباقبل نحو عامين شاعت عبر شبكات التواصل الاجتماعي في العالم كله طريقة لمبايعة خليفة “داعش”، أبو بكر البغدادي، عبر “بيعات” إلكترونية على الشبكة العنكبوتية، ورصدت المخابرات المركزية الأمريكية آلاف البيعات، إلا أنها لم تفصح عن المواقع التي تمت منها مبايعة خليفة “داعش” على “السمع والطاعة في المنشط والمكره”.تقرير سري يتم تداوله على أضيق نطاق في الدول الغربية، حسب مصدر عليم للغاية، قال إن ما لا يقل عن 4 آلاف من مواطني الدول الأوروبية بايعوا البغدادي عبر الإنترنت، وهم يعتبرون أنفسهم “مواطنين” في “دولة الخلافة الإسلامية”. وقال مصدرنا إن الدول الغربية لا تنظر بكثير من القلق إلى الأشخاص الذين بايعوا خلافة تنظيم الدولة الإسلامية، بل تتخوف من الأعضاء السريين في ما يعرف “المفارز الأمنية لتنظيم الدولة” الموجودين في أوروبا. وتعني عبارة المفارز الأمنية المجموعات العسكرية السرية التابعة للتنظيم، والتي تتلقى الأوامر من قيادته في العراق وسوريا بشكل مباشر، ويعتقد أن منفذي هجمات باريس كانوا أعضاء في هذه المفارز، إلا أن المفارز الأمنية ما زالت قوية ومتماسكة بشكل يجعلها قادرة على تهديد أمن أوروبا لسنوات طويلة قادمة.من هو أمير “داعش” في أوروبا؟تتسابق أجهزة مخابرات العالم كله للظفر برأسه، ويُعتقد أنه أخطر من الخليفة العام لتنظيم “داعش” نفسه، إنه منسق تنظيم “داعش” في أوروبا، أو “أمير المفارز الأمنية” التي اعترف تنظيم الدولة بوجودها في فرنسا.وفي فرنسا تم تداول رسم بياني نُشر في وسائل تواصل تابعة له بمناسبة مرور عامين على إعلان الخلافة، وترفض أغلب الدول الأوروبية الاعتراف بالأمر بسبب مخاوف أمنية، إلا أنها تدرك تماما أن تنظيم الدولة في أوروبا ليس مجموعة من “الذئاب المنفردة”، بل “تنظيم سري” يتواصل أعضاؤه تحت الأرض، ويخططون لهجمات جديدة مؤلمة في مكان ما في القارة العجوز، بل يترأسهم أمير على منطقة أوروبا. ولكن من أين تم تأكيد وجود قيادة لتنظيم الدولة في أوروبا؟ يقول مصدر متابع للتنظيمات الإرهابية إن كل الهجمات التي تمت في دول أوروبية تبناها تنظيم الدولة بسرعة قياسية نسبيا بعد وقوعها، وهو ما يعني أن منفذي هذه الهجمات كانوا يتواصلون بشكل مباشر مع القيادة، وطبقا للتنظيم المعمول به في الجماعات الإرهابية السلفية الجهادية، فإن التواصل يتم وفقا لتسلسل هرمي، من القاعدة إلى القمة، عبر المرور بشبكة معقدة من القيادات المحلية.وتجهل كل الدول الغربية، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، العدد الحقيقي لمواطنيها أو الحاصلين على جنسيتها من الذين التحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية، “داعش” سابقا، والسبب معقد للغاية. وقال مصدر أمني إن تحقيقا أمنيا مشتركا تم عبر عدة دول، منها الجزائر والمملكة المغربية وتونس، أكد أن فرنسا وبريطانيا تضمان أخطر خلايا تجنيد جهاديين من مختلف الدول تليهما تونس.باقية وتتمدد.. أو فانية وتتبدد!يتهكم بعض أعداء جماعة “داعش” على شعارها الذي تردده “باقية وتتمدد” بعبارة ثانية “فانية وتتبدد”، إلا أن التنظيم يحصل على المزيد من المؤيدين السريين في كل يوم عبر الدعوة السرية، ويدرك صنّاع القرار في أوروبا في باقي أنحاء العالم أن الطائرات والغارات الجوية لا تكفي للقضاء على التنظيم حتى بعد دحره من كل المواقع التي يسيطر عليها الآن.ويقول الخبير الأمني الجزائري الدكتور موسى مرينق “يعرف صناع القرار في أمريكا فرنسا وفي باقي الدول الغربية أن كل الغارات الجوية التي تستهدف معاقل داعش في سوريا والعراق لن تمنع أبدا هجوما جديدا، كما يدركون أن عملية نيس وهجمات باريس قبلها ليست سوى هجمات محدودة التأثير، وأن تنظيم داعش في أوروبا أقوى بكثير منه في سوريا والعراق، والسبب أنه جماعة سرية”.الخلايا السرية لـ “داعش”يركز تنظيم “داعش” في أوروبا، حسب تقارير أمنية تم تسريبها في صحف غربية ومعلومات أخرى حصلت عليها “الخبر” خلال عملية تقصٍّ وبحث طويلة، على أن تكون الخلايا مكونة من أشخاص من نفس الجنسية الأصلية، أي أنه في حالة وجود خلية في باريس، لا يجوز أن تكون مزيجا بين مغاربة وسوريين أو مصريين، إلا في حالة واحدة، وذلك عندما يتعلق الأمر بعملية معقدة مثل التي حدثت في باريس في نوفمبر 2015 لما كان العدد كبيرا، أما في الحالات العادية فإن الخلية تتكون من جزائريين مثلا أومن مغاربة أو من تونسيين أو من سوريين، وإن أمكن أن يكون الأعضاء من نفس المدينة في الأصل أو من نفس القبيلة فذلك أفضل، والأمر يعود لتقليد عسكري يعمل به تنظيم “داعش” في سوريا، ويستمد جذوره من تنظيم الجيوش الإسلامية قبل عدة قرون، إذ يعتقدون أن المقاتل أو العضو السري يكون أكثر فاعلية عندما يكون قرب أبناء مدينته أو وطنه الأصلي. ومن هذا المنطلق جاءت عمليات الملاحقة التي تتزامن فيها اعتقالات تطال أشخاص من نفس الجنسية الأصلية.وبالرغم من إنكار الجزائريين الثلاثة الذين تم توقيفهم مؤخرا في فرنسا أنهم على علاقة مع بعضهم البعض أثناء استجوابهم من قبل المحققين، فقد عثر المباشرون للتحقيق على دليل حسي يشير إلى أن اثنين من الثلاثة تبادلوا رسائل إلكترونية غير مفهومة يُعتقد أنها مشفرة، وهما عبد الرحمن عمرود وجمال الدين عوالي. وقال مصدر أمني إن الرجلين تواجدا في إحدى ضواحي مدينة مرسيليا قبل عدة أشهر دون تمكن أي منهما من تبرير سبب تواجده بها.ويعمل المحققون حاليا على ربط الصلة بين عبد الرحمن عمرود وجمال الدين عوالي بأشخاص آخرين محل شبهة غير معروفين، تم كشف أسمائهم الوهمية أو الحركية أثناء تحقيق طويل تم خلاله فحص المئات من حسابات تويتر لجهاديين أوروبيين موجودين في أوروبا.وقال مصدر أمني جزائري إن التعاون الأمني بين فرنسا والجزائر يركز بشكل أكبر على موضوع احتمال ارتباط منفذي هجمات باريس بشبكة جهادية أكبر، قد تمتد إلى عدة دول في أوروبا وخارجها. مصدرنا أشار إلى احتمال امتداد الشبكة إلى دول في آسيا وإفريقيا وحتى أمريكا.وحسب نتائج التحقيقات الفرنسية والبلجيكية التي شاركت فيها أجهزة الأمن الجزائرية جزئيا، في إطار التعاون الأمني ضمن مجموعة 5 +5، فإن ما لا يقل عن 15 شخصا محل بحث من قبل السلطات الفرنسية والبلجيكية والمغاربية ما زالوا طلقاء، ويعتقد أنهم ينحدرون من أصول مغاربية.وقال مصدرنا الأمني إن الجزائريين الثلاثة الموقوفين في دول أوروبية على خلفية التحقيقات حول العمليات الإرهابية في باريس وبروكسل، أنكروا وجود أي علاقة تربطهم ببعضهم البعض، وقد حصلت أجهزة الأمن الجزائرية على هذه الجزئية، لكن الجزئية الأهم في الموضوع هي أن السلطات الأمنية الأوروبية المعنية بالتحقيقات حول الهجمات الإرهابية حصلت على أسماء افتراضية، أي أسماء “حركية” (مستعارة) لـ15 مواطنا أوروبيا ينحدرون من دول مغاربية يُعتقد أنهم أعضاء نشطون في خلايا سرية تابعة لتنظيم “داعش” في أوروبا، وبالأخص في بلجيكا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا.وأضاف مصدرنا أن المشتبه فيهم الخمسة عشر لا تتوفر عنهم أية معلومات سوى أسماء حركية، وأبرزهم “أبو تراب” الذي يأتي على رأس القائمة، ولا يُعرف عنه أية تفاصيل سوى أنه من جنسية فرنسية، كما لا تتوفر تفاصيل أخرى حول أصوله أو إن كان موجودا في أوروبا أو هاجر إلى سوريا أو ليبيا.ويرتبط “أبو تراب” هذا بشخص ثانٍ في بلجيكا يدعى “أبو بلال”، وهو جزائري أيضا لا يُعرف مصيره، وفي الجهة المقابلة يرتبط بـ4 مغاربة من هولندا وبلجيكا، ويتعلق الأمر بكل من “أبو الحسن”، “ميسرة الريفي”، “يوسف النجدي”، “أبو الليث”، وآخرين غير معروفة جنسيتهم الأصلية هم “توفيق الخالدي”، “أبو اليسر الألماني”، “أبو مصعب الفرنسي”، “خالد القيرواني”.وحول مصدر المعلومات التي حصلت عليها أجهزة الأمن الأوروبية والجزائرية حول الأسماء الحركية لـ15 إرهابيا من “داعش”، فمن تغريدات وُجدت في حسابات منسوبة لأعضاء أوروبيين في تنظيم “داعش”، أغلبهم موجودون في سوريا، وسمح فحص حسابات تويتر بالحصول على بعض المعلومات حول المطلوبين التابعين لتنظيم “داعش” في أوروبا.خلايا تجنيد الجهاديين للقتال في “داعش” خطر على الأمنكشف مصدر أمني رفيع أن خلايا تجنيد الجهاديين للقتال في تنظيم “داعش” يمكن بسهولة أن تتحول إلى خلايا تعمل على أنشطة تخريبية، حيث تحولت هذه الخلايا إلى مجموعات سرية تعمل عبر تنظيم عنقودي يصعب اختراقه. وقال مصدر أمني طلب عدم الكشف عن هويته “إن خلايا تجنيد الجهاديين يمكن بسهولة أن تنتقل إلى ممارسة نشاط إرهابي في داخل الدول الغربية والعربية، بناء على أوامر إمارة تنظيم داعش، وعن طريق هذه الخلايا يكون تنظيم أبو بكر البغدادي قد تفوق على تنظيم القاعدة الدولي في مدى الانتشار الجغرافي عبر العالم”.وقد طورت خلايا تجنيد ونقل الجهاديين للقتال في تنظيم “داعش” أساليبَ آمنة وفعالة للإفلات من مراقبة أجهزة الأمن والمخابرات، وتعتمد هذه الأساليب على حصر العلاقة بين الراغب في الهجرة إلى تنظيم “داعش” وخلية التجنيد في التواصل عبر البريد الإلكتروني، بل إن أعضاء الخلايا في بعض الأحيان لا يعرفون بعضهم البعض، والشيء الوحيد المتاح لأجهزة الأمن أثناء تعقب هذه الخلايا هو معرفة مكان إقامة الشباب الذين تنقلوا إلى سوريا والعراق للقتال، ورسم خرائط جغرافية تكشف أماكن إقامة الجهاديين، يمكن عن طريقها تحديد الانتشار الجغرافي لخلايا التجنيد.وكشفت عمليات رصد أماكن إقامة الجهاديين الفرنسيين الموجودين في تنظيم “داعش” عن وجود 22 خلية للتجنيد، أغلبها في أقصى جنوب فرنسا وفي محيط العاصمة الفرنسية. وكشفت تحقيقات أجهزة الأمن الجزائرية التي تتعاون مع أجهزة الأمن في دول غرب البحر الأبيض المتوسط لتفكيك خلايا تجنيد الجهاديين للقتال في سوريا، أن مصالح الأمن تعلم أن أنشط خلايا تجنيد الجهاديين للقتال في العراق وسوريا موجودة في فرنسا، وتنشط بطرق سرية، وساهمت في تسهيل التحاق عدد كبير من المغاربة والجزائريين بتنظيم الدولة الإسلامية.وقال مصدرنا إن أغلب خلايا تجنيد الجهاديين للقتال في سوريا والعراق موجودة في 3 دول هي تونس وفرنسا وبريطانيا، بينما توجد خلايا أخرى متخصصة في تأمين الوثائق المزورة من جوازات سفر وغيرها في ليبيا. وتعد تونس المحطة الرئيسية التي تلتقي فيها خلايا التسفير والنقل التي تُؤمِّن وثائق مزورة وخلايا التجنيد الموجودة في مختلف الدول، وتواجه أجهزة الأمن في الدول المعنية بمسألة منع الجهاديين من الهجرة إلى تنظيم “داعش” صعوبةً كبيرة في تفكيك الخلايا، والسبب هو أن التواصل بين أعضاء الخلايا عادةً ما يتم عبر البريد الإلكتروني، وحتى عمليات استلام وتسليم تتم فيما يسمى في علوم الأمن “النقاط الميتة”، وهي مواقع تترك فيها الأغراض لكي يحملها من طلبها دون أن يلتقي الطرفان، وقد أرهقت هذه الأساليب أجهزة الأمن وجعلت مهمتها شديدة الصعوبة.السري والعلني في “داعش”يُصنَّف “المقاتلون” في تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” حسب الانتماء الجغرافي، فإذا كان المقاتل سورياً ويقاتل في سوريا فهو من “الأنصار”، وإن كان من خارج سوريا أو العراق فهو من “المهاجرين”. ويبدو هذا التصنيف قديما بعض الشيء، فالتصنيف الجديد المتبع يعتمد على تصنيف “مقاتل سري” و “مقاتل علني”. ويعتمد هذا التصنيف على مدى معرفة أجهزة الأمن والمخابرات في الدولة التي هرب منها الجهادي إلى سوريا أو العراق بقصة انتقاله للقتال في صفوف تنظيم “داعش”، فإن كان أمر هجرته قد كُشف فيسمى “العضو العلني”، ومن ثَمَّ يُسمح له بكشف وجهه أثناء القتال، بينما يمنع “العضو السري” من كشف وجهه، ويرتدي قناعا أو لثاما، ولهذا السبب تُظهر العشرات من تسجيلات الفيديو التي ينشرها تنظيم الدولة الإسلامية أشخاصا ملثَّمين يخفون وجوههم.وتكشف تقارير نشرها تنظيم “القاعدة” الدولي قبل سنوات، وكتبها القائد “سيف العدل” أحد أبرز القياديين في تنظيم “أسامة بن لادن”، أنه مصلحة التنظيم تقتضي في بعض الحالات نشر خبر التحاق شخصية معروفة به لأغراض دعائية، وبهذا ينتقل العضو من السرية إلى العلنية، وتقتضي الضرورة إبقاء هوية المقاتل سرية من أجل حماية خلية التجنيد التي سهلت التحاقه بتنظيم “داعش”، وفي بعض الحالات من أجل استغلاله في مهام سرية، ويُتخذ القرار في كل الحالات من طرف أمير التنظيم.وتكشف هذه المعطيات أمرا بالغ الخطورة يؤكد أن أغلب الدول التي ينتمي إليها جهاديون يقاتلون في سوريا والعراق غير قادرة على معرفة العدد الحقيقي لمواطنيها الموجودين في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية.الهجرة ليست للقتال فقطقال مصدر أمني رفيع إن تحقيقات أجهزة الأمن في الدول المعنية بمراقبة خلايا تجنيد الجهاديين للقتال في سوريا والعراق لا تركز على الشباب القادرين على حمل السلاح فقط، حيث أثبتت التحريات والتحقيقات هجرة فتيات وأشخاص غير قادرين على القتال، منهم خريجو المعاهد الشرعية الإسلامية، وآخرون يحملون شهادات جامعية في تخصصات دقيقة. ودعا أمير تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي المسلمين للهجرة إلى ما يسميها دار الخلافة، كما دعا الناطق باسم التنظيم أبو عدنان الكفاءات في مختلف التخصصات للهجرة من أجل المشاركة في بناء الدولة، وهو ما يعني أن الهجرة إلى العراق وسوريا لا تعني الشباب القادرين على حمل السلاح فقط، بل هي أمر أكبر بكثير من هذا، حيث أثبتت تحريات أجهزة الأمن الجزائرية أن أشخاصا كبارا في السن من تونس والجزائر، يفوق سن أحدهم 55 سنة وهو من مدينة سوق أهراس، تنقلوا سرا إلى سوريا عبر تركيا. ويرحب تنظيم الدولة الإسلامية بشكل خاص بالأطباء وحملة الشهادات الجامعية في العلوم التطبيقية.وتكشف وثائق نشرها تنظيم الدولة الإسلامية في وقت سابق عن وجود خلايا تجنيد يتم تسييرها من قبل إمارة التنظيم على مستوى مركزي عبر حسابات تويتر تحمل رسائل مشفرة.معارضة درودكال تجنيد الجهاديين للقتال في سوريا أبعَد خلايا التجنيد عن الجزائركشف التحقيق في عدة قضايا متعلقة بالتحاق سلفيين جهاديين بسوريا والعراق للقتال في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية، أن أكثر من 80% من خلايا تجنيد الجهاديين من دول المغرب العربي موجودون إما في تونس أو في فرنسا أو في بريطانيا، ويتم التجنيد في أغلب الحالات بعد التواصل بين الخلايا والراغبين في الالتحاق، حيث يستغل هؤلاء شبكات التواصل الاجتماعي، خاصة حسابات تويتر التي يُطلق عليها الحسابات الموثَّقة في المنتدى شبه الرسمي لتنظيم الدولة الإسلامية ويعتمد عليها في التواصل، وينتقل الاتصال عبر هذه الحسابات إلى البريد الإلكتروني.وقال مصدرنا إن سبب تركيز خلايا التجنيد في الدول الثلاث يعود إلى بدايات الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد من جهة، حيث تركزت مجموعات الدعوة للجهاد في سوريا في الدول الثلاث، بالإضافة إلى سبب ثانٍ هو معارضة أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب عبد المالك درودكال منذ 2013 لعمليات تجنيد الجهاديين الجزائريين للقتال في سوريا، بمبرر أن القتال ضد القوات الفرنسية في شمال مالي يحظى بالأهمية ذاتها.وتوصلت التحقيقات الأمنية المشتركة في الجزائر والمغرب حول نشاط شبكات تجنيد السلفيين الجهاديين للقتال في سوريا والعراق، إلى أن أغلب خلايا التجنيد الكبيرة تتمركز في فرنسا وفي بريطانيا وتونس. كما كشفت التحقيقات أن العدد الحقيقي للجهاديين الموجودين في “داعش” من مواطني الدول الغربية قد يصل إلى عدة أضعاف العدد المعروف.وكشف مصدر أمني عليم أن التحقيقات المتواصلة لمطاردة خلايا تجنيد الجهاديين للقتال في تنظيم الدولة الإسلامية، وفي باقي المنظمات الإسلامية المتشددة التي ترفع شعار الجهاد في سوريا، كشفت أن لا أحد يمكنه الجزم بالعدد الحقيقي للجهاديين السلفيين المقاتلين في سوريا. وجاء هذا بعد أن كشفت عملية تحرٍّ بسيطة أن سيدة جزائرية تحمل الجنسية الفرنسية عادت إلى الجزائر قادمة من سوريا، ثم انتقلت إلى فرنسا لبعض الوقت وعادت إلى الجزائر دون أن يُكشف أمرها، ويجري التحقيق حاليا مع السيدة التي تنحدر أصولها من بلدية ذراع الميزان في ولاية تيزي وزو، وقد أوقفت السيدة في الجزائر بعد عودتها من فرنسا، وكشف مصدرنا أن المعنية مكثت في سوريا أكثر من سنة بعد أن كانت وصلتها في بداية عام 2013، ويُعتقد أنها كانت موجودة ضمن “جماعة النصرة” المقربة من تنظيم القاعدة، وتعد هذه حالة واحدة من عشرات الحالات للمقاتلين المجهولين في سوريا والعراق.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات