38serv
يشكل دخول شركات إسرائيلية في رأسمال مجموعات دولية تحديا جديدا للجزائر، خاصة بعد أن يتضح أن الجزائر تتعامل مع هذه الشركات سواء عبر استيراد مواد أولية أو منتجات نهائية. شكل نموذج شركة “تيفا” للصناعة الصيدلانية الإسرائيلية التي باشرت مفاوضات طويلة للدخول في رأسمال الشركة الأمريكية “ميلان” الذي يعمل في السوق الجزائري نموذجا للإشكاليات التي تطرحها عمليات الإدماج والحيازة، فالشركة الإسرائيلية كانت تحوز على 4.33 في المائة من الحصص وأكثر من 22 ألف سهم بقيمة 953.77 مليون دولار، علما أن الشركة الأمريكية تتعامل مع الجزائر منذ سنوات وتسوق أدوية ومنتجات صيدلانية، وهو ما يشكل إشكالا، حيث يبقى التساؤل مطروحا حول كيفية التعامل والتمييز بين المنتجات التي يمكن أن تدخل السوق الجزائري. وتشكل “تيفا” إحدى أكبر الشركات برسملة تقارب 50 مليار دولار ورقم أعمال يتجاوز 26 مليار دولار، وتحولت إلى أحد أكبر منتجي الأدوية الجنيسة بعد حيازة “اليرغان” مقابل أكثر من 40 مليار دولار. ولا يقتصر الأمر على الشركة الإسرائيلية “تيفا” التي وسعت نشاطاتها للعديد من الدول الأوروبية وأمريكا الشمالية واللاتينية. فبعد أن نجحت عشرات الشركات الإسرائيلية في أن تصبح مقيدة في سوق “ناسداك” المالي ببورصة وول ستريت، حيث تجاوز عددها الخمسين شركة، فإن تداخل المصالح مع الكثير من المجموعات أصبح واضحا وأضحى تأثير الشركات الإسرائيلية كبيرا في عدة شركات ومؤسسات. واعتبر خبراء اقتصاديون أن الشركات الإسرائيلية توظف كافة المزايا الخاصة باتفاقيات التبادل الحر لاسيما مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والاتفاقيات متعددة الأطراف، منها “اتفاقيات” الكويز الموقعة مع مصر والأردن، لضمان اختراق منتجاتها المنطقة العربية بما في ذلك البلدان التي لا تربطها اتفاقيات معها، كما تقوم الشركات المتخصصة في التوزيع وعلامات المساحات الكبرى باقتناء واستيراد منتجات إسرائيلية دون إشارة العلامة الأصلية للمنتج أو شركات مثل “ديلتا غاليل” الإسرائيلية المتخصصة في المناولة والتي تضمن توفير مواد أولية ومدخلات لعلامات دولية متخصصة في النسيج ومتداولة بكثرة في المناطق العربية ككل.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات