38serv
كشفت الباحثة الأمريكية “آليس كابلان”، أستاذة تاريخ الأدب بجامعة “ييل”، أن شخصية “الغريب” في رواية “ألبير كامي” التي تحمل الاسم نفسه، هي شخصية واقعية وليست متخيلة وعديمة الهوية مثلما يعتقد الكثير من الدارسين، وأوضحت أن المعني يدعى “قدور بطويل”، اشتبك مع أوروبيين بشاطئ “بوزفيل” بوهران في جويلية 1939.
جاء في السيرة الذاتية التي أفردتها “آليس كابلان” للروائي ألبير كامي، ونشرت في كتاب بعنوان “البحث عن الغريب”، أن صحيفة “صدى وهران” أوردت يوم 31 جويلية 1939 خبرا مفاده أن معركة طاحنة بالسلاح الأبيض دار رحاها بشاطئ “بوزفيل” بمدينة عين الترك بين شقيقين ينتميان للجالية اليهودية وعربي يدعى “قدور بطويل”. وذكرت أن كامي التقى بأخ وأخت هذا “العربي” الذي يتحول لاحقا إلى ضحية في رواية “الغريب”، في مقر سكناهما بعين الترك، مضيفة أنه تعمد إخفاء اسم “العربي” الذي يحمل اسما ووجودا.وذكرت الباحثة الأمريكية التي انتقلت إلى مدينة وهران خلال السنوات الأخيرة، وشرعت في البحث عن تفاصيل القضية، في أرشيف صحفية “صدى وهران”، أنها تمكنت من العثور على خبر نُشر بعنوان “في بوزفيل.. معركة على الشاطئ “، أورد تفاصيل المعركة التي دارت بين شاب جزائري يبلغ من العمر تسعة عشر عاما، ويدعى “قدور بطويل”، وشابين ينتميان للجالية اليهودية. وخلصت الباحثة إلى أن ضحية “ميرصو” في رواية “الغريب” كان له اسم وهوية، على خلاف ما ورد في الرواية.وكشفت كابلان في كتابها الصادر حديثا في ترجمة فرنسية عن منشورات “غاليمار” بباريس، أن كامي التقى فعلا، عقب تنقله إلى وهران للتعرف على الحادثة عن قرب، بكل من اليهوديين “ادغار ورواؤول بن سوسان”، اللذين تخاصما مع “قدور بطويل” على شاطئ “بوزفيل”، وكلاهما رويا له تفاصيل الحادثة والمعركة التي دارت رحاها على الشاطئ بمدينة عين الترك.وتشير عدة دراسات حاليا إلى أن ألبير كامي قدم شخصية “العربي” بلا اسم، وقد تعمد الإساءة، بينما يرى آخرون أنه لم يعبر سوى عن وضعية كولونيالية تقوم على تجاهل “العربي” من قبل الأقدام السوداء.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات