38serv
“كتب تاريخه الأسود بدماء وأشلاء الأطفال الفلسطينيين في بلدة قانا ..” بهذه الكلمات وصفت اللاجئة الفلسطينية الشاهدة على مجزرة قانا، الحاجة رحاب، التي نفّذها بيريز في جنوب لبنان عام 1996 والتي راح ضحيتها أكثر من مئة مدني.الحاجة رحاب التي فقدت نحو 51 شهيداً من عائلتها في مجزرة تل الزعتر عام 1976التي هندسها شارون، وفقدت البقية في مجزرة قانا التي أشرف عليها بيريز، بقصفه مخيم تابع للأمم المتحدة في بلدة قانا، تحدثت إلينا والحزن يلفّها لتلك الأحداث والفرحة تغمرها لرحيل شمعون.وتضيف الحاجة، وكأن رحيل شمعون أعاد لها جزء من حقها، “بعد المجزرة نزلت للمخيم لتفقّد ابني وابنتي، وعلمت أنهما استشهدا، ومنعت من دخول المخيم، لأن كل من فيه هربوا والمناظر الموجودة يصعب على الإنسان تقبّلها، حيث الجثث المتناثرة هنا وهناك غارقة في دمائها”. ورثى عدد من زعماء العالم، رئيس دولة الكيان، معتبرين أنه “كرّس حياته لخدمة إسرائيل وشعبها”، في حين قالت الفصائل الفلسطينية إن “موت بيريز بداية نهاية إسرائيل”، بينما عبّر الشارع الفلسطيني عن ارتياحه وفرحه لوفاته، منتقدا إفلاته من العقاب على المجازر التي ارتكبها بحق الفلسطينيين.وقال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني عصام شاور: “لا شك أن الفلسطينيين فرحوا فرحا شديدا لهلاك شمعون بيريز، لأن الجميع يعلم أنه أحد مؤسسي هذا الكيان غير الشرعي، وهو آخر من يتوفى منهم، ولأنه سفاح أدار الكثير من الحروب ضد الفلسطينيين والعرب، وارتكب مجازر أشهرها مجزرة قانا في لبنان”.وتابع “موته خسارة للمحتل الإسرائيلي لأنه كان ثعلبا في السياسة، وجزارا في مواجهة المدنيين أصحاب الحق، ولهذا نجد بعض الحكام العرب يبادرون إلى تقديم التعازي بوفاته، رغم الاستياء الشعبي من تلك التصرفات المخجلة، وقد يسيرون في جنازته غير آبهين بمشاعر المسلمين والعرب والفلسطينيين بشكل خاص”.وذكر محدثنا “لا بد من الإشارة الى المجتمع الغربي المنافق، الذي منحه جائزة نوبل للسلام، رغم المجازر الإرهابية التي ارتكبها ورغم تأسيسه لمفاعل نووي غير سلمي، والأصل أن يكون اسمه على رأس قوائم الإرهاب في كل دول العالم المتحضر”.وبدأ الغزاوي محمد حامد حديثه عن وفاة رئيس دولة الكيان بإحدى مقولاته “الاستيطان جذور وعيون الدولة”، وأكمل حامد: “الهالك بيريز رحل وهو في سن الـ93 والاستيطان هو روح المشروع الصهيوني، وحياته امتدت ما بين مفاعل ديمونه واتفاقيات أوسلو، لا أهمية لموته عندنا ولكننا فرحين بوفاته”.وعبّر الغزاوي خالد أبو الحسن، عن فرحة لموت بيريز قائلا: “رحل السفاح بيريز والسفاح شارون لكن فلسطين باقية، فرحنا لموتهما، ولكننا بالتأكيد غاضبون وسنحزن على الطابور الطويل من محبي السلام في قائمة المشاركين في جنازته، كم من العربان سيكون فيها؟”.وأرسل صالح الغزاوي رسالة إلى الحكام العرب المطبّعين مع دولة الاحتلال قال فيها “المستوطنون قالوا اليوم نتذكر ما قدّمه شمعون بيريز للحركة الاستيطانية في الضفة، نأمل منكم أن لا يخرج أحد منا يعزي بموت أبو المشروع النووي الإسرائيلي، وواضع حجر الأساس للاستيطان الإسرائيلي وجزار قانا”.وفي السياق، ذكر الأمين العام لحركة الأحرار الفلسطينية، خالد أبو هلال، خلال وقفة نظّمتها الحركة بمدينة غزة، أن غياب أحد مؤسسي “إسرائيل” “هو المسمار الأخير في نعش الاحتلال والاستيطان، وانتهاء الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني”. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قد بعث برقية تعزية لعائلة الراحل، وأعرب، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، عن حزنه وأسفه، قائلاً: “بيريز كان شريكاً في صنع سلام الشجعان مع الرئيس الراحل ياسر عرفات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق رابين، كما بذل جهودا حثيثة للوصول إلى سلام دائم منذ اتفاق أوسلو وحتى آخر لحظة في حياته”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات