النجاعة الاقتصادية بالمقلوب

غريب أمر بعض المؤسسات العمومية في الجزائر، التي لا تعطي أي أهمية للنجاعة الاقتصادية.. فقد أعلنت المؤسسة العمومية للنقل الحضري وشبه الحضري، لمدينة الجزائر وضواحيها، لمستعملي خدماتها، مجانية النقل يوم الثلاثاء الأخير بمناسبة الذكرى الثانية والستين لاندلاع الثورة التحريرية، حسب بيان لهذه المؤسسة. هذه المبادرة كان من الممكن اعتبارها منطقية لو أن المؤسسة في صحة مالية وتحقق أرباحا معتبرة تجعلها في غنى عن الدعم الذي تقدمه السلطات العمومية للمؤسسة، لتغطية العجز المالي في كل مرة، أو لمواجهة احتجاجات العمال على تأخر الأجور، أو حتى لتدعيم خطوطها بحافلات جديدة. على كل، فإن هذا المنطق الاقتصادي المقلوب هو الذي دفع هذه المؤسسة العمومية إلى كراء 1000 حافلة بسائقيها من مؤسسة خاصة لسد العجز المسجل في قطاع النقل الحضري وشبه الحضري بالجزائر العاصمة. هذا الأمر يذكّرنا بظاهرة “التيليطون” التي عرفتها الجزائر منذ سنوات، حيث شاهدنا مؤسسات عمومية تتبرع بأموال طائلة وهي في وضع عجزت فيه عن دفع أجور عمالها بانتظام؟!