قصّة إلياس عليه السّلام في القرآن

38serv

+ -

 قصّة النّبيّ إلياس عليه السّلام كباقي قصص القرآن الكريم، لم يذكرها سبحانه بقصد الإخبار والقصِّ التّاريخي، وإنّما ذكرها بقصد الاعتبار والاتعاظ، والتّحذير ممّا وقع على الأمم والأقوام السّابقين، الّذين خالفوا شرع اللّه، وأعرضوا عن الهدى الّذي جاءتهم به الرّسل والأنبياء. وعلى الجملة، يستفاد من قصّة إلياس عليه السّلام العبر التالية:- سيقت قصّة النّبيّ إلياس عليه السّلام في سورة الصّافات ضمن عدد من قصص الأنبياء بغرض تسلية الرّسول محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم ممّا كان يُلاقيه من قومه، وحملت إنذاراً وتهديداً لكفّار قريش أن عاقبتهم إذا استمرّوا على كفرهم وإعراضهم العذابُ، وذلك وفق ما جرت عليه سنّة اللّه في مواعدة المعرضين عن ذِكره. فالقصّة سيقت مساق التّحذير والوعيد.- تُذَكِّرُ هذه القصّة النّاس بأنّ من أصول الدّين أنّه لا ربّ لهم إلاّ اللّه، وهذا أوّل أصول الدّين، فاللّه سبحانه ربّ آبائهم، فإنّ آباءهم لم يعبدوا غير اللّه من عهد آدم عليه السّلام، حيث كانوا على دين الفطرة، ولم يطرأ الكفر والشّرك عليهم إلاّ فيما بعد.- في قصّة إلياس عليه السّلام إخبار بأنّ الرّسول عليه أداء الرّسالة فحسب، ولا يلزم من ذلك أن يشاهد عقاب المكذّبين لدعوته، ولا هلاكهم. وفي هذا ردّ على المشركين الّذين قالوا: {مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} يونس:48، فإنّ هذا السّؤال ظلم منهم، حيث طلبوه من النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فإنّه ليس له من الأمر شيء، وإنّما عليه البلاغ والبيان للنّاس، وأمّا حسابهم وإنزال العذاب عليهم فمن اللّه تعالى، ينزله عليهم إذا جاء الأجل الّذي أجله، والوقت الّذي قدّره، والموافق لحكمته الإلهية. فإذا جاء ذلك الوقت لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون. وقد قال تعالى في هذا المعنى مخاطباً رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم: {فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ} غافر:77.- والمتحصّل من هذه القصّة القرآنية، الدّعوة إلى التّمسّك بعبادة اللّه الواحد الأحد، ونبذ ما سواه من المعبودين، سواء أكانوا حجراً أم بشراً. وإنذار المشركين باللّه أنّ العذاب آتيهم لا محال، إن لم يأتهم عاجلاً، فهو بالتّأكيد آتيهم أجلاً. {وَاللّه يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيل} الأحزاب:4.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات