38serv
شنّ جيش القبائل المتحالف مع حفتر، هجوما قويا ومباغتا على الخاصرة الجنوبية للعاصمة طرابلس، نهاية الأسبوع الماضي، بهدف السيطرة على العاصمة، واستطاع جيش القبائل السيطرة على خمس مدن تابعة لمنطقة ورشفانة، من بينها مدينة العزيزية التي لا تبعد عن العاصمة طرابلس سوى بنحو 45 كلم جنوبا، قبل أن تردّ قوات فجر ليبيا بهجوم مضاد استعادت فيه السيطرة على منطقة العزيزية التي يقطنها سكانمن قبيلة ورشفانة إحدى القبائل الكبيرة التي كانت تدعم نظام القذافي. سقوط خمس مدن صغيرة (العزيزية، الساعدية، الزهراء، العامرية والناصرية) في يد جيش القبائل وكتائب الزنتان بتلك السرعة، كان مفاجئا بالنظر إلى أن هذه الكتائب حاولت مرارا التقدم نحو العاصمة، لكنها فشلت بسبب اصطدامها بمقاومة شديدة خاصة على محور منطقة بئر الغنم في الجنوب الغربي للعاصمة طرابلس، كما أن قوات فجر ليبيا كانت على علم باقتراب عملية الهجوم على العاصمة طرابلس، بعد أن ألقت القبض على شحنات أسلحة كانت متوجهة نحو العاصمة طرابلس، وقامت على ما يبدو بحملات مداهمة لمنطقة ورشفانة المتحالفة مع كتائب الزنتان، اتهمت خلالها قوات فجر ليبيا بتهجير عائلات وحرق بيوتها وذلك قبل يومين من الهجوم على العزيزية.ورغم استعدادات فجر ليبيا لهجوم جيش القبائل وكتائب الزنتان، إلا أنها لم تستطع صد هذا الهجوم، الذي اعتمد على نفس التكتيك القتالي في مدينة بنغازي، أي تحريك الخلايا النائمة خلف خطوط الخصم، بعد إيصال أسلحة إليها بشكل سري وإخراج الأسلحة الخفيفة والمتوسطة المخبأة تحت الأرض في منطقة ورشفانة، ويرافق تحرك الخلايا النائمة هجوم بري على الخطوط الأمامية لفجر ليبيا ومحاولة الالتفاف على منطقة بئر الغنم (حوالي 120 كلم جنوب غرب طرابلس) التي تعد منطقة تماس بين قوات فجر ليبيا وجيش القبائل.واستغل جيش القبائل تشتّت قوات فجر ليبيا على عدة جبهات، فلديها قوات الشروق تقاتل جيش برقة في جبهة السدرة في الهلال النفطي، والكتيبة 166 تقاتل داعش في جبهة سرت والنوفلية، والقوة الثالثة تقاتل قوات محمد بالنايل التابعة لحفتر في براك الشاطئ في الجنوب، وكتائب جنزور والزاوية والكتائب الأمازيغية تقاتل الزنتان في جبهة الوطية في الغرب، مما سهّل لجيش القبائل السيطرة “مؤقتا” على منطقة ورشفانة التي تضم عدة مدن صغيرة، فيما تواصلت الاشتباكات أمس للسيطرة على مدن ورشفانة. هذا ما دفع قوات فجر ليبيا إلى إعادة تجميع قواتها واستنفار 9 كتائب في جنزور واستدعاء كتيبتي المحجوب والحلبوص إحدى أقوى كتائب مصراته، ونشر الحواجز الأمنية في مختلف المناطق الحساسة، مؤكدة أنها سيطرت على الطريق الرابط بين العزيزية وغريان جنوبا، فيما يؤكد مقاتلو ورشفانة وجيش القبائل أنهم لا زالوا في العزيزية ويسيطرون على المطار الدولي للطرابلس المدمّر، وهو ما ينفيه الطرف الآخر، مما يعني أن حالة كرّ وفرّ بين كتائب فجر ليبيا وجيش القبائل.في غضون ذلك، واصل طيران حفتر الهجوم على مطار معيتقة الدولي شرقي طرابلس ومطار زوارة الدولي في أقصى الغرب الليبي، كرد فعل على استئناف الرحالات الجوية من مطاري معيتيقة بطرابلس ومصراته نحو مطار صفاقس بتونس، أول أمس الجمعة، في انتظار فتح الخط الجوي بين طرابلس والعاصمة تونس، وتحدثت قناة “النبأ” عن فتح خط آخر نحو الجزائر قبل نهاية الشهر الجاري. غير أن الأمم المتحدة أدانت التصعيد العسكري الذي قادته قوات موالية لخليفة حفتر، وحذّرت من انعكاساته السلبية على الحوار الذي ترعاه بين أطراف الصراع في الصخيرات.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات