38serv
ما الذي يحدث في طرابلس؟ مجموعة تطلق على نفسها “جيش القبائل” استغلت الفراغ الأمني الذي كان موجودا، واخترقوا منطقة ورشفانة عن طريق الآليات والأسلحة الثقيلة والمتوسطة، فسيطروا عليها مؤقتا ودخلوا العزيزية والزهراء وتوجّهوا صوب طريق المطار، مع الاشارة إلى أن كتائب الزنتان لم تشارك في الهجوم الذي شنّ أول أمس، بل قاده “جيش القبائل” الذي يضم عناصر من ورشفانة والتبو، وهو موال لجيش حفتر.وهدف الهجوم يتمثل في محاولة السيطرة على طرابلس والانتقام، عن طريق خلايا نائمة هناك تعمل على إحداث بلبلة ونشر قلاقل لإيهام الرأي العام بأن جيش القبائل سيطر على طرابلس. لكن الحمد لله استعاد الجيش الليبي (الموالي لحكومة طرابلس) السيطرة على المناطق المذكورة آنفا، وأخرج “جيش القبائل” إلى محيط العزيزية.لكن أيعقل ترك ثغرات أمنية في هذا الوقت بالذات؟ “جيش القبائل” استغل انسحاب كتائب الجيش الليبي (الموالي لحكومة طرابلس) والفراغ العسكري الموجود، انطلاقا من الكسارات ووادي الحي وراس اللفعى، أين توجد اشتباكات دائمة بين الطرفين، ومنه حاول السيطرة على ورشفانة، وبعدها التسلل إلى العاصمة طرابلس. فأفراد الجيش الليبي ولقلة قواتهم تراجعوا جراء الضغط فتوغّل “جيش القبائل”، ووصل إلى العزيزية والزهراء، بعد اشتباكات شديدة في راس اللفعى وواد الحي، لكننا استعدنا السيطرة وهم يقومون منذ صباح اليوم (الحوار أجري أمس) بمحاولات يائسة لمعاودة السيطرة. أما بخصوص الثغرات الأمنية، فالأمر راجع للتعزيزات الأمنية التي وجّهت إلى عدة جبهات على غرار الوطية وسرت والسدرة وبراك الشاطئ، وهم استغلوا ذلك الفراغ وقاموا بالهجوم عن طريق التنسيق مع خلايا نائمة، فدخلوا دون مقاومة، وكانوا على بعد 7 إلى 10 كم عن المشارف الإدارية للعاصمة طرابلس.أي أن مقولة “الحرب خدعة” انطلت عليكم من خلال تخطيط محكم أتت نتيجته بعملية عسكرية منظمة؟ لا يمكن نفي ذلك، هناك تخطيط قوي ومحكم استغل نقطة خفض التعزيزات الأمنية، ولم يأت ذلك التخطيط من فراغ، بل هناك عقول مدبرة وأشخاص يخططون لكل خطوة لصالح “جيش القبائل”، هذا الأخير الذي هو عصابات موالية بدرجة كبيرة لكتائب معمر القذافي أكثر من ولائها لعملية “الكرامة”، بل وحتى طريقة تفكير الاثنين مختلفة، فهذه الأخيرة تعترف بثورة 17 فبراير. أما “جيش القبائل” فيسعى إلى السيطرة على ليبيا، وإرجاع نظام الحكم العسكري، وإعادة المحسوبين على النظام السابق المهجّرين إلى الخارج، فهم مستعدون للتحالف مع الشيطان للسيطرة على البلاد، حسب تصريحاتهم، لأن الولاء بالدرجة الأولى للقذافي.ومن هم الأشخاص الذين يخططون لهم؟ مخططون عسكريون ليبيون موالون للقذافي متواجدون خارج ليبيا، إضافة إلى مخططين أجانب يتعاملون مع عملية “الكرامة” من مصر والإمارات كوّنوا تحالفا عسكريا.لكن ألا تعتقد أن دخول جيش القبائل إلى العزيزية بسهولة أمر في غاية الخطورة؟ هم دخلوا العزيزية باستغلال ضعف القوة في المنطقة، ولم يتعد عدد أفراد المجموعة التي قامت بالعملية 60 إلى 70 شخصا، لكننا وبفضل الثوار والجيش سيطرنا على الوضع ونحن بصدد تمشيط المنطقة، والآن ليس بإمكان أي شخص الدخول مرة أخرى بعد وصول التعزيزات الأمنية.قلت لي لم يعد يفصلهم عن مشارف طرابلس سوى 7 أو 10 كلم.. فما الذي تبقى؟ على مشارف طرابلس وليس إلى قلبها، ولو افترضنا أنهم دخلوا مشارفها، فلن يتمكنوا من السيطرة على طرابلس، كون مركزها بعيد عن الحدود، وقوات الجيش الليبي متمكزة وأخذت مواقعها.إلا أن بلبلة حصلت في العاصمة.. الوقود والغاز متوفر، وما حدث هو أن خلايا نائمة بطرابلس روّجت لإشاعات مفادها بأن “جيش القبائل” سيدخل العاصمة وسيطر عليها، مما ولّد خوفا لدى الشارع وجعل أصحاب المركبات يتوجهون باكرا إلى محطات الوقود. وضُرب مطار امعيتيقة من قبل عملية “الكرامة”، لكن لا توجد أي خسائر، وغرض الضرب هو التضييق على الشعب والضغط على الشركات لإلغاء رحلاتها الجوية، وبذلك شحن غضب الشعب.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات