فرحات عباس.. أفكار الأمس وواقع اليوم

+ -

 بعد 50 سنة من مغادرة فرحات عباس السلطة أو إخراجه من الساحة السياسية (1963) و28 سنة من وفاته 1985، يحق لنا اليوم أن نطرح أسئلة عديدة حول الأفكار التي طرحها والمواقف التي اتخذها منذ سنة 1962، خاصة حول كيفية تنظيم الحكم في الجزائر والابتعاد عن الحكم الفردي المطلق. وتعود أهمية هذه الأسئلة اليوم بحدة بعد أكثر من نصف قرن من الاستقلال، حيث مازلنا ندور تقريبا في حلقة مفرغة، ولم نتمكن من تأسيس نظام أقرب إلى الديمقراطية -حتى لا نقول ديمقراطي-، رغم ما يقال عن التعددية الحزبية التي ظهرت بعد حوادث أكتوبر 1988، والتي على ضآلتها نلاحظ أنها في تراجع مستمر.

والحقيقة أن نظرة فرحات عباس وتحليلاته للأحداث والمواقف التي اتخذها منذ الاستقلال، قد أثبتت بعد نظره ومعرفته للمجتمع الجزائري، ذلك أن اقتراحاته ومواقفه هو وشخصيات وطنية أخرى كثيرة، كان بإمكانها أن تجنب الجزائر الكثير من المشاكل التي عرفتها في مختلف الميادين، السياسية والأمنية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية. فهو قد حذر مثلا منذ بداية 1985، شهورا قبل وفاته، من آفة -الإرهاب السياسي- فهو يقول: “ها هو الإرهاب السياسي قد ظهر حتى على أبواب مدينة الجزائر والذي لا يتردد في قتل الأبرياء ويدخل بلدنا في طريق شبيه بما يحدث في لبنان”، وقد استنتج ذلك بعد الأحداث التي وقعت في منطقة الأربعاء، وقد حذر منذ ذلك الوقت من السير نحو “حرب أهلية”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات