عن أبي هريرة رضي اللّه عنه أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: “مَنْ جَلَسَ مَجْلِسًا كَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ، فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذلك: سُبْحَانَكَ اللّهمّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ إِلّا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ في مَجْلِسِهِ ذلك”، أخرجه أبو داود والترمذي واللّفظ له والنّسائي وابن حبّان في صحيحه والحاكم.قال العلّامة محمّد عليّ بن محمّد بن علّان بن إبراهيم البكري الصّدّيقي (المتوفى:1057هـ) في كتابه “دليل الفالحين لطرق رياض الصّالحين”: “عمومه مخصوص بما عَدَا الكبائر، فإنّها لا تُكفَّر إلّا بالتّوبة أو بالفضل الإلهي، وبما عَدَا تبعات العباد، لأنّ إسقاطها عند المتلوث بها موقوف على رضا ذي الحقّ، وهذا التّخصيص مأخوذ من أحاديث أخرى”.وقال المحدّث المِبَارَكَفُوري في تُحفَة الأحوذي: “قوله كثُر بضم الثاء، لغطه بفتحتين أي تكلَّم بما فيه إثمٌ لقوله غفر له، وقال الطّيبي: اللّغط بالتّحريك الصّوت والمراد به الهزء من القول وما لا طائل تحته فكأنّه مجرّد الصّوت العري عن المعنى فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سُبحانَك اللّهمّ وبحَمدِك ولعلّه مقتبس من قوله تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ} الطّور:48”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات