يقول الأستاذ راتب النابلسي: قال اللّه تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلاً} الآية:15-16. فمراحل الدّعوة هي: الدّعوة البيانية، التّأديب التّربوي، الإكرام الاستدراجي، وأروع شيء أن تستجيب للّه عزّ وجلّ في مرحلة الدّعوة البيانية، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للّه ولِلرّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُم} الأنفال:24.فأيّ إنسان يدعوك إلى اللّه هو شاهد عليك، وقد لا ينتبه الإنسان أحيانًا فيسأل فيُجاب، فيترتّب على هذا السّؤال عذاب أليم إلى أمد طويل، وقد يُدعَى أحيانًا فيرفض فيندم أشدّ النّدم، وقد قالوا: (هذا اليوم له ما وراءه)، فالإنسان أحيانًا يأكل وينام، فليس هناك مشكلة في هذا، لكنّه قد يعقد صفقة تجعله مفلسًا يتكفّف النّاس، وقد يقف موقفًا يجعله يقبع في غيابات السجن سنوات تلو سنوات، فهناك مواقف لها ما وراءها ويبنى عليها مصير.وقوله {فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلاً} إنّ هذا الكلام يساق على أسلوب (إيّاك أعني واسمعي يا جارة)، فمَن أنتَ؟ أنت إنسان ضعيف صغير، فاللّه عزّ وجلّ حينما أراد أن يُدمِّر فرعون أغراه بدخول البحر، فضرب البحر سيّدنا موسى فإذا هو طريق سالك، فلمّا عبر سيّدنا موسى وتبعه فرعون عادت اليابسة بحرًا فغرق فرعون وقال وهو يغرق: {قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ} يونس:90. ولكن بعد فوات الأوان، فالمعصية إذًا عقابها وبيل، وأخذها شديد ومصيرها مظلم، وهذه دعوة من اللّه لطيفة غير مباشرة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات